دلالات إقالة السيسي لوزيري الدفاع والداخلية

- ‎فيتقارير

أرجع خبراء وسياسيون القرار الاخير لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى بإقالة وزيري الدفاع والداخلية دفعة واحدة أنه محاولة منه للانفراد بالحكم وتنفيذه لصفقة القرن إرضاءا للةبى الصهيةنى وصهاينة العرب الذين دعموا انقلابه على الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر .

في البداية يؤكد الدكتور محمد عماد عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري بالخارج أن إقالة وزيري الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار انما هو جاء نتيجة تخطيط وهندسة من قبل مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل الذي استدعى وزير الدفاع للقاء هام بالسيسي ثم استدعى وزير الخارجية مجدي عبد الغفار وفي نفس الوقت كان الوزيرين الجديدين جاهزين لاداء اليمين ثم اجلس الجميع معا حتى يعطي احساس ان الامر مرتب مسبقا ويحمل روح التوافق.

وأضاف عماد ان هذا الاجراء جاء مخالفا للدستور وكما هو معروف قائد الانقلاب الذي انقلب على كل الاعراف والتقاليد والدساتير لن يقف عند تحصين وزير دفاع او غيره فوضع عبد الفتاح السيسي هو الخيانة لكل من حوله وبمن فيهم من ساعدوه ورتبوا معه الانقلاب بعد أن فشل في قتلهما معا في سيناء ها هو يتخلص منهم اليوم فيما يسمى بالتغيير الوزاري.

ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية، ما حدث بالانقلاب الناعم الذي رتب له قائد الانقلاب السيسي، كما يؤكد ان حادثة استهداف الوزيرين في سيناء من قبل كانت بتدبير تام منه، واصفا ما حدث من استهداف او إقالة حاليا بانه عملاً مخابراتياً واستخباراتياً بحتاً، و يؤكد ان مصر اصبحت تعيش في حالة عدم استقرار وباتت كافة مؤسسات الدولة مهددة بالانهيار .

واوضح أن ما حدث ربما يكون بمثابة ارهاصات حول محاولة الترتيب لانقلاب علي السيسي ولذلك قد يكون بادر بالتهامهم قبل ان يتعشون به، فضلا عن تصدير المشاكل للشعب المصري من رفع اسعار كافة السلهع والخدمات ، وورفع الدعم عن الطاقة والسلع الاساسية ما يؤكد أن الخاسر الوحيد من كل هذه المهاترات هو الشعب المصريوعليه أن يتحرك لتخليص نفسه وتخليص مصر من هذه العصابة المجرمة.
خطوة لمحاولة إحكام القبضة لن يهزمها سوى ثورة شعبية.

ومن جهته يؤكد الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن إقدام السيسي على مثل هكذا خطوة إنما يدل على يحاول أن يُحكم سيطرته بصورة اكبر على مؤسسات الدولة وعلى الاجهزة الحكومية والحساسة ويحكم قبضته عليها جميعاً وما صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار الا أحذية في قدم الانقلابي مصيرها سلة المهملات بعد ان تؤدي دورها المنوط.

وأضاف د.سيف أن هذا الجنرال قام بانقلاب عسكري على القانون والدستور ولا يمكن أبداً ان يحترم القوانين ولن يلتزم بشيء؛ إذ أن هناك تاويلات كثيرة بان صدقي صبحي قدم استقالته ضمن الحكومة وقائد الانقلاب قبل بها ، ولا ندري مدى صحة ذلك حيث أننا امام نقص شديد في المعلومات ، كما يقول القرار أنه بعد اختيار المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

وأوضح أننا نتحدث عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي هو عبارة عن مؤ سسة مغلقة على نفسها تماماً ، ولا يعلم الشعب المصري ولا نخبته ماذا يدار داخل هذه المؤسسة ؟ وهل المجلس العسكري فعلاً أعطى إذناً للفريق سامي عنان للترشح أم لا فكل شيء غامض ولا نعرف تفاصيله في ظل حكم العسكر ، ومن ثم صراعات السلطة داخل هذه المؤسسة العسكرية مكتومة ولا يمكن ان نتنبأ بها ؛ لاسيما والمؤشرات غير معلومة والمعلومات شحيحة ولا نتوقع شيء.

