ذاكرة الصورة.. هل تبقّى للعسكر رصيد عند الشباب في مصر؟

- ‎فيتقارير

أثارت صورة تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي- تجْمع جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي وقت أن كان رئيسًا للمخابرات الحربية في 2011، واللواء محمود حجازي عضو المجلس العسكري حينها، و8 نشطاء من رموز ثورة يناير- جدلًا كبيرًا وتساءل البعض: هل تبقّى للعسكر رصيد عند الشباب في مصر؟.

ويرجع تاريخ الصورة إلى عام 2011، في إطار سلسلة اجتماعات نظمها أعضاء عصابة المجلس العسكري، مع مختلف القوى السياسية والحركات الوطنية والشبابية في مصر خلال تلك الفترة، لدراسة أفضل سيناريو للانقلاب على ثورة 25 يناير.

وتجدر الإشارة إلى أن الصورة تضم وائل غنيم، وخالد السيد، والمخرج عمرو سلامة، ومحمد عباس، ومؤسس 6 إبريل أحمد ماهر, وعبد الرحمن سمير، ومحمود سامي، وأسماء محفوظ.

تحضير الانقلاب

إحدى زوايا النقاش المهمة التي فتحتها تلك الصورة كانت السؤال المُحزِن: كيف استطاع السيسي خداع شباب الثورة بهذه السهولة؟ وكيف فشل الشباب الذين أيّدوا 30 يونيو 2013 برؤية ما رآه أشخاص مستقلون، أهمهم بدون شك الشيخ صلاح أبو إسماعيل، الذي لا يزال كثير من المتابعين ينشرون ويتناقلون كلماته المحذرة من الانقلاب قبل شهور من يوليو 2013.

لا بد من الإشارة ابتداء إلى أن “أبو إسماعيل” لم يكن الوحيد الذي لاحظ تحركات الدولة العميقة للانقلاب على الرئيس الشهيد مرسي، فقد كتب كثيرون عن ذلك، ولاحظ كتاب ومحللون وجود إجراءات تعطل مرسي، وتحضر للانقلاب عليه بناء على متابعة الساحتين السياسية والإعلامية خلال الشهور السبعة الأخيرة قبل الانقلاب بالذات.

وبينما اعتمد هؤلاء في توقعاتهم على تحليل تعامل الدولة العميقة والإعلام مع الرئيس الشهيد مرسي، فقد كان آخرون يدركون أن الجيش يعمل بشكل جدي على الانقلاب بناء على فهمهم لفلسفة “الدولة الحديثة” وعقيدة الجيش في المنطقة، ولعل من أهم هؤلاء المثقف الثوري الإسلامي “حسام الدين أبو البخاري”، الذي يعاني الآن في معتقله بسبب مواقفه الثورية الثاقبة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الذين كانوا يتحدثون قبل 30 يونيو عن انقلاب حتمي هم نسبة قليلة جدا ومحدودة من الكتاب والخبراء، فيما اقتنع كثيرون بل روجوا لمزاعم وجود “تحالف بين الدولة العميقة والإخوان”، فيما استقر آخرون أثناء حكم الرئيس الشهيد مرسي على أن ثورة يناير أنهت الانقلابات في مصر، وبعض هؤلاء بالطبع يدّعون الآن الحكمة ورجاحة التحليل ويلومون الرئيس الشهيد مرسي على ضعف حنكته السياسية.

خادم الصهيونية

ومن يقرأ الواقع يدرك أن السفيه السيسي، وإن كان شخصًا معتوهًا، إلا أنَّ هناك جهات تقف خلفه منذ وجوده داخل الجيش المصري، فليس من المعقول أن يتسلسل السفيه في أجهزة الدولة، ويحظى بثقة المخلوع مبارك ليصبح مديرا للمخابرات الحربية في عهده، ولولا تلك الجهات التي اختارته لما استطاع رغم حداثة سنه أن يصل لهذا المركز ويحصل على هذه الرتبة.

وحتّى أولئك الذين يتهمونه بأن أمه يهودية وأنه ينحدر من عائلة أصولها يهودية، يعتمدون على أن ما فعله السفيه السيسي في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي إبان توليه حقيبة وزارة الدفاع في حكومة الدكتور هشام قنديل، يدلُّ بما لا يدع مجالا للشكِ ولو للحظة بأن جهات ما تمتلك خيوط اللعبة تقرأ الواقع بشكلٍ دقيق، وتفهم التاريخ جيدًا.

وأن كل ما يفعله ويقوله السفيه السيسي نابعٌ عن دراسة عميقة لتلك الجهات، وليس عشوائية أو ارتجالية، التي ربما وقع اختيارها على أن يكون حاكم مصر في هذه الفترة غبيًّا وسفيهًا حتى يستمر طوع أمرهم ويكونوا مطمئنين له بشكلٍ كبير وموضع ثقة، ولن يختلف أحد على أن تلك الجهات هي التي تشكل الحلف الصهيوأمريكي.

من جهته يقول محمد أبو الغار، رئيس حزب المصري الديمقراطي السابق، إن السفيه السيسي خدع جميع المصريين، وإنه يحكم بنظرية فرعون، “لا أريكم إلا ما أرى”، وإنه لا حق للمصريين فى الاعتراض على أى شيء.

وأضاف أبو الغار، أن السفيه السيسى يحكم بمبدأ “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”، وهو مبدأ فرعوني أصيل يقوم على العجب بالرأي والاستبداد في الحكم.