نحو وعي شامل بأبعاد المؤامرة.. صفقة القرن بين حسن البنا وعبد الفتاح السيسي!!

- ‎فيتقارير

الأمن القومي عقيدة عند الإخوان.. ومرتع للخيانة والمتاجرة لدى السيسي

نظرة البنا للأمن القومي شاملة لمناحي الحياة الداخلية والخارجية

البنا والإخوان رأوا لتنمية سيناء ضرورة استراتيجية والسيسي يهجر سكانها

أمن البحرين المتوسط والاحمر لا بد أن يكون بيد العرب والسيسي أشرك إسرائيل كطرف أساسي

البنا حض على التعاون الشامل مع الجنوب الإفريقي وقيادات العسكر أهملوا الملف الإفريقي

البنا طالب بتنمية وسيادة الليبين على أراضيهم مؤكدًا حق مصر في منطفة جغبوب

في ظل الهجمات المتصاعدة من قبل اعلام العسكر على كل ما يمت للاخوان المسلمين بصلة، واعتبار ان محاربتها جزء من الامن القومي المصري، وسط سلسلة لا نهائية من الاتهامات باهدار لامن القومي …تبرز عدة حقائق كاشفة عبر التاريخ توضح الى اي مدى حافظ الاخوان المسلمين على الامن القومي المصري.

منذ بداية دعوتهم ومن اول لجظة اطلق فيها الامام الشهيد حسن البنا دعوة الاحوان المسلمين، معتبرا الامن القومي المصري امر جللا لاب من الاهتمام به والنظر اليه بنظرة شاملة.

ففي الوقت الذي ينظر فيه العسكر الانقلابيون للامن القومي بانه امر عسكري فقط، لا يتعلق الا بزيادة القوة العسكرية، نظر البنا وفق رؤية علمية اثبت التاريخ والدراسات العلمية الحديثة في اوروبا ومعاهد الدراسات الاستراتيجية صجتها ونجاعتها، حيث نظر البنا لى ضرورة تامين الجبهة الداخلية وحماية حدود مصر من اعدائها، وايضا حماية الجبهة الداخلية وتوفير احتياجاتها الامنية والاقتصادية والسياسية وضمان الحقوق والحريات وثر اغوار العلم واالاعتماد على العلم كاساس لبناء المجتمع المصري..وهو ما انتهت اليه دراسات السياسيين.

مفهوم الأمن القومي

وتقليدياً كان يتم تعريف الأمن القومي على أنه الحماية من الهجوم الخارجي، وبالتالي فقد تم النظر إليه بشكل أساسي على أنه يعني دفاعات عسكرية في مواجهة تهديدات عسكرية. وقد ثبت أن هذه الرؤية ضيقة جيداً، فالأمن القومي يتضمن ما هو أكثر من تجهيز قوات مسلحة واستخدامها.

والأكثر من ذلك، فإن مثل تلك الرؤية قد تجعل المرء يعتقد بأن أفضل طريق لزيادة الأمن هو زيادة القوة العسكرية. وعلى الرغم من أن القوة العسكرية هي مكون مهم جداً في الأمن، فإنها تُعد جانباً واحداً من جوانب الأمن. فالتاريخ ملئ في واقع الأمر بأمثلة لسباقات تسلح تسببت في إضعاف الأمن وليس في تقويته.

غير أن هذا اللفظ لم يكن يعرف في التاريخ القديم أو الوسيط، لكنه شاع كمصطلح بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن جذوره تعود إلى القرن السابع عشر، وبخاصة بعد معاهدة وستفاليا عام 1648 التي أسست لولادة الدولة القومية أو الدولة – الأمة Nation – State وشكلت حقبة الحرب الباردة الإطار والمناخ اللذين تحركت فيهما محاولات صياغة مقاربات نظرية وأطر مؤسساتية وصولاً إلى استخدام تعبير “استراتيجية الأمن القومي، وقد عرفه والتر ليبمان بأنه ( قدرة الدولة على تحقيق أمنها بحيث لا تضطر إلى التضحية بمصالحها المشروعة لتفادي الحرب، والقدرة على حماية تلك المصالح إذا ما اضطرت عن طريق الحرب)، لكن هناك تعريفات متعددة حسب مفهوم الساسة ووجهات نظرهم، لكن الأمن القومي هو مفهوم معقد لتداخله في أشياء كثيرة.