وقال عبد الفتاح، بالنسبة لعلاقة هذه الإقالات بصفقة القرن وتمهيدات السيسي لها فلن نذكر اكثر مما قاله قائد الإنقلاب بعظمة لسانه في لقائه بالرئيس الاميركي دونالد ترامب بانه عبدُ مطيع لكل توجيهات وجهود ترامب في تنفيذ “صفقة الفرن” ؛ مشيرا الى أنه ربما مثل هذه المسالة تكون هي سبب في استقوائه على الجميع ، كما أن هناك ابعادا متعددة لا نعلم عنها شيئا.

واضاف استاذ العلوم السياسية أنه لا يهزم السيسي وأمثاله في حالة الاستبداد والرعونة الباطشة تلك إلا ثورة الشعب الواعية بعيداً عن تسويق المخدرات له إذ يحتاج الشعب لنخبة واعية وشجاعة تعبر به هذه الهوة لإسقاط حكم العسكر.

السيسي يؤسس لمرحلة أكثر قمعا وشراسة

من جهته أكد الناشط محمد كمال أحد شباب 25 يناير أن ما فعله قائد الإنقلاب لا يعبر عن قوة ولا غطرسة بقدر ما يعبر عن سعي السيسي لتأسيس مرحلة حكم جديدة بنظام جديد أكثر قوة ومتانة وقمعاً مما سبق، مشيرا الى أن هذه الخطوة كما هو واضح أنها بالاتفاق بينهم؛ حيث أن كلا منهما لعب دوره في المنصب سواء الدفاع أو الداخلية، وانهم سيستكملون أدوارهم في مواقع اخرى، فهذه العصابة من العسكر توزع الادوار فيما بينها ليس أكثر.

وأضاف كمال أنه يتوجب على المعارضة من رافضي الإنقلاب في الداخل والخارج في مصر أن تنتبه لذلك جيداً، وتقرأ الإختيارات الجديدة البديلة سواء اللواء محمد زكي الذي يُعد من أسوأ ما تتخيله وكان قائد الحرس الجمهوري ، وكان ذراع السيسي في الإنقلاب ؛ فالسيسي ياتي بكل من هم شبهه ، وكذلك وزير الداخلية الحالي الذي كان يرأس جهاز الامن الوطني محمود توفيق والذي كان مسئول عن نشاط المعارضين المصريين في الخارج ولا يهمني الإقالة بقدر ما يهمني طبيعة القادمين الجدد.

واوضح أن فشل الدفاع والداخلية في سيناء جزء من السيناريو إذ يستعد السيسي لما هو أسوأ وسيكون هناك تصعيد خطير جداً على كافة الجبهات والأصعدة الداخلية والخارجية من السيسي وعصابته ، وسيستلزم ذلك التصعيد صناعة معارضة موالية “كيوت” مع ظهير سياسي للسيسي يتم تشكيله حالياً، وعلى الجانب الأمني سيتم تجفيف منابع العمل العام من جديد وستشتد حملات الإعتقالات التي تطال اليوم حتى الساكتين تماما واللي واخدين جنب.

كما ان هناك قرارات اقتصادية صعبة جدا يجهز لها السيسي الذي ينتابه هاجس تكرار احداث الاردن في مصر ، ما دفعه لتكرار إفطار الاسرة المصرية مرتين خلال عشرة ايام ، كما انه سيتم اخلاء مساحات اكبر في سيناء وحملات تهجير اوسع ، داعيا المصريين المعارضين في الخارج ان يستعدوا لجولات اكثر شراسة من السيسي قائد الانقلاب وعصابته.

السيسي يبحث عن سكرتارية ليحكم منفردا

في حين يؤكد نائب البرلمان المصري عضو لجنة الدفاع والامن القومي بالبرلمان المصري بالخارج محمد جابر أن هذا التغيير على عكس ما اعلنوه وهو تغيير كبير جدا وياتي في اطار تغييرات حكومة كل 6 شهور وابرز المعالم غياب وزير الدفاع وكان المفروض بمقتضى الدستور ان يكون وهو يفسر بان السيسي يبحث عن اشخاص يخضعون لسيطرته الكاملة حتى يصبح المسيطر الوحيد على المشهد ويتخلص من كل القيادات التي شاركته في الانقلاب وشاركته في المرحلة التالية للانقلاب حتى يحكم قبضته على كافة الاوضاع في مصر .