المطارات في زمن الانقلاب.. ممرات للخروج غير الآمن وبوابات للإخفاء القسري

- ‎فيتقارير

يعيش الثوار المصريون بفعل مواقفهم السياسية المناهضة لعصابة الانقلاب معاناة لا تنتهي، لاسيما عند المرور عند مقرات الأمن الوطني بمطارات مصر لاسيما القاهرة والغردقة وبرج العرب ودائما ما يرددون الآية “ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ..”، فهم قبل السفر أو محاولة الخروج في أحوال بين انعدام الأمن وممارسة الحرية في الكلام أو التعبير عن رؤيتهم فيما يرونه.

وآخرون ضاقت عليهم الأرض اقتصاديا وباتت متطلبات الحياة تدفعهم للمرور من هذه الكمائن غير الآمنة فيكون أقله الاستدعاء لمقرات أمن الدولة في المناطق التي يتبعون لها، بعضهم يتم اعتقالهم بعد أن أرجعتهم كمائن المطارات حال زيارتهم لتلك المقرات التي تستغرق من البعض ساعات يوميا وأيام تعمدا للمرمطة وآخرون تسحب جوازات سفرهم الخاصة، ولا ترد لأصحابها، بالطبع دون سند من القانون أو الدستور، ويطالبون بمرور دوري على المقر فيكون في أثناء المرور عروض للتعاون نظير عدم الحبس!

صيدلي مختف

ومن أبرز حالات الإخفاء القسري التي لا تدري أسرهم أسباب اعتقالهم من المطار الصيدلي مصطفي محمد عبداللطيف، 30 سنة، متزوج ولديه بنتان، وكان يعمل بالسعودية، وتم اختطافه من مطار القاهرة، بعد وصوله من الرياض في 29 ديسمبر 2018، واقتياده لجهة غير معلومة.

ما يعني أن الصيدلي مصطفى مختف قسريا وذكرت رابطة أسر المعتقلين بالقليوبية حيث يعتبر من أهالي كفر العرب التابعة لمركز بنها، ان سلطات الانقلاب ترفض إجلاء مصيره، منذ اختطافه من المطار واقتادته لجهة غير معلوم حتى اليوم 3 أشهر ونصف الشهر.

وقال شهود عيان كانوا على متن الرحلة قادمين من الرياض إن عناصر أمن الانقلاب بمطار القاهرة احتجزت عددا من الركاب القادمين بحجة إجراءات تأمين مصاحبة لاحتفالات عيد الميلاد ورأس العام الجديد وانها ستفرج عنهم عقب انتهاء أعياد الميلاد، إلا أنها اقتادت الصيدلي وآخرين لمكان غير معلوم، يرجح أنه أحد مقرات الأمن الوطني بالقاهرة.

طبيب مختف

ولليوم 60 على التوالي تطالب أسرة الطبيب أحمد زرير الجهات الأمنية بالكشف عن مكان احتجازه محملة سلطات الانقلاب مسؤولية سلامته، كما طالبت رابطة أسر المعتقلين بوقف الإجراءات القمعية التي تزيد من الغضب الشعبي وتعرض حياة المواطنين للخطر.

واقتادت سلطات مطار القاهرة إخصائي الأشعة أحمد محمد محمود زرير، 37 عامًا، بعد اعتقاله أثناء عودته من الخارج في 16 فبراير2019، إلى جهة غير معلومة حتى الآن.

وأدان مركز الشهاب لحقوق الإنسان يدين القبض التعسفي والإخفاء القسري بحق الطبيب، وحمل وزارة الداخلية مسؤولية سلامته، ويطالب بالكشف عن مقر احتجازه والإفراج عنه.

مدرس مختف

ومن مطار برج العرب اعتقلت مليشيات الانقلاب محمد فاروق محمد، 49 عاما، مدرس رياضيات، وذلك منذ الجمعة 12 اكتوبر 2018 اثناء توديعه لشقيقته اثناء سفرها، حيث تم اعتراضه من قبل امن المطار وتوقيفه علي انه مشتبهه فيه ثم اقتياده لغرفة ضابط امن الدولة بالمطار والتحقيق معه وشقيقته داخل المطار ثم اختطافه لجهة غير معلومة.

وأخفت مليشيات الإنقلاب المعلم محمد فاروق مع أنه يعاني من غضروف بالعمود الفقرى، وقطع جزئي بغضروف الركبة.