لكن مفهوم الأمن القومي لا يمكن التوصل إلى تحديد دقيق له خارج نطاق المكان والزمان الذي يتحرك من خلاله، وهو يخضع دائما للتعديل والتطوير انسجاما مع المتغيرات والعوامل التي تؤثر في بروزه إلى مسرح التداول.

الإخوان والأمن القومي

يَحتاجُ الإنسانُ لأن يَعيشَ في حالةٍ من الأمن والاستقرار كي يَستطيع مُمارسة أنشطته بكلّ أريحيّةٍ، ولأجلِ ذلك فرضت الشّريعة الإسلامية مقاصد وضرورياتٍ يجبُ الحفاظ عليها وهي: النّفس، والدين، والعِرض، والمال، ولا يُمكن لدولةٍ أنْ تتقدّم وتَتطوّر وتُحقّق الرفاهية لمواطنيها إلّا بتحقيق الأمنِ والاستقرار.

وفى ظل الاحتلال الإنجليزي لمصر، لم يكن هناك رؤية محددة لأمنها القومى، فلم يكن همّ الاحتلال إلا بسط سيطرته بأشكالها المختلفة، وإضعاف مقدرات الأمة المصرية داخلياً وخارجيا وتحقيق أهدافه من هذا التواجد العسكري.

والمنطقة العربية كلها كانت فى حالة من الضعف والتمزق وظهرت فيها دعوات وحركات عدة تحاول أن تقدم رؤية للبعث العربى وفق أيديولوجيات وفلسفات مختلفة.

ولقد اعتبر الإمام البنا ان إخراج المحتل وتحقيق استقلال الوطن وتحريره من كل سلطان أجنبي فى شتى المجالات، هدفاً رئيسياً تعمل عليه الجماعة وتحشد له طاقات الأمة، وهو يمثل المحور الأساسي لهذا الأمن القومي ووضع لذلك مسارات وبرامج وخطوات.

فيقول: ” إن حقوقكم قد اجتمعت عليها كلمتكم، وارتبطت على المطالبة بها قلوبكم، وهى الجلاء التام عن وادى النيل بلا مراوغة ولا تسويف، ووحدة الوادى بلا تردد ولا إمهال، وحل المشاكل الاقتصادية المعلقة بيننا وبين الإنجليز على وجه السرعة، حتى تتنسم البلاد ريح الحرية، ويطمئن الناس على حياتهم ومستقبلهم.

والإخوان المسلمون إذ يضعون هذه الحقوق والأهداف من رسالتهم موضع العقيدة والإيمان أنها ليست مما يصح أن يكون محلا للمساومة على الإطلاق، وكل من حاول ذلك فهو خارج على وطنه متحمل وحده تبعة عمله منبوذ من سائر المواطنين”..

البنا محاربا للصهيونية

ووفق دراسة انشرها موقع ويكي اخوان، فقد نظر حسن البنا لمسألة الأمن القومي منذ نشأة الجماعة وبالرغم من كونه لا يعتد بالحدود بين الدول العربية والإسلامية والتي صنعها المستعمر لأنها قسمت الدول لشيع وكيانات مختلفة ومتعصبة، إلا أنه ومع ذلك أهتم البنا بحدود مصر الشرقية والتي كانت تهددها الأخطار الصهيونية والتي غرست بأيدي المستعمر لتعمل على زيادة الفرقة بين الكيانات الإسلامية، وحذر من خطورة هذا الجسد الغريب الذي زرع بين البلاد الإسلامية، خاصة أنه لم تقتصر الدعاوي الصهيونية الزائفة على فلسطين فقط بل امتدت أطماع الصهيونية لتشمل العديد من الأقطار العربية، فحدود فلسطين كما تريدها الصهيونية هي من النيل إلى الفرات.

وأطماع الصهيونية في مصر بدأت بصورة مبكرة، وكما قال هرتزل “إن سيناء والعريش هي أرض اليهود العائدين إلى وطنهم”.

ولذا فطن البنا إلى الخطر الذي تمثله الصهيونية على مصر، وأن نجاح المخططات الصهيونية في فلسطين يشكل تهديداً خطيراً لمصر ليس فقط على المستوى الأمني بل في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، ولذلك نجد الكثير من الكتابات التي تعبر عن هذا الخطر، ومن الواضح أن هذا الإدراك قد جاء مبكراً ويتضح ذلك من تواريخ مقالات كتابات الإخوان.

