بعد فشل الانقلاب عليه.. كيف سيرد “آبي أحمد” الصفعة للإمارات؟

- ‎فيتقارير

أكد حساب بحريني شهير بموقع التواصل تويتر، أن الإمارات هي الداعم لمحاولة الانقلاب الفاشلة أمس في إثيوبيا، والتي أسفرت عن مقتل عدد من المسئولين، بينهم رئيس الولاية ورئيس أركان الجيش، وألمح مراقبون وسياسيون إلى قناعتهم بأن دولا عربية معينة تقف وراء الانقلاب الفاشل الذي شهدته إثيوبيا؛ سعيًا لإفشال الوساطة السياسية التي تقوم بها أديس أبابا لإنهاء الأزمة بالسودان، بما يكفل حقن دماء السودانيين وانتقالهم للدولة المدنية التي ينشدونها.

وقال حساب “نائب تائب”، المثير للجدل ويحظى بمتابعة أكثر من 13 ألف شخص على تويتر، إن الإمارات تقود انقلابًا في إثيوبيا، مساء السبت، بدعم “جماعة مسلحة” نفّذت “محاولة انقلاب” في أمهرة، ثاني أكبر منطقة من حيث عدد السكان في البلاد”.

واتخذ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي تولى السلطة العام الماضي، منحى سياسيًّا واقتصاديًّا إصلاحيًّا، كانت فيه المصالحة التاريخية مع إريتريا المجاورة حجر الأساس، ويبدو أن انفتاح أديس أبابا على محيطها الإقليمي ورفضها لسياسات الاصطفافات قد دفع جهات دولية على رأسها السعودية والإمارات، وكيان العدو الصهيوني ومعهم جنرال إسرائيل السفيه السيسي، إلى تشجيع أطراف داخلية على تنفيذ انقلاب ضد الرئيس الإصلاحي، وبالتالي تعطيل مسار السلام في منطقة القرن الإفريقي.

الديمقراطية جاءت لتبقى

من جانبه، أعرب الكاتب نيكولاس كريستوف عن ارتياحه لفشل الانقلاب، وقال "فشلت محاولة الانقلاب في إثيوبيا، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد واحد من أكثر نجوم القارة إدهاشا، إنه يجلب حريات كبرى للبلاد، ويسعى لحل الفوضى في السودان كذلك.. سعيد بكونه بخير".

فيما أكد المرشح الرئاسي في نيجيريا آتيكو أبو بكر رفضه الانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطيا، وقال في تغريدة له: "محاولة الانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطيا مدانة.. جاءت الديمقراطية لتبقى في إفريقيا وعلينا قبول ذلك.. ديمقراطيا، أقدم يد الزمالة اليمنى لشعب إثيوبيا.. تحيا الديمقراطية في إفريقيا".

أما الصحفي قتيبة ياسين فكان من النشطاء الذين اتهموا دولا عربية بالتورط بما جرى في إثيوبيا، وغرد "محاولة انقلاب فاشلة تفوح منها رائحة غباء دولة الانقلابات العربية مع رائحة العقل المدبر لعملية خاشقجي السرية".

من جانبها، ربطت الأكاديمية "فاطمة الوحش" المحاولة الانقلابية بالسعي لإفشال جهود إثيوبيا السلمية بالسودان، حيث قالت "الاضطراب الغامض في إثيوبيا هو رسالة واضحة إلى آبي أحمد، فالمشاركون في الانقلاب الغبي من صُـنع الخارج، وهدفه توتير الأوضاع في إثيوبيا التي تتحرك بقوة نحو الصلح في السودان والإصلاح في البلاد.. إن عملية الصلح ستكشف الكثير الكثير، ابحثوا عن المستفيد ومَـن يرغب في إفشال بناء إفريقيا"!.

ويشير متابعون للشأن الإفريقي إلى أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي في تنفيذها مثلت ضربة موجعة للفساد المستشري في البلاد، وخلفت حالة من الهلع والفوضى الأمنية، إلا أن انفتاح أديس أبابا على محيطها الإقليمي ورفضها لسياسة الاصطفاف التي تحاول الصومال الآن التخلص من تداعياتها، استوجبا توظيف القوى الفاسدة وتحريك النعرات الطائفية والقبلية للإطاحة برئيس وزراء لا يخدم أجندات الدول التي ترى في قطار السلام بالقرن الإفريقي خطرًا على مصالحها وأجنداتها التخريبية.

ويمثل خليط العرقيات والإثنيات المتناحرة أصلا بشأن قضايا ترسيم الحدود والثروات الباطنية، بيئة ملائمة لتنفيذ انقلابات أو اغتيالات تحت يافطة التململ الاجتماعي والفوضى الأمنية، ومناخا جيّدا للتعتيم على الأجندات الإقليمية التي تستهدف عمليات السلام وتعمل على إفشالها.

ورقة محور الشر

وتولى آبي السلطة قبل أكثر من عام وقام بإصلاحات لم يسبق لها مثيل في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، وأحد أسرع اقتصاديات القارة نموا، لكن التغييرات التي قام بها في صفوف الجيش أكسبته بعض الأعداء من ذوي النفوذ، فيما لا تزال حكومته تكافح لاحتواء أعمال عنف عرقية متزايدة بما يشمل أمهرة.

وقال مسئول في العاصمة أديس أبابا إن إطلاق النار وقع بينما كان مسئولون اتحاديون مجتمعين برئيس الولاية، وهو حليف لأبي، لمناقشة سبل التصدي لقيام أسامنيو بتجنيد ميليشيات عرقية على الملأ، وكان أسامنيو قد توجه بالحديث إلى أبناء العرق الأمهري، الذي يعتبر من أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا، عبر فيديو انتشر على فيسبوك قبل أسبوع ونصحهم بتسليح أنفسهم.

وقال سكان في بحر دار، إن إطلاق النار استمر لما لا يقل عن أربع ساعات مساء السبت الماضي وبعض الطرق كانت مغلقة، وظهر "آبي" على شاشة التلفزيون الرسمي مرتديا الزي العسكري في ساعة متأخرة من مساء السبت وأعلن عن محاولة الانقلاب.