ترامب يدق طبول الحرب مبكرا.. ومحللون: ستكون فانية

- ‎فيعربي ودولي

كتب رانيا قناوي:

يبدو أن تهديدات الرئيس الأمريكي العنصري دونالد ترامب، أمس الخميس، بأنه لا يستبعد أي خيار عسكري ضد إيران بعدما وجه تحذيرا إلى إيران إثر تجربتها الصاروخية الأخيرة، ودق طبول الحرب مع كوريا الشمالية وإيران، أصبحت تسير في طريقها للتنفيذ، خاصة مع الإجراءات والقرارات العاجلة التي اتخذتها إدارة ترامب، وعلى رأسها العمل على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الذي تم في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

وقال ترامب ردا على صحفيين سألوه ما إذا كان يستبعد الخيار العسكري: "لا شيء مستبعدا".

وقبل بضع ساعات، كتب على تويتر إنه "تم توجيه تحذير رسمي" إلى إيران لإطلاقها صاروخا بالستيا، مؤكدًا بذلك ما كشفه مستشاره للأمن القومي مايكل فلين، من احتمالية توجيه ضربة عسكرية في حال استمرار إيران في تجاربها الصاروخية.

وقال فلين إن التجربة الصاروخية هي "أحدث خطوة في سلسة أفعال إيران الاستفزازية، ومنها دعم الحوثيين في اليمن". وأضاف أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما "فشلت في الرد بشكل مناسب على أفعال إيران المؤذية".

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي أن أفعال إيران تهدد الاستقرار في المنطقة وتضع حياة الأمريكيين في خطر، مضيفا: "من اليوم نوجه رسميا تحذيرا لإيران".

واعتبرت طهران التحذيرات الأمريكية "استفزازية"ن حيث أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر ولايتي أن إيران لا تريد إذنا من أي بلد للدفاع عن نفسها، متعهدا بمواصلة الأنشطة الدفاعية بقوة، ردا على التحذير الذي وجهه مايكل فلين مستشار ترامب للأمن القومي إلى إيران.

وقال ولايتي: "هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها شخص عديم الخبرة في أمريكا، إيران"، مضيفا أن ترامب سيفهم بمرور الزمن أن إطلاق التصريحات الخاوية ضد إيران ستؤدي فقط إلى خفض مصداقيته أمام الرأي العام، بحد قوله.

شبح الحرب!
ولعل تصريحات ترامب ومستشاره الأمني، تشير لاحتمالية ما ذهب إليه المحرر العسكري ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، من إن تصرفات ترامب وتصريحاته لم تكن من باب الاستهلاك الإعلامي، موضحا أن لديه خطة تكشف سبب قراراته، وهي تفكيك أمريكا للدخول في حرب كبيرة تمنحه غطاء لإعطاء صلاحيات غير مسبوقة للشركات الصناعية تصل لحد الاحتكار، بحجة الظروف الاستثنائية ومتطلبات المرحلة.

وقال المحرر العسكري لـ"هاأرتس" إن هذه الحرب ستأتي من خلال وعود ترامب الانتخابية لتصعيد التسليح (النووي!) لمستويات قياسية، وإحياء الصناعات الثقيلة، وإعادة استخراج الفحم، في الوقت الذي أوقف بالفعل عمل المنظمات البيئية في هذا الشأن، موضحا أن حرب ترامب الإقصائية ستشمل أقليات من ضمنها اليهود والمسلمين لاستخدامهم ككبش فداء لإشعال الموقف، ولتقليص الحريات الشخصية للشعب ككل للحد الأدنى أو إلغائها.

وقال الكاتب إن الحرب المنشودة ستكون مع طرف عالمي، مرعب، غير أبيض وغير مسيحي ولا يمكن النقاش في وجوب عداوته!! ليعلن من خلالها ترامب "حرب مقدسة"، مستدلا بدخول العنصري اليميني المتطرف ستيف بانون، لمجلس الأمن القومي الأمريكي من خلال تعيين ترامب له كمستشار أمني، وهو من المؤمنين والحالمين بالحرب المقدسة التي تشيع في ذاكرة بعض العنصريين.

فيما كشف جورباتشوف الرئيس الروسي السابق، بعد تنصيب ترامب، أن ما يحدث في العالم في الوقت الحالي يبدو أنه "مناخ حرب"، مؤكدا ذلك من خلال الحشود العسكرية التي بدأت تتحرك بالفعل في نقاط مواجهة في أوروبا الشرقية.

نبؤوات التوراة
وقال وزير الداخلية في كيان الاحتلال الإسرائيلي الأسبق عوزي برعام، إن المرجعيات الدينية اليهودية وممثليها السياسيين في البرلمان والحكومة يؤمنون بأن ترامب سيساعد في تحقيق النبوءات التوراتية وتحقيق التصورات الدينية الأيديولوجية لجماعة "غوش إيمونيم"، المسؤولة عن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأشار برعام إلى أن "المرجعيات الدينية اليهودية ترى أن بقاء مسجد "قبة الصخرة" في مكانه أكثر ما يعيق تحقيق الخلاص المتمثل في إعادة بناء الهيكل".

وكتب برعام قائلا: "الحاخامات يعتقدون أن الرب أرسل ترامب من أجل أن يساعد في إعادة هيكلة إسرائيل ومنطلقاتها لتكون مطابقة لتعليمات الرب".

وأضاف أن شخصية ترامب باتت تهيمن على اليمين الديني في إسرائيل الذي يرى أن "لحظة الخلاص قد اقتربت" وهذا ما يعزز الدعوات داخل حكومة نتنياهو لضم معاليه أدوميم، أكبر مستوطنات الضفة لإسرائيل.

واستعاد برعام ما جاء في كتاب "تاريخ التنظيم اليهودي" لمؤلفه حجاي سيلع رئيس تحرير صحيفة "ميكور ريشون"، الذي كان عضوا في هذا التنظيم الإرهابي، حيث أشار إلى أن أعضاء التنظيم الذين خططوا لتدمير الحرم أواسط ثمانينيات القرن الماضي كانوا يهدفون بشكل أساسي إلى تدمير "قبة الصخرة".

للمزيد
http://www.haaretz.com/opinion/.premium-1.769002