وفي 26 سبتمبر 2018، اعتقلت قوات أمن الانقلاب بمطار القاهرة، مصطفى سعيد أبوالعلا، 36 سنة، كيميائي، أحد أبناء كرداسة بالجيزة؛ وذلك أثناء عودته من السعودية، واقتادته إلى جهة مجهولة.

اعتقال أسرة

كما تستح مليشيات أكمة الداخلية بمطار القاهرة من اعتقال أسرة كاملة أثناء توجهها لأداء العمرة في 24 ديسمبر 2018، وأخفت فترة من الزمن أحمد عبد النبي محمود وشهرته أحمد عبدربه وزوجته ريا عبد الله حسن علي وابنته يسر الطالبة بكلية الطب البشري – من داخل مطار القاهرة الدولي، وأكدت رابطة المعتقلين الإسكندريين عدم التوصل ل مكان احتجازهم حتى الآن.

ورغم أن “عبدربه”، ٦١ عاما، يعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن والسكري والفشل الكلوي فضلا عن انزلاق غضروفي بفقرات الرقبة، وزوجته كذلك “ريا”، ٦٠ عاما، وتعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم و أجرت مؤخرا عدة عمليات جراحيه بالركبة والعمود الفقري، إلا أن الاعتقال كان الإجابة من سلطات السيسي.

وأطلق عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي وسم #عبد_ربه_فين للكشف عن مكان احتجازه والتضامن معه وأسرته ورفع الظلم الواقع عليهم ووقف نزيف الانتهاكات والجرائم التي لا تسقط بالتقادم.

صحفي أم باحث؟

يكفي أن تكون صفة صحفي موجودة على بطاقتك الشخصية في خانة المهنة فهذا كفيل بالاعتقال في مطار القاهرة أو تكون محل شكوك الضباط فتكون بطاقة الهوية الخاصة بك هي أول ما يبدأ به ضباط مباحث كمائن مصر.

ففي 8 ديسمبر الماضي كان من فضل الله على الصحفية، رنا ممدوح، في موقع “مدى مصر”، واكتفت سلطات مطار القاهرة الدولي، بسحب جواز سفرها بعد استدعائها لأمن الدولة وعليه لم يسمع أحد بمذكرة تقدمت بها رسميا لنقيب الصحفيين السابق وأعضاء مجلس النقابة بخصوص سلسلة من الانتهاكات التي تعرضت لها في ذلك اليوم.

ومنها التحفظ على جوازها والتحقيق معها في المطار وتفتيش محتويات حقائبها، ومصادرة مذكرات خاصة بها، قبل أن يُطلب منها الذهاب للمقر الرئيسي لجهاز الأمن الوطني بمدينة نصر.

كما سبق اختطاف المصورة الصحفية “زينب أبو عونه” وأخفتها 4 أشهر حتى ظهرت في 19 أغسطس 2018بنيابة أمن الدولة بالتجمع.

وفي 1 يناير 2017، اعتقلت مليشيات المطار الصحفية ريم قطب من مطار القاهرة.

ورغم أنه له موقفا معارضا للإخوان إلا أن ذلك لم يشفع له عند ضباط المطار وهم يعتقلون الصحفي والباحث في علم الاجتماع السياسي إسماعيل الاسكندراني من مطار الغردقة وهو قادم من ألمانيا بل إن محكمة عسكرية في ديسمبر الماضي حكمٍ عليه بالسجن 10 سنوات، فيما اعتبره باحثون اعتداءً على مجتمع الباحثين في منطقة الشرق الأوسط برمَّته.

حتى المقرئين

واعتقلت سلطات الانقلاب، الشيخ المعروف وقارئ القرآن الكريم محمد جبريل في “ممر التهريب الدولي” أو ما يطلق عليه تجاوزًا مطار القاهرة، وذلك لدى عودته من بريطانيا في 31 أكتوبر 2018، حيث كان قد صدر قرار من نظام الانقلاب بالتحفظ على أموال محمد جبريل في العام 2015.

غير أن مراقبين استغربوا عودة لمصر ومن مطار القاهرة وكتب في قناة الحوار “عدنان حمدان”: إن نظام السيسي اعتقل الشيخ محمد جبريل فور وصوله إلى مطار القاهرة، مبديًا استغرابه من عودته إلى مصر وهو يعلم وحشية هذا النظام وما جرى لسابقيه، على حد تعبيره.