والله ﻻ يحب الفساد

- ‎فيمقالات

 

بقلم: دكتور أسامة جادو

 

الفساد خطيئة واﻹفساد جريمة حرمها الله تعالى، وتنبذها الفطر السوية والنفوس القويمة.. الفساد خراب الحياة وتضييع حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل وإهدار لمقدرات وثروات الوطن، ولهذا كانت اﻷحكام الشرعية صريحة وواضحة وحاسمة فى تحريم الفساد ومحاربة الفاسدين والتصدى للمفسدين، ولم تتسمح مطلقا مع أى فاسد أو مفسد، بل جعلت صفة الفساد مانعا من تقلد الوظائف العامة ومعاملة الجمهور.

كشف الفساد وبيانه للناس من الواجبات الشرعية والعمل الوطنى، فهو من باب النهى عن المنكر الذى شاع بين الناس أو يهدد حياتهم أو دينهم أو أموالهم أو أعراضهم أو وعيهم وعقولهم ويعرضها للخطر.

فضح الفاسدين وتعرية المفسدين من الأعمال الواجبة لحماية كيان الدولة وصيانة المجتمع والحفاظ على حياة البشر وضرورياتهم اﻷساسية.

التهاون مع الفاسدين والتغاضى عن المفسدين خطيئة ﻻ يقربها أولو النهى والرشاد، بل الوتجب عليهم أم يكونوا حربا على الفساد والمفسدين ﻻ هوادة فيها.

لذالك أقول: إن غلق صنابير الفساد وتضييق الخناق على الفاسدين وملاحقة المفسدين كافية أن تربح البلاد فى سنة واحدة أكثر مما تربحه فى عشرات السنين، ﻷن تكلفة الفساد فى بلادنا عالية جدا وتستولى على أكثر من نصف ثروات البلاد وخيراتها ومقدراتها، وكلما زاد الفساد وتوحش المفسدون كلما زاد فقر الفقراء واشتدت معاناتهم فى الحياة.

من مصلحة الجميع خاصة أصحاب الدخول القليلة والفقراء أن يتم التصدى للفساد ومحاربة المفسدين، فأول من يجنى ثمار محاربة الفساد هم الفقراء والمحرومون من خيرات البلاد.

الانقلاب هو الفساد اﻷكبