صحيفة أمريكية: “ترامب” يواجه تمردا إيرانيا بالعراق

- ‎فيعربي ودولي

كتب سيد توكل:

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها الاثنين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخسر معركته على المدى الطويل في العراق، مشيرة إلى أن الأسابيع الأولى من حكمه تُظهر أن الإدارة الأمريكية الجديدة تخسر تلك المعركة.

وتضيف الصحيفة: "في الأسبوع الماضي، أطلقت الحكومة العراقية حملة عسكرية واسعة لاستعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل، آخر معاقل تنظيم الدولة في العراق، مدعومة بالطائرات الأمريكية والقوات الخاصة الأمريكية، وهي معركة يعتقد القادة العسكريون أنها قد تطول أشهراً".

القوات العراقية نجحت، بحسب الصحيفة، في تقليل الخسائر البشرية بصفوفها وصفوف المدنيين خلال معركة استعادة الجانب الأيسر، إلا أن التحدي الأكبر الذي يلوح في الأفق بعد معركة الموصل، "هل يمكن أن تستقر الموصل وغيرها من المناطق السُّنية"؟.

تجيب الصحيفة، بأن السياسات التي انتهجتها إدارة ترامب خلال الأسابيع القليلة من عمرها، قللت من فرص النجاح تلك ؛ فالسياسات التي انتهجتها حكومة بغداد التي يقودها الشيعة، والمدعومة من إيران، أسهمت بشكل كبير في ارتفاع حدة التوترات الطائفية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في صعود تنظيم الدولة واحتلاله الموصل عام 2014، لتشرع بعدها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في إجراءات لعزل نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية السابق، والمتهم الأول بإثارة الطائفية في البلاد، ليحل محله حيدر العبادي، وهو أكثر اعتدالاً، والذي تعهد ببناء نظام أكثر توازناً، إلا أن نوايا العبادي أُحبطت من قِبل المتشددين الطائفيين، وخاصة المليشيات الشيعية التي تديرها عليها إيران، بحسب تعبيرها.

نتيجة للضغط الإيراني على العبادي، ذهبت حكومته لمعركة الموصل دون أن يرافق ذلك خطوات فعلية لاستقطاب السُّنة، وهو ما حذر منه تقرير صدر مؤخرًا عن معهد دراسات الحرب، الذي أشار إلى أن تمردًا سُنيًا قد يتشكل عقب تنظيم الدولة الإسلامية، فالولايات المتحدة تسعى إلى القضاء على "داعش" دون أن تركز على جماعات أخرى يمكن أن تظهر في ظل ظروف تساعد على نموها.

وإذا كانت إدارة أوباما تلام لكونها تهربت من التحديات السياسية بالعراق، فإن إدارة ترامب تسهم وبسرعة في تفاقم المشكلة، خاصة عقب تصريحاته المثيرة بأن الولايات المتحدة سوف تسيطر على آبار النفط العراقية، قبل أن يردّ وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، خلال زيارته إلى بغداد بأن ذلك ليس من أهداف أمريكا.

الأسوأ في سياسة ترامب تجاه العراق، بحسب الصحيفة، ضمّه إلى قائمة الدول المسلمة التي تم حظر سفر مواطنيها إلى أمريكا، الأمر الذي دفع بنواب عراقيين إلى مطالبة العبادي بالرد على القرار الأمريكي وطرد 5 آلاف جندي أمريكي يقاتلون في العراق ضد تنظيم الدولة.

"العبادي" الذي أبطل مفعول قرار في البرلمان العراقي لمعاملة أمريكا بالمثل، قال إنه قد يواجه تمرداً سياسياً آخر من قبل تحالفه الشيعي، ربما يقود إلى انهيار حكومته، خاصة أن هناك تصريحات من قبل قادة ميلشيات شيعية تابعة لإيران وتقاتل إلى جانب القوات الأمريكية في الموصل، طالبوا العبادي بطرد القوات الأمريكية من أرض المعركة، وهو أمر قد يفاقم الأمور ويدفع "المتشددين" مجدداً إلى واجهة المشهد العراقي.