لماذا يُسرِّب العسكر فيديوهات صادمة تدينهم في سيناء ؟!

- ‎فيتقارير

“ده واد تكفيري”، جملة وردت على لسان الضابط في الجيش المصري الذي قام بإطلاق النار على طفل سيناوي لم يتخطى عامه الخامس عشر، في محاولة منه لتبرير عملية الإعدام الوحشية، إلا أن ردود النشطاء على صفحته بـ”فيس بوك” والهجوم عليه اضطره إلى حذف البوست ثم حذف حسابه كله من على موقع التواصل الاجتماعي، خوفا من تعرف الشعب عليه، فيما تساءل مراقبون وسياسيون : من وراء تسريب فيديو قتل الطفل ؟

مشهد تصفية طفل في وسط سيناء سيكون أسود أيام مصر القادمة، والتسريب البشع الذي يظهر فيه ضابط مجرم يقتل طفلاً ، والتسريب السابق عليه والذي يظهر فيه ضباط وجنود مجرمون يحرقون منزل سيدة من سيناء، بحسب مراقبين هي تسريبات مقصودة، والسؤال لماذا؟

في التسريبين هناك من يقوم بالتصوير ومن زوايا مستريحة ويبدو مكشوفاً تماماً للضباط والجنود المجرمين، وهو ما ينفي الاحتمالات الساذجة بأن هناك من بين الجنود أو الضباط من سرب الفيديوهات، لأن مجرد تسريبها يعني تحديد هويته على الفور ، تسريب قتل الطفل متعمد تماماً، ومن الواضح أن كل عمليات القتل والإرهاب التي يمارسها الجيش، يجري تصويرها.

يقول الناشط سامح دياب: ” عندما شاهدت فيديو تصفية طفل سيناء لم يدور في خلدي ولو للحظة أنه ضابط احتياط تخيلت انه ضابط حربية .. كيف أصبح ضباط الاحتياطي ملكي أكثر من الملك؟.. هل هو غسيل مخ في فترة تجنيده ؟ أم أنه شخص مجرم سيكوباتى بطبيعته وجاءت له الفرصة ليقتل بدون حساب دنيوي”؟

لماذا؟

يؤكد المراقبون أن التسريبات تستهدف إرسال رسالة رعب وإرهاب لأهل سيناء، وإثارة موجة من الرعب بين أهلنا في سيناء تعقبها موجة من النزوح لإخلاء مدن سيناء، وبالطبع نجهل الوسيلة التي تصل بها هذه التسجيلات لقنوات الشرعية، لكن لا توجد قناة أو صحيفة تستطيع مقاومة إغراء نشر مادة صحفية كهذه، باعتبارها سبقاً صحفياً، بالإضافة إلى أن اعتبارات الدين تحتم نشر مادة كهذه لفضح هؤلاء المجرمين، وبهذا يتحقق هدف الجهة التي تقف خلف التسريبات.

وهي، والكلام للمراقبين، أن تكون تلك التسريبات نُشرت من مصادر مناهضة للعسكر، ليصبح بإمكان العسكر نفي الفيديو باعتبار أن الجهات المسئولة عن نشره مناهضة لهم، وبالطبع يعلم العسكر الآثار الإعلامية الكارثية لنشر فيديو كهذا، ولكنهم هنا لا يلتفتون لهذا الاعتبار مطلقاً، لأن نشر هذه الفيديوهات البشعة لابد أن يكون بأوامر من السفيه السيسي، فالأمر يتعلق بتنفيذ أجندة تفريغ سيناء.

وربما يخططون فيما بعد لمعالجة الأثر الإعلامي الرهيب لفيديوهات كهذه، عن طريق أسلوب الإلهاء المعروف، وتعتبر هذه الفيديوهات مسربة بعلم العسكر، وأنهم يظهرون جانباً من الوجه الحقيقي البشع لجيشهم الدنس، من أجل تفريغ سيناء.

طفل تكفيري!

من جانبها تقول الإعلامية آيات عرابي : ” في تبريره لقتل الطفل قال الضابط المجرم (ده واد تكفيري) بل هي شهوة القتل ، هؤلاء صار القتل لديهم عادة ثم ولنفرض جدلاً أنه تكفيري يعني لنلغي عقولنا لحظات ولنفترض أن الطفل الذي كان يصرخ (يا اما يا اما) تكفيري !! فهل التكفيريين يُقتلون ؟ خصوصا لو كانوا عزل ؟ وما الخطر من طفل اعزل حتى لو كان تكفيرياً ؟ ثم من يحكم إن كان تكفيرياً أم لا ؟ أذاك الجاهل الذي لم يكتب جملة سليمة ؟ يعني ما هي المعارف التي يمتلكها الضابط ليحكم إن كان الطفل تكفيرياً أم لا ؟ هذا بالطبع إن افترضنا أن هناك أطفال تكفيريون”.

مضيفة :”ولنفترض ان ذلك الضابط الذي يلتقط صورة مع زميله ويكتب فوقها (أبو الصحاب) استطاع معرفة التكفيريين (وهو خريج هندسة وهو ما يعطيك فكرة عن مستوى التعليم في مصر) فهل الأطفال العزل (التكفيريين) يُقتلون ؟ وهل هو المكلف بقتله ؟ يعني ذلك المجرم وأشباهه صاروا قادرين على الحكم على الناس وإعدامهم ؟ ليست المصيبة فقط هي إزهاق روح طفل صغير”.

وتابعت:” بل الكارثة أنه ظن بنفسه القدرة على تصنيف الناس ثم إعدامهم لقد أطلقوا شهوة القتل عند هؤلاء التعساء من جنود فرعون على الجميع أن يدركوا أن مصر تحت الاحتلال من يدفنون رؤوسهم في الرمال عليهم أن يدركوا أن مصر تحت احتلال بالوكالة، الظاهر منه للناس هو تلك العصابات التي ما يزال الحمقى يسمونها جيشاً ولذلك فليس هناك حل إلا بتفكيك تلك المنظومة”.

جدير بالذكر أن جريمة قتل الطفل السيناوي التي تم تداول مقطع فيديو لقتله على يد أحد أفراد الجيش المصري قبل أيام، قام ضابط الاحتياط الذي قتل الطفل، واسمه “محمد عامر” بحذف البوست المنشور من على حسابه، ثم أوقف الحساب كله، عقب تحذير أحد أقاربه بضرورة حذفه لوجود خطر عليه، بعدما نشر “بوست” قال فيه إن “الولد كان مع أبيه وهو الذي قتل الولد”.