هل يكفي انقلاب قطار للتغطية على هاشتاج السيسي وجرائم الإعدام؟

- ‎فيتقارير

خرج قطار ركاب “982 إسباني مكيف أسوان” عن القضبان المخصصة له، وآن له أن يخرج، فبعد ساعات من شكوى السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من هاشتاج أطلقه المصريون مطالبين إياه بالرحيل، قائلين “ارحل يا سيسي”، تأتي الأوامر بتدبير حادثة تتشرّب أخبار الهاشتاج، وتتشرب معه الغضبة والغليان جراء أحكام الإعدام على نحو 75 شخصًا في هزلية فض اعتصام رابعة، وأغلب المحكوم عليهم بالإعدام من جماعة الإخوان المسلمين.

فقد جاء الأمر إلى القطار المتهالك أو إلى السائق أو إلى عامل المزلقان، لا يهم، المهم أن الأمر قد نُفّذ بحذافيره، وامتلأت شاشات الفضائيات بصور القطار البائس وهو مقلوب على جنبه يلعق القضبان، وسرعان ما تسرّبت صور القطار إلى السوشيال ميديا وهذا هو المطلوب، حتى إن فضائيات المعارضة في الخارج ابتلعت الطعم، وبدأ الحديث عن حادثة القطار يطغى عما سواها كالهاشتاج وأحكام الإعدام.

حوادث دبّرها العسكر

وعلى طريقة حادثي المنشية وحريق القاهرة اللذين دبّرهما عبد الناصر في مطلع خمسينات القرن الماضي، يتمادى السفيه السيسي في تدبير المصائب لتغطى على ما قبلها، وتقوم بإلهاء الشعب ولو لفترة؛ حتى ينسى المصيبة بأختها، وفي قرية سلوا بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، أسرعت كاميرات الفضائيات قبل سيارات الإٍسعاف والمطافي، فجر اليوم الأحد، وكأنها تعلم بالحادث قبل وقوعه.

وتواجدت في مكان الحادث ربما قبل أن ينقلب القطار بدقائق من أجل اللقطة، وتم تصوير المصابين والضحايا وانتقلت فضائيات السفيه السيسي إلى مستشفى كوم أمبو، ثم عادت تلتقط صورا لجرار القطار وعربة المولد والعربات الأخرى التي افترشت النجيلة، وتغاضت فضائيات السيسي عن السؤال المهم: لماذا مال القطار وخرج عن مساره؟

عاد هاشتاج “ارحل يا سيسي” للصدارة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بعد تعبير السفيه السيسي عن غضبه منه بعد أن أطلقه مصريون مطالبون برحيله، وقال السفيه في مؤتمر للشباب افتتحه أمس السبت بجامعة القاهرة: “إحنا دخلونا في أمة ذات عوز.. عارفين أمة العوز؟ أمة الفقر. وأما آجي أخرج بيكم منها يقول لك هاشتاج ارحل يا سيسي”، وتساءل بغيظ مكتوم: “عايز أخرجكم من العوز وأخليكم أمة ذات شأن تعملوا هاشتاج ارحل يا سيسي؟ أزعل ولا مزعلش؟” وأضاف: “في دي أزعل”.

ارحل يا سيسي

وكان هاشتاج “ارحل يا سيسي”، قد تصدر على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الأخيرة واستمر قرابة أسبوع بشكل متواصل، كجزء من ردّة فعل تلقائية على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية في مصر، التي شهدت مزيدا من التدهور بالتزامن مع اغتصاب السفيه السيسي فترة رئاسةٍ ثانية.

وتزامنت تصريحات السفيه السيسي الغاضبة من الهاشتاج مع قرار محكمة جنايات القاهرة، بإحالة أوراق 75 ضحية من رافضي الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب محمد مرسي، إلى مفتي العسكر لأخذ موافقته في إعدامهم في هزلية “فض اعتصام رابعة”.

وفي ذات الوقت؛ كان موكب السفيه السيسي الباذخ يشق طريقه عبر طرقات الجيزة مرورا بميدان النهضة الذي حدثت به “المجزرة” منذ خمس سنوات، وصولا إلى جامعة القاهرة ليعقد المؤتمر السادس للشباب، وأثار اختيار جامعة القاهرة مقرا لانعقاد المؤتمر المثير للجدل دائما بحسب النشطاء؛ بجوار ميدان النهضة في ذات الوقت الذي صدر فيه إحالة أوراق 75 مواطنا ممن كانوا مشاركين في اعتصامي رابعة والنهضة، حفيظة نشطاء وحقوقيين مما دفعهم لتوجيه انتقادات حادة لجنرال القتل والخراب.

وأدانت منظمة العفو الدولية أحكام الإعدام، حيث أكدت أن “المحاكمة تفتقر لأدنى ضمانات المحاكمة العادلة”، ومستنكرة في ذات الوقت عدم محاسبة قوات الأمن على مقتل ما لا يقل عن 900 شخص خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة، فهل دبر السفيه حادثة قطار كوم أمبو للتغطية على الهاشتاج وجرائم الإعدام؟