بعد إعادة 30 حاجا مصريا.. تأشيرة حفلات الترفيه السعودية تصدم المسلمين

- ‎فيتقارير

القرار الذي اتخذته السلطات السعودية بإعادة (30)  ثلاثين مصريا غادروا للحج بتأشيرة "فعالية" لحضور الحفلات الفنية التي تقيمها هيئة الترفيه  السعودية التي يرأسها المثير للجدل تركي آل الشيخ، أثارت صدمة في أوساط المسلمين جميعا؛ فالنظام السعودي الذي يهمين عليه فعليا ولي العهد محمد بن سلمان يمنح تأشيرات حضور الحفلات الماجنة بإجراءات سهلة  وميسرة؛ لكنه في ذات الوقت يتشدد في منح تأشيرات الحج والعمرة للمسلمين في بقاع الأرض كافة!

وتزداد الصدمة بإصرار النظام السعودي على إعادة هؤلاء الراغبين في الحج بتأشيرة "فعالية" إلى بلادهم رغم أن هذه التأشيرة صحيحة من الناحية القانونية وتعطي لحاملها حق التجول في جميع أراضي المملكة  وتستمر مدة شهر كامل؛ فلماذا يمنع النظام السعودي هؤلاء من أداء شعيرة الحج أو العمرة ويريد منهم فقط حضور حفلات بن سلمان الماجنة؟

وكانت مواقع محلية سعودية، وأخرى تابعة لسلطات الانقلاب في مصر، قد قالت إن سلطات مطار القاهرة الدولي وشركات الطيران العاملة فيه أوقفت سفر أي راكب يحمل تأشيرة الفعالية إلى السعودية. لكن كثيرا من الحجاج المصريين أكدوا أنهم تعرضوا لعملية احتيال وخديعة من شركات قامت بمنحهم التأشيرة على أنها مخصصة للحج.

مزايا  تأشيرات الترفيه

ويحظى حاملو تأشيرات "فعالية" لحضور حفلات الترفيه التي يتبناها النظام السعودي مزايا عديدة مقارنة بتأشيرات الحج والعمرة؛ فالحصول على تأشيرة "فعالية"  يتطلب فقط  إثبات حضور الفعالية بشراء التذكرة المخصصة لها، مقابل إصدار التأشيرة خلال مدةٍ أقصاها 24 ساعة، وأحياناً يتطلب الحصول على تأشيرة لحضور سباق للسيارات دقائق معدودة.

وطرحت شركات السياحة تأشيرة للحج تسمى تأشيرة زيارة فعالية، وصلاحيتها شهر واحد، ومن شروطها حجز تذكرة حفلة بمهرجان في جدة بـ400 ريال، وميزتها النزول في مطار جدة بخلاف التأشيرات التجارية وتباع أرخص من تأشيرات الحج العادية.

وما يميز تأشيرة الحفلات، أنها أيضا ، خالية من الأعباء التي يتحملها الراغب في تكرار أداء العمرة أو فريضة الحج، برفع الرسوم تصاعدياً، حيث قررت السعودية مؤخراً تعديل رسم التأشيرة للدخول المتكرر.

وفي سبتمبر 2018، أعلنت الهيئة العامة للرياضة بالسعودية أن المملكة ستمنح للمرة الأولى تأشيرات لحضور الأحداث الرياضية، مثل "فورميلا إي الدرعية"، موضحة أن الحصول عليها يستغرق دقائق معدودة.

فضيحة وصدمة

القضية برمتها فضحت النظام السعودي، الذي دفع كثيرا من الراغبين في الحج والعمرة إلى الحصول على تأشيرة "الفعالية"؛ لكونها تمنح خلال 24 ساعة، لقضاء التزامات واحتياجاتهم في السعودية، أو لأداء العمرة، وذلك لسهولة الحصول عليها. وهي التأشيرة التي خصصتها السلطات السعودية لحضور حفلات هيئة الترفيه، بهدف جذب السياحة إلى المملكة.

وبمجرد إعلان السلطات السعودية عن إصدار هذه التأشيرات، أقدم الكثير من المسلمين الأجانب على حجز تذاكر سفر إلى المملكة العربية السعودية لتأدية مناسك الحج، لكن بتأشيرات "قعالية" المخصصة لحضور حفلات الترفيه الماجنة التي يشرف عليها تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد السعودي؛ الأمر الذي أصاب ولي العهد السعودي والمقربين منه بصدمة كبيرة.

أسباب الصدمة أن ولي العهد والمقربين منه يتقربون إلى النظام الأمريكي وحكومات الصهاينة بالتصميم على تغيير هوية بلاد الحرمين، والحد من الانتشار الواسع للمتدينين في البلاد، لكنهم يتفاجؤون  أن المسلمين يحصلون على هذه التأشيرات لأداء الحج والعمرة وليست لحضور حفلات ابن سلمان الماجنة.

تغيير الهوية السعودية

وتداولت صحف عربية وخليجية وكذلك ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأنباء بشكل لافت، مبدين استغرابهم من إجراءات السلطات السعودية التي تستمر أكثر من أسبوعين لاستخراج فيزا الحج، في حين تستغرق أقل من 24 ساعة لتأشيرة الفعاليات والحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه التي يرأسها آل الشيخ مستشار ولي العهد.

ويستهدف  ولي العهد المثير للجدل محمد بن سلمان تغيير الهوية السعودية، وتحت لافتة الانفتاح على الثقافات الأخرى، يقيم العديد من المهرجانات الموسيقية الصاخبة والغنائية والفعاليات الفنية والثقافية وسباقات السيارات ومصارعة الثيران. وعادة ما ترافق هذه الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه حزمةٌ من التسهيلات التي تشمل تأشيرات دخول المملكة، والتي تهدف إلى إظهار السعودية بصورة الدولة المنفتحة على الثقافة والفنون والموسيقى، وفق ما ذكرته صحيفة "أم القرى" المحلية في مارس الماضي، لكن في المقابل ينتظر المتقدم للحصول على تأشيرة حج أو عمرة أكثر من أسبوعين، رغم أن الجهة التي تصدر التأشيرات واحدة.

ويرى بعض المتابعين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا التناقض قد يشكل صدمة وإحراجاً للمملكة وهيئة الترفيه التي يرعاها مستشار بن سلمان.

ويرى كثيرون أن "رؤية 2030"، التي أطلقتها السعودية في أبريل 2016، أصبحت وبالاً على ملايين من المسلمين حول العالم؛ إذ إن بين خططها فرض رسوم عالية على زوار الأراضي المقدسة؛ وهو ما أثار سخطاً واسعاً.

وتعوّل السعودية على رفع رسوم التأشيرات، لزيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط الذي يعد المورد الأساسي للمملكة، وتكبُّدها في السنوات الماضية خسائر في الجانب الاقتصادي نتيجة ذلك، وفي ظل الضغوط الاقتصادية لجأت السعودية إلى الاقتراض من الخارج، فضلاً عن السحب من احتياطاتها النقدية.