رغم ضعف البنية التحتية.. السيستم يقف أمام “فشخرة” الانقلاب في امتحانات “التابلت”

- ‎فيتقارير

لم تَكذب “الحرية والعدالة” حينما حذرت من الوهم الذي نشرته وزارة التعليم في مصر، خلال الآونة الأخيرة، بالاعتماد على نظام “التابلت” في الثانوية العامة، وموافقة البرلمان على مشروع قانون وسائل الدفع غير النقدي، رغم عدم وجود البنية التحتية لـ”الفشخرة” التي يظهر بها النظام في دولة الفقر و”السيستم وقع”، خاصة أن الدولة ما زالت لا تمتلك من الإمكانات ما تستطيع من خلالها مواجهة أي أزمة من الأزمات الحياتية، فضلا عن الأزمات التقنية الحديثة.

فرغم انتشار العشوائيات وانهيار حالة التعليم، والفوضى التي تضرب الأجهزة الحكومية والمنشآت الوزارية، وفي القلب منها وزارة التعليم والمدارس التي تشرف عليها، أصر نظام عبد الفتاح السيسي على المضي قدمًا في مشروع الوهم مجددًا، ليقنع نفسه والمحيطين به بتطوير التعليم، ليس من حيث تطوير المناهج والاهتمام بالمدارس ورواتب المعلمين ورفع مستوى كفاءتهم، ولكن من خلال مشروع “التابلت” الذي استقدمته الحكومة كـ”سبوبة” من ضمن “سبوبات” النظام، لتحصيل ملايين الدولارات من ورائها، تحت عنوان تطوير التعليم.

وكشفت أول امتحانات الصف الأول الثانوي التجريبية التي اعتمد فيها النظام على التابلت،  حالة من الغضب الممزوجة بالسخرية أصابت المتابعين، بعد فشل أولى تجارب الامتحان الإلكتروني الذي حددته وزارة التربية والتعليم لطلاب الصف الأول الثانوي.

ولم يتمكن معظم الطلاب أمس من أداء امتحان اللغة العربية عبر الأجهزة اللوحية (التابلت) التي وزعتها عليهم وزارة التعليم؛ بسبب ما قالت الوزارة إنها مشاكل تقنية في الإنترنت والخوادم (السيرفرات)، مع وقوع السيستم نظرًا لضعف الإمكانيات، وعموم هذه الظاهرة في المنشآت الحكومية التي لم تضع لها الوزارة اعتبارًا.

كما تكرر الأمر صباح اليوم في امتحان مادة الأحياء، حيث اشتكى الطلاب من عدم تفعيل خطوط الإنترنت الخاصة بالتابلت، وعدم وجود شبكات إنترنت في بعض المدارس أو ضعفها في مدراس أخرى.

وقال وزير التعليم طارق شوقي: إنه سيتم إتاحة امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوي عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، وذلك لإعطاء الفرصة للطلاب للتدريب عليه بعد عدم تمكنهم من الدخول على “السيرفر” الخاص بالامتحانات؛ نتيجة “محاولات البعض للعبث بسيرفر الامتحانات”، على حد قوله.

وأشار الوزير- في فيديو نشرته أمس الصفحة الرسمية لوزارة التعليم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- إلى وجود ما يقرب من أربعة ملايين محاولة دخول على السيرفر من خارج وداخل مصر، رغم أن عدد طلاب الصف الأول الثانوي على مستوى الجمهورية يبلغ 650 ألف طالب.

كما نشرت الصفحة الرسمية لوزارة التعليم بيانًا، طالبت فيه الطلاب بعدم القلق نتيجة تأخر الامتحان بسبب بعض المشاكل التقنية، مؤكدة أن هذا الاختبار تدريبي للطلاب، وأيضًا لقياس أداء المنظومة، والمكونات الخاصة بالشبكات، وأجهزة التابلت”.

وأوضحت الوزارة أن الامتحان ممتد على مدى 12 ساعة، على أن تحسب مدة الامتحان بداية من إدخال الطالب الكود الخاص به، مشيرة إلى إمكانية تأدية الامتحان في أي مكان متوفر به الإنترنت.

وبرر وزير التعليم سخرية المتابعين من هذه المهزلة، بإلقاء اللوم على الذين وصفهم بأنهم يقومون بـ”مؤامرة” لإسقاط النظام، رغم أن الوزير، بشّر بالنظام الجديد منذ عدة شهور، وأكد باستمرار استعداد الوزارة التام لتطبيق الامتحانات في شكلها الجديد.

وقال الطلاب، إن مسئولي المدارس أخبروهم بأن «السيستم واقع»، ولم يتمكنوا من فتح أو تحميل الامتحان رغم إدخال الكود الإلكتروني للطلاب، وهو ما سبب أزمة في أداء الامتحان، لما يقرب من 581 ألفا و355 طالبا وطالبة، عدد طلاب الصف الأول الثانوي تقريبًا.

ولليوم الثاني على التوالي تكرّرت أزمة «السيستم»، حيث اشتكى عدد من طلاب الصف الأول الثانوي بالنظام التراكمي الجديد لليوم الثاني على التوالي من صعوبة الوصول لمنصة الامتحانات الإلكترونية على أجهزة «التابلت» لأداء امتحان الأحياء.

التابلت .. أولى ثانوي

وأكد الطلاب عدم تمكنهم من فتح منصة الامتحان وتحميله، على الرغم من إدخال الكود الموحد للمدارس، والتي أعلن عنها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، مساء أمس. وتكررت شكاوى الطلاب بمدارس «السعيدية» بالجيزة و«القبة» الثانوية و«الزيتون» الثانوية و«الطبري» بمصر الجديدة، بحسب صحيفة “المصري اليوم”.

سبق ونفت وزارة التربية والتعليم ما تردد عن انطفاء شاشة «التابلت» بعد مرور 30 ثانية، وكذلك نفت وجود أخطاء في التصحيح الإلكتروني، مؤكدة أن كل هذه الشائعات هدفها إثارة البلبلة بين الطلاب وأولياء الأمور.

وسادت حالة من الغضب بين طلاب وأولياء أمور الصف الأول الثانوي؛ لفشلهم في أداء امتحان مادة الأحياء نظرًا لسقوط «السيرفر» الخاص بوزارة التربية والتعليم لليوم الثاني على التوالي.

وقدم محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة في برلمان السيسي، طلب إحاطة بشأن الامتحانات التجريبية الثانية لطلاب الصف الأول الثانوي بالنظام التراكمي الجديد «التابلت».

وتعاني البلاد من عدم توافر البنية التحتية الكافية لتغطية كافة أنحاء الجمهورية في الوقت الحالي، خاصة في ظل العشوائية التي تتسم بها المؤسسات الحكومية، وفشل تطبيق العمل التقني في أكثر مؤسسات الحكومة، نتيجة وقوع السيستم بشكل دائم في البنوك ومكاتب البريد، ثم المدارس.

إلا أن نظام السيسي يعتمد على الشكليات دون علاج أوجه القصور والتخلص من الفوضى والعشوائية.