محاولة اغتيال “السويحلي”.. هل تورط السيسي فيها لصالح “حفتر”؟

- ‎فيعربي ودولي

جاء إعلان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي (هيئة نيابية استشارية) نجاة رئيسه “عبد الرحمن السويحلي” من محاولة اغتيال أثناء زيارة له غرب البلاد؛ ليثير الشكوك حول تورط عبد الفتاح السيسي مع قوات “حفتر” في تلك المحاولة.

محاولة اغتيال "السويحلي".. هل تورط السيسي فيها لصالح "حفتر"؟ اغتيال

وقال المكتب في بيان: إن “السويحلي تعرّض لمحاولة اغتيال أثناء زيارته لمدينتي غريان ويفرن”، مضيفاً أن “الوفد المرافق للسويحلي تعرّض لكمينٍ مُسلّح وإطلاق نارٍ أثناء الزيارة من جانب عصابة مسلّحة تابعة لعملية الكرامة، بمنطقة ظاهر الجبل”، في إشارة لقوات “خليفة حفتر” المدعومة من مجلس النواب في “طبرق” (شرق).

وأشار المجلس إلى أن “عناصر الأمن والحماية التابعين لمجلس الدولة قاموا بالتصدّي لهم والتعامل معهم، بالتعاون مع رجال مديرية أمن غريان والمنطقة العسكرية الغربية، ما اضطرّهم للفرار”.

ولفت البيان إلى أن “الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من عناصر الأمن والحماية التابعين للمجلس الأعلى للدولة، واختطاف 4 عناصر شرطة تابعين لمديرية أمن غريان”.

ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب “حفتر” حول الاتهامات التي وجّهها بيان المجلس لقواته.

وهذه هي المرة الثانية التي يُعلن فيها عن نجاة “السويحلي” من محاولة اغتيال، ففي 20 فبراير 2017، تعرّض “السويحلي” – والذي كان برفقة فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق – لمحاولة اغتيال فاشلة بالعاصمة “طرابلس”.

ويتصارع طرفان على النفوذ والشرعية والجيش في ليبيا؛ الأول حكومة الوفاق في “طرابلس” (غرب) المسنودة من المجلس الأعلى للدولة والمعترف بها دولياً، والثاني القوات التي يقودها “خليفة حفتر”، والمدعومة من مجلس النواب شرقي البلاد.

ومن المرتقب أن تجرى انتخابات شاملة في البلاد، قبل نهاية عام 2018، وفق خريطة طريق أممية تشمل إقرار دستور وتحقيق المصالحة بين مختلف الأطراف السياسية. ‎

السيسي يساعد حفتر مخابراتياً 

يذكر أن اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” كشف من قبل، أنه يتشاور مع سلطات الحكم في مصر، بقيادة عبد الفتاح السيسي، فيما يتعلّق بالقضايا المشتركة التي تخص ليبيا، وأنه يتسلّم معلومات استخباراتية من نظامه.

جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة “الأهرام” الحكومية، حيث أضاف “حفتر”: “نتعامل على المستوى القيادي (مع مصر) بكل شفافية ووضوح، ونتشاور فيما بيننا في كل القضايا المشتركة، ونتعاون بلا حدود من أجل مصلحة بلدينا”.

وزعم “حفتر” أن هناك دولاً اكتوت بنار الإرهاب، وقال: “تجدها تحرص على تزويدنا بالمعلومات الاستخباراتية، وتوظيف تقنياتها المتطورة في عمليات الرصد والتنصت، وتأتي مصر وفرنسا في مقدمة هذه الدول”، بحسب تعبيره.

وأضاف أن “تبادل المعلومات الاستخباراتية حول نشاط المجموعات الإرهابية وتمركزاتهم وقدراتهم القتالية، ومصادر تمويلهم وإمداداتهم، ومعرفة قياداتهم وتحركاتهم، ومراقبة اتصالاتهم، وكذلك حول المتعاونين معهم، هو أهم العناصر التي تتأسس عليها خطط الهجوم”.

وأردف: “نحن لا نشنّ أي هجوم عليهم إلا بعد إتمام عمليات الاستطلاع وتحديد الأهداف المباشرة وغير المباشرة بناء على المعلومات التي تتجمع لدينا”.

شريكان سياسياً وعسكرياً 

وفي هذا الصدد يؤكد اللواء “عادل سليمان” – الخبير العسكري والاستراتيجي – أن مساهمة مصر في محاولة اغتيال “السويحلي” أمر ليس بعيد، خاصة وأن مصر تساهم بشكل مباشر في مساعدة قوات “خليفة حفتر” في مواجهة النفوذ المنافس لها الممثل في المؤتمر العام الليبي وقوات مجاهدي “درنة”.

“سليمان” أضاف في تصريح صحفي: “كل العمليات العسكرية التي يقوم بها حفتر في ليبيا تتم بمشاركة مصرية بإعلان الطرفين، والمستفيد الوحيد من اغتيال السويحلي هو حفتر؛ وبالتالي فإن الشكوك التي تنال منه في تلك العملية تلحق أيضاً بتورط مصر فيها؛ باعتبارهما شريكان في العملية السياسية والعسكرية هناك”.