فيذكر حسن البنا قوله: إن فلسطين هى خط الدفاع الأول؛ والضربة الأولى نصف المعركة، فالمجاهدون فيها إنما يدافعون عن مستقبل بلادكم وأنفسكم وذراريكم كما يدفعون عن أنفسهم وبلادهم وذراريهم، وليس قضية فلسطين قضية قطر شرقى ولا قضية الأمة العربية وحدها…

ويؤكد وكيل الجماعة الأستاذ صالح عشماوي على هذا الأمر فيقول: “إن قيام دولة يهودية على حدود مصر الشرقية لتهددنا في كياننا وفي استقلالنا وفي تجارتنا وفي أخلاقنا وفضائلنا، أليس اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا؟ أليسوا أصحاب المذاهب الهدامة من شيوعية وإباحية؟ فإلى الذين يؤمنون بأن مصر فرعونية نقول لهم إن استقلال مصر أمسى في خطر الزوال بقيام دولة اليهود في فلسطين”.

لقد ترسخ هذا الفهم في نفوس جميع أفراد الإخوان المسلمين بأن فلسطين أمن قومي لوطننا الذي نعيش فيه نهيك عن كونه قطعة عزيز في جسد الأمة الإسلامية.

فعندما تحركت المظاهرات في الجامعات نصرة لفلسطين قام البوليس بالقبض على بعض طلبة الإخوان سأله وكيل النيابة عن سبب خروجه في المظاهرات وذكر له أن فلسطين دولة غير دولتنا ولا يعنينا أمرهم؟ فأجاب الطالب: بأن فلسطين جارة لنا وهي أقرب إلينا من أسوان ولابد الاهتمام بأمر الجار خوفاً من أن يجاورنا اليهود الذي حذرنا الله منهم.

ولقد حذر حسن البنا المصريين بأن عدم مساندة الثورة في فلسطين يعني أنهم سيضطرون إلى أن يدفعوا عن أنفسهم في المستقبل غائلة الخطر اليهودي الصهيوني بعد أن ترسخ قدمه على بعد خطوات من الحدود المصرية وحينئذ لا تنفع الجهود ويصدق علينا المثل القائل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض).

ولابد ألا ننسى أن لليهود في مصر ذكريات كما لهم في فلسطين فإن مكن لهم هنالك رنوا بأعينهم إلى مصر حيث مولد موسى ومهده وحيث بثت رسالته وحيث موعدته ومناجاته.

لقد أدراك الإخوان حقيقة ارتباط الأمن القومي المصري ببلاد الشام وأن الأمن القومي المصري من جهة الشرق لن يتحقق إلا بتأمين هذه البلاد، وهو الأمر الذي أكدته حقائق التاريخ فمن الحدود الشرقية لمصر جاءت معظم الغزوات التي تعرضت لها مصر على مدار تاريخها.

خيانة السيسي بصفقة القرن ورؤية البنا

وفي الوقت الذي يسارع نظام العسكر بقيادة عبد الفتاح السيسي لانهاء وتصفية القضية الفلسطينية عبر التخلي عن الحقوق الفلسطينية التاريخية فيما يخص العب والارض الفلسطينية ، في مقابل تلك الخيانة تبرز رؤية حسن البنا لحل القضية الفلسطينية، محققا الامن القومي الحقيقي.

فتحدث البنا في مؤتمر رؤساء المناطق والشعب ومراكز جهاد الإخوان المسلمين على مستوى القطر المصرى، المنعقد في 2شوال 1364ﻫ- 8 سبتمبر 1945م يقول: “نريد أن تؤمن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حلاً يحقق وجهة النظر العربية أيضاً يحول دون تغلب اليهود علي مرافق هذه البلاد…”.

ويؤكد حسن البنا على هذا المعنى بصورة أكثر وضوحاُ في سبتمبر 1945 ” نريد أن نؤمن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حلاً يحقق وجهة النظر العربية، ويحول دون تغلب اليهود على مرافق هذه البلاد. نحن نطالب بهذا لأنه تأمين لحدودنا ومصلحة مباشرة لنا”.

تنمبة سيناء خط الدفاع الاول

كما حذر حسن البنا الحكومة المصرية عام 1946 من الأطماع الصهيونية في سيناء وطالب بالإسراع بنقل الجمرك من القنطرة إلى رفح وإقامة منطقة صناعية على الحدود، بالإضافة إلى إنشاء جامعة مصرية عربية بجوار العريش كما اعتقد الإخوان أن قيام دولة يهودية في فلسطين سيهدد موقف مصر الاقتصادي وسيغرق الأسواق المصرية بالمنتجات اليهودية، هذا بالإضافة إلى سيطرة اليهود المصريين على الحياة الاقتصادية في مصر، مما سيؤدي بالتالي إلى أننا “سنفقد استقلالنا الاقتصادي”.

تعمير سيناء والأمن القومي

ونظر حسن البنا إلى سيناء وتعميرها كخطوة أساسية ومهمة في حفظ المن القومي لمصر، وقد سبق كل من تحدث عن الأمن القومي للبلاد فنكتب يحذر الحكومة من تجاهل سيناء وعدم الاهتمام بها فقال: إن سيناء المصرية تبلغ ثلاثة عشر مليونا من الأفدنة أى ضعف مساحة الأرض المنزرعة فى مصر.

وقد كشفت البحوث الفنية فى هذه المساحات الواسعة أنواعا من المعادن والكنوز فوق ما كان يتصور الناس، واكتشف فيها البترول حديثا، ويذهب الخبراء فى هذا الفن إلى أنه فى الإمكان أن يستنبط من سيناء من البترول أكثر مما يستنبط من آبار العراق الغالية النفيسة، وأرض سيناء فى غاية الخصوبة وهى عظيمة القابلية للزراعة.

ويطالب الحكومة بنقل الجمرك على الحدود وإنشاء جامعة لتعزيز الأمن القومي للبلاد فيقول: فمن واجب الحكومة إذن أن تعرف لسيناء قدرها وبركتها ولا تدعها فريسة فى يد الشركات الأجنبية واللصوص والسراق من اليهود، وأن تسرع بمشروع نقل الجمرك من القنطرة إلى رفح، وأن تقيم هناك منطقة صناعية على الحدود. فلعل هذا من أصلح المواطن للصناعة، ويرى بعض المفكرين العقلاء أن من الواجب إنشاء جامعة مصرية عربية بجوار العريش تضم من شاء من المصريين، ومن وفد من فلسطين وسورية والعراق ولبنان وشرق الأردن وغيرها من سائر أوطان العروبة والإسلام، ويرون فى هذه البقعة أفضل مكان للتربية البدنية والروحية والعقلية على السواء.

مضيفا: “وحرام بعد اليوم أن تظن الحكومة أو يتخيل أحد من الشعب أن سيناء برية قاحلة لا نبات فيها ولا ماء فهي فلذة كبد هذا الوطن ومجاله الحيوي ومصدر الخير والبركة والثراء، ونرجو أن يكون ذلك كله بأيدينا لا بأيدي غيرنا”.

كما نريد أن تؤمن حدودنا الشرقية بحل قضية فلسطين حلاً يحقق وجهة النظر العربية أيضًا، ويحول دون تغلب اليهود على مرافق هذه البلاد، نحن نطالب بهذا؛ لأنه تأمين لحدودنا، ومصلحة مباشرة لنا.

لقد أدرك الإخوان أن إنشاء كيان صهيوني في فلسطين يعني تنفيذ المخططات الاستعمارية في البلاد العربية، وأن هذا الكيان سيشكل قاعدة للدول الاستعمارية ويعمل على فصل الدول العربية عن بعضها ويهدد كيان العرب فقضية فلسطين “كارثة خطيرة تهدد كيان العرب ووجودهم لا في فلسطين وحدها بل في جميع البلاد العربية إذ لم يعد خافياً أن الصهيونيين لا يطمعون في فلسطين وحدها بل في جميع البلاد العربية” وأن مصلحة أمريكا وانجلترا السياسة أن يثبتوا شوكة يهودية في جسم الدول العربية حتى يأمنوا جانبها وحتى يهددوا هذا الجسم العربي بالانحلال السريع.

الإخوان وثوابت الأمن القومي الشامل

وقد تنبه الإخوان للأخطار الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية التي تهدد العالم العربي والإسلامي من جراء المشروع الصهيوني وقد ركز الإخوان على الخطر الاقتصادي على الشرق الأوسط نتيجة صغر مساحة فلسطين مما سيدفع كبار الممولين اليهود المهاجرين إلى فلسطين إلى محاولة استثمار أموالهم في البلاد العربية المجاورة وتصريف منتجاتهم في دول الشرق الأوسط مما سيؤدي إلى “خراب اقتصاد واضطراب مالي”.

كما حذر الإخوان من الخطر الاجتماعي المترتب على قيام الكيان الصهيوني حيث ستلجأ الصهيونية إلى نشر الإباحية والإلحاد وقد عبر البنا عن هذه الأخطار بقوله “أنه لن تقوم في أي دولة صناعة ناجحة ولا تجارة رابحة وستقضي المنافسة الصناعية والتجارية على كل أمل لهذه الأمة العربية والإسلامية في التقدم والنهوض هذا فضلاً عن الفساد الاجتماعي الذي تحمله جراثيم هذه الرؤوس اليهودية الطريدة من كل دولة مما يشيع في هذه المجتمعات الكريمة أسوأ ما في الإباحية والإلحاد والتحلل، وكل خلق فاسد مرذول.

ومن الحدود الشرقية إلى الداخل المصري والحدود الغربية والعمق الجنوبي ومياة النيل، تبلورت رؤى الاخوان وحسن البنا.

فنظر حسن البنا إلى جميع حدود الوطن وطالب بتأمينه حيث رأى أن صيانة الحقوق الوطنية لوادي النيل تتطلب تأمين حدود مصر من جميع الجهات فمن الجهة الغربية رأى أن الأمر يتحقق بأن تصبح ليبيا دولة حرة مستقلة ويقوم على شأنها أهلها الكرام، وأن تامين الجهة الشرقية بأن تكون دولة فلسطين دولة ذات سيادة وأن يعمل المسلمون على عدم تسليم أي جزء منها للصهاينة.

كما أكد على وحدة وادي النيل وأن مصر والسودان وطن واحد لا يتجزأ وأنها امتداد لأمن مصر القومي فيقول: “ونريد بعد ذلك تأمينًا لحدودنا: حدودنا الغربية، لا بأن نحتل برقة، ولا بأن نستعمر طرابلس، فنحن أكرم على أنفسنا والحق أكرم علينا من أن نذهب هذا المذهب الظالم، ولكنا إنما نأمن على حدودنا الغربية يوم تسلم ليبيا لأهلها العرب الذين جاهدوا فى سبيلها عشرات السنين جهاد الأبطال، فتقوم فيها حكومة عربية مستقلة، وتظل وطنًا موحدًا حرًّا مستقلاً.. نحن نريد أن تؤمن حدودنا الغربية باستقلال ليبيا ووحدتها، وقيام حكومة عربية صديقة فيها، ورد ما أخذ منا ظلمًا وعدوانًا فتعود إلينا جغبوب مصرية كما كانت من قبل”..

منابع النيل

وأدرك الإمام البنا ومن خلفه الإخوان في وقت مبكر أهمية قضية المياه وضرورة تأمين الدولة المصرية لمنابعه، فقد أدرك أنه إذا فقدت مصر لهذا التأمين فسيتعرض أمنها القومي للخطر، ويهدد شعبها، فيعرج في حديثة عن الأخطار التي تهدد امن مصر القومي بقوله: “ونريد بعد ذلك أن نؤمن حدودنا الجنوبية بأن نحفظ حقوقنا فى الإريتريا ثم زيلع ومصوع وهرر وأعالى النيل.. تلك المناطق التى اختلط بتربتها دم الفاتح المصرى، وعمرتها اليد المصرية، ورفرف فى سمائها العلم المصرى الخفاق. ثم اغتصبت من جسم الوطن ظلمًا وعدوانًا، وليس هناك اتفاق دولى أو وضع قانونى يجعل الحق فيها لغير مصر، وإن أبى علينا ذلك الناس، ومن واجبنا ألا نتلقى حدود بلدنا عن غيرنا، وأن نرجع فى ذلك إلى تاريخنا، ولنرى أى ثمن غال دفعناه من الدماء والأرواح فى سبيل تأمين حدودنا، لا لمطامع استعمارية، ولا لمغانم جغرافية، ولكن لضرورات حيوية لا محيص منها، ولا معدى عنها، والفرصة الآن سانحة لتطالب مصر برد ما أخذ منها فى غفلة من الزمن وإهمال من الحكومات، وذلك ما نطلب لوادى النيل أولاً.

ويؤكد على ذلك بقوله: فإن مصر إذا كانت تحتاج السودان لتطمئن على ماء النيل وهو حياتها، فإن السودان أحوج ما يكون إلى مصر فى كل مقومات الحياة كذلك، وكلاهما جزء يتمم الآخر ولا شك.

وحينما درس مخططات الصهيانة واختيارهم العديد من الأماكن لقيام وطنهم خاصة في أوغندا أو كينيا أدرك البنا أن الصهاينة يريدون أن يسيطروا على منابع النيل ويضعفوا الدولة المصرية غير أن الانجليز اعترضوا وصرفوا وجهتهم لفلسطين، ومن ثم وضعوا الخطط للسيطرة على منابع النيل وهذا ما تحقق لهم الآن.

ويؤكد عمر التلمساني  المرشد العام الثالث للإخوان – ذلك بقوله: “إننا لو تركنا الضفة الغربية والجولان وسيناء لليهود حفاظًا منا على الأمن والسلام فإن هذا لا يكفيهم ولن يقتنعوا به.. والدليل القاطع قائم على جدران الكنيست في تلك الخرائط التي ألصقت عليه تنادي بإسرائيل من الفرات إلى النيل .. فاليهود إذن أقاموا لهم دولة على أرض المسلمين وإنها لحقيقة لا تخفى حتى على البلهاء .. فمتى يؤمن بها أصحاب الحق ويدركون خطرها ويعملون لمواجهتها؟!

لقد كان من ضمن المشاريع الاستيطانية الصهيونية مشروع توطين اليهود في أوغندا، وهو المشروع الذي أعقب فشل مشروع الاستيطان الصهيوني في العريش وسيناء، وتقع الأراضي التي وقع عليها الاختيار لتوطين اليهود فيها في كينيا وإن عرف المشروع خطأ بمشروع أوغندا، والنقطة المهمة في هذا المشروع، والتي أشارت إليه بعض الآراء أن الهدف من محاولة الاستيطان في هذه المنطقة هو العمل على التحكم في منابع نهر النيل، واستغلال ذلك للضغط على جميع الأطراف التي عارضت محاولة الاستيطان الصهيونية في العريش وسيناء لإرغامهم على التخلي عن معارضتها”

كانت نظرة البنا شاملة لكل حدود مصر بما في ذلك أمن مصر القومي في البحار فكتب يحض الحكومة على إعادة السيطرة على البحرين الأحمر والمتوسط ليكونا تحت سيطرة الدول الإسلامية فلا يتحكم فيهم عدو، فقال: ويجب أن يعود البحر الأبيض والبحر الأحمر بحيرتين إسلاميتين كما كانتا من قبل..

الأمن القومي العربي

لم يكتف حسن البنا بالحديث عن الأمن القومي لمصر فحسب ولا المحافظة على حدودها ومساعدة الدول المتاخمة لها لكن تحدث أيضا عن أهمية أمن الدول العربية، فيقول:

إن العرب حين يذودون عن فلسطين ويطالبون بحقها، يشعرون من أعماق قلوبهم أن صميم وحدتهم وسلامة أوطانهم وحقيقة استقلالهم كل ذلك مرهون بهذا الجزء من أرضهم، وبأن يظل لهم فلا تقوم فيه دولة لسواهم، فدفاعهم عن فلسطين دفاع عن صميم كيانهم، فضلا عن الاعتبارات الدينية والاقتصادية والخلقية الأخرى، والعرب يدركون هذه الحقيقة فهم لا يجاملون أهل فلسطين ولكنهم يحافظون على وجودهم وعلى أرضهم…

خيانات السيسي ومحور الثورة المضادة

ولعل مقارنة تلك الثوابت والقواعد التي ارسها حسن البنا تنكشف الى اي مدة وصلت خيانات السيسي وعساكره واعوانه من دول الثورة المضادة، السعودية والامارات، الذين فرطوا ف كل شيء من ثوابت الامن القومي المصري والعربي..

حيث اشرك السيسي الصهاينة في التحكم وادارة العمليات العسكرية في سيناء من خلف خطوط الجيش المصري، وهجر اهالي سيناء بدلا من ان ينميها ويطورها ويبني فيها المصانع والمراكز التجارية والصناعية ويقيم الزراعا، بل يقوم بتجريف الاراضي نحن مزاعم الارهاب الذي تغذيه وتتبناه اسرائيل، بدليل ان الحركات المسلحة وجماعات العنف في سيناء التي تتعددد اسمائها لم تطلق طلقة واحدة نحو اسرائيل العدو الاقرب لها هناك…

كما اشرك السيسي الصهاينة في امن البخر الاحمر بتنازله عن جزرتي تيران وصنافير للسعودية، ومكن للصهاينة في افريقيا وفرط في حقوق مصر التاريخية في مياة النيل بتوقيعه على اتفاق سد النهضة، وتخلى عن افريقيا التي باتت اقرب للصهاينة من مصر.