ماذا وراء الأكمّة.. مظهر شاهين بعد مكرم محمد أحمد أمام جهات التحقيق؟

- ‎فيتقارير

“عارف أم ترتر يا حج عبد الستار؟ عند أم ترتر”، عبارة وردت على لسان خطيب عصابة الانقلاب مظهر شاهين، ذلك المتسلّق المتلون الذي صادف أن اسمه “مظهر” يكشف أن باطنه شيء وظاهره شيء آخر، فأحيانا يُقبّل كف شيوخ وعلماء الإخوان في ميدان التحرير بعد ثورة يناير، وأحيانا أخرى يلعنهم ويتنصل من التقرب منهم، مُقسمًا على نفسه أن الإخوان لو عادوا “دا أنا كنت ألبس طرحة وألف البلد”.

ولأن عصابة الانقلاب تشعر بالملل ولا بد من حدثٍ ما يلهي الجماهير، بعد مسرحية مثول مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام، أمام نيابة أمن الدولة العليا، ليقدم مبرراته لما اتخذه من قرار بحظر النشر في قضية مستشفى 57357، فقد أحال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني ورئيس لجنة القيم بوزارة الأوقاف، مظهر شاهين إلى لجنة القيم بديوان عام الوزارة؛ لحديثه في قضايا عامة تخص الوزارة دون تصريح أو تفويض.

من جانبه، أكد أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، أن الدعاة لا يجوز لهم نفاق الحكام أو نفاق الجماهير، وشدد على أن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي “سبق أن استخدم بعض علماء الدين مثل شيخ الأزهر وبابا الكنيسة وممثل حزب النور في بيان الانقلاب الأول، للتغطية على الانقلاب وإصباغ الشرعية الدينية على إطاحته بأول رئيس مدني منتخب”.

العبوا مع بعض!

وأشار طايع- فى تصريح له- إلى أن مظهر شاهين تجاوز في الحديث بما لا يمثل الوزارة ولا ترتضيه أسلوبا للحوار الموضوعي، وهاجم “مظهر” شيخ الأزهر أحمد الطيب، خلال حوار مع الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسي، مدعيا أنه لا يصلح لمنصبه الحالي ولا لمنصب مفتى الجمهورية، كما اتهم هيئة كبار العلماء بأنها تضم شخصيات إخوانية تزعم أن ما حدث في 30 يوليو انقلاب عسكري وليس ثورة.

إلا أن “مظهر” سرعان ما تراجع عن تصريحاته، وقدم اعتذارا على الهواء إلى الدكتور أحمد الطيب، قائلا: “لا أقبل أن يخطئ أحد في شيخ الأزهر وهو أستاذي ورمزٌ، لو كنت غلط من غير ما آخد بالى أعتذر من هنا ليوم القيامة”.

ومن بين الأسباب التي برر بها السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي انقلابه على أول رئيس منتخب محمد مرسي، كان “استغلال الدين والديمقراطية وتكفير المعارضين من أجل الوصول للحكم”، لكن سرعان ما لجأ السفيه السيسي إلى شيوخ وعلماء مستأجرين لتثبيت دعائم الانقلاب.

وبدا ذلك واضحا عبر استقدام شيوخ الأجرة الذين يؤكدون لضباط وجنود الجيش والشرطة أن قتل المتظاهرين السلميين أمر مباح، لأنهم “مرتدون وخوارج ونتنون لا يستحقون المواطنة”، كما فعل مفتي الجمهورية السابق الشيخ علي جمعة، وفي هذا السياق خرج مظهر شاهين بفتوى تحرّم البيع والشراء من المحال المملوكة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين؛ بدعوى أن الجماعة “تستخدم الأموال في تدمير الوطن”.

طبال بالأجرة

وكان مظهر شاهين، قد أفتى بجواز تطليق الزوج لزوجته إذا ثبت انتماؤها لجماعة “الإخوان المسلمين”؛ باعتبارها خطرا على المجتمع ككل، قائلا “الزوجة الإخوانية ذنب يجب التخلص منه بالتطليق، ومن الممكن أن نكتشف وجود خلايا نائمة في مؤسسة ما، أو زميل يتضح لنا أنه كذلك، لكنه من غير المعقول أن تكتشف أن زوجتك التي تنام بجوارك هي تابعة للجماعة الإرهابية وأنت لا تعلم، فمن الأفضل أن أضحي بالزوجة الإخوانية، ولكن ليس من المقبول أن نضحي بالوطن”.

ما صدر عن شاهين من قول بتطليق الرجل زوجته لانتمائها لجماعة أو حزب سياسي هو في النهاية رأي شخصي، وليس بـفتوى شرعية، وهو مزايدة مفضوحة بالمتغيرات السياسية، وليس من أسباب الطلاق الواردة في كتب الشريعة، تلك المزايدة والتسلق الذي اشتهر به مظهر بعد الثورة عندما تحول إلى نجم تلفزيوني على عدة قنوات، أشهرها “سي بي سي” و”التحرير” و”أون تي في”، وكان مطلوبا منه وقتها التقرب والتزلف لجماعة الإخوان والرئيس محمد مرسي، وهو ما جعله يؤكد وقتها أن “أخونة الدولة” أفضل من “عكشنتها”، في الوقت الذي لم يكن هناك بالفعل “أخونة”، بل هو افتراء خرج من أفواه جماعة حزب “الزور” الأمنجية.

وعندما اقترب 30 يونيو حانت ساعة الصفر التي كان ينتظرها مظهر بفارغ الصبر، وتحول فجأة إلى الهجوم الشديد على الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، ودعا إلى الثورة عليهم، وأيد الانقلاب ومجازره، ولم تخل حلقة من برنامجه من السباب تجاه الإخوان والإسلاميين والثوار وكل من لا يعجبه، حتى الفنان الليبرالي “خالد أبو النجا” لم يسلم هو الآخر من شتائمه وتلميحاته السيئة، قائلا له: “خد بالك من بنطلونك”.

وتقرب “شاهين” من جماعة الإخوان عقب الإطاحة بمبارك، وظهر في أكثر من مشهد وهو يقبل أيدي قيادات الإخوان في ميدان التحرير أمام الجماهير الحاشدة في المليونيات كالدكتور يوسف القرضاوي، وأيد قرار الرئيس محمد مرسي الذي أطاح فيه بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان من الجيش، إلا أنه انقلب على الجماعة وهاجمها عقب انقلاب 30 يونيو.