كتب: أسامة حمدان
لا يقلل أحد من شعيرة النقاب، سواء يعتبره فرضا أو سنة، لكن أن يكون بجوارك قتيل ينزف دمه أو سجين يعذب، أو رئيس مختطف وثورة يجرى إجهاضها على مدار 3 أعوام، كل ذلك وأنت تناضل من أجل "النقاب"، وتدخل جبهة الإلهاء، وتسحب خلفك شريحة من المتابعين، فأنت بذلك لا زلت تمارس دورك "الأمنجي" الذي اخترته لنفسك من البداية؛ لكونك شريكا في الانقلاب.
تلك الشراكة التي من بين بنودها أن تأكل ما يلقيه لك "السيسي" من عظام، وتستنكر كما فعل الدكتور طلعت مرزوق، نائب رئيس حزب النور للشؤون القانونية، مطالبة الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، بمنع النقاب، وتصرح بأن "التبرج" يحدث مشاكل أمنية ويزيد من حالات التحرش، دون ذكر الحرائر اللاتي يعتقلهن النظام في سجونه، وبعضهن جرى اغتصابهن، بل وبعضهن منتقبات بالفعل!.
حزب صهيوني
وفي سياق الإلهاء والفرح بالعضمة التي ألقاها السيسي لحزب النور، أوضح نائب رئيس الحزب للشؤون القانونية- فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل "فيس بوك"- أن نواب الكنيست الصهيونى لم يطلبوا منع نقاب اليهوديات أو غيرهن بحجة الظروف الأمنية!.
وتساءل قائلا: "ألا يسبب التبرج مشكلات أمنية ومنها زيادة التحرش وخلافه؟ وألا توجد وسائل غير المنع تحقق الأمن المفقود؟ وزِىّ النساء الموافق للموضة والمخالف للشريعة عادة مين؟".
وكانت حملة "لا للأحزاب الدينية" قد دشنت مبادرة "امنعوا النقاب فى المؤسسات الحكومية"، ورحبت الدكتورة آمنة نصير بهذه المبادرة، ولم يذكر نائب رئيس الحزب للشؤون القانونية أن السيسي هو المسؤول عن هذا الخلل الأخلاقي في مصر، بل كان حاله أن "يتشطر" على جابر نصار ويترك البردعة!.
"آلو.. يونس!"
المفارقة أن حديثا هاتفيا دار بين جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة المؤيد للانقلاب العسكري، وبين يونس ميخون رئيس حزب النور "الأمنجي"، استنكر فيه الأول هجوم قواعد الحزب عليه وتكفيره، قائلا: "أشكوكم إلى الله لأن قواعدكم زندقتنى وكفرتنى"، فرد ميخون بأنه ليس موقف الحزب، فعلق نصار متسائلا: "لماذا لا تنكرون ذلك وتتبرؤون منه إذا كان ذلك موقفكم بالفعل".
ومع تبرأ "مخيون" من تكفير "نصار"، أوضح الأخير أنه عندما يتحدث أحد ممثلى الحزب "الأمنجي" فى برلمان "الدم" بتلك الطريقة، التى عبر بها على صفحة الفيس الخاصة به، فإن ذلك مع صمت الحزب، يعنى تأييد الحزب لتلك التصريحات!.
وكان "نصار" قد شارك فى عزاء والدة أحد قيادات الجامعة بمسجد صلاح الدين فى المنيل، مساء أمس، وفوجئ خلال تواجده لتقديم واجب العزاء بأحد قيادات حزب النور، من أعضاء تدريس داخل جامعة القاهرة، يفتح حديثا معه حول قرار حظر النقاب داخل قاعات الدرس، وكذلك داخل أروقة المستشفيات الجامعية، الأمر الذي عبر معه "نصار" عن غضبه من وصلات السب والقذف، التي يطارده بها سلفيو حزب النور على صفحات الفيس بوك.
وعند خروج "نصار" من سرادق العزاء والتفاف عشرات المعزين حوله، اقترب قيادي "النور" منه، قائلا: إن "مخيون" على الهاتف ويريد الحديث معك، ليبدأ نصار حديثا "حميما" مع مخيون على مرأى من الجميع، قائلا: "أشكوكم إلى الله لأن قواعدكم على مواقع التواصل الاجتماعي زندقتنى وكفرتنى وقلتم إني أحارب الحجاب".
ودخل "نصار" فى وصلة "محبة" مع "مخيون" حول قرارات حظر ارتداء النقاب، في المستشفيات الجامعية والعيادات التابعة لكليات القطاع الطبي، خلال تقديم الخدمات العلاجية للمرضى وتدريس الطلاب.
واتضح من سياق الحديث أن "مخيون" موافق على حظر النقاب، بل وأنكر أن يكون موقف الحزب أو الدعوة السلفية هو الاعتراض، وهو ما رد عليه "نصار" قائلا: "لماذا لا تنكرون ذلك وتتبرؤون منه إذا كان ذلك موقفكم بالفعل، وعندما يتحدث أحد ممثلي الحزب في البرلمان بتلك الطريقة التي عبر بها على صفحة الفيس الخاصة به، فإن ذلك مع صمت الحزب يعنى تأييد الحزب لتلك التصريحات".
وأخذ نصار جانبا لاستكمال مكالمة "المحبة" مع مخيون قبل إنهائها قائلا: "أستأذنك لصلاة العشاء ونستكمل المكالمة بعد ذلك، وأتمنى أن يكون هناك حديث عقلاني ومنطقى".
المفارقة أن المهندس عبد المنعم الشحات، القيادي بالدعوة السلفية، زعم أن منع المنتقبات من التدريس في جامعة القاهرة قرار منضبط ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، ولا يتناقض مع الحقوق الدستورية.
وأضاف- في مداخلة هاتفية لبرنامج "البيت بيتك" على قناة "ten"- "طلما أن في القرار قيدًا وأن النقاب أعاق عملية التواصل، وتم تخيير عضوة هيئة التدريس ما بين خلع النقاب إذا رأته مستحبا، أو الإبقاء عليه إذا رأته واجبا، على أن يتم توفير مادة لا تستدعي هذا التواصل، فهذا قرار صائب، فمن غير المعقول أن تغطى عضوة هيئة التدريس وجهها في مادة تستدعي إظهار حركة الشفايف".
وبهذا الكلام تكون "الدعوة السلفية"، الذراع الدعوية للحزب الأمنجي، قد تبرأت من تصريحات "برهامي"، التي أكد فيها أن قرار منع المنتقبات من التدريس يعد مخالفا للقرآن الكريم، وانتهاكا للحقوق الدستورية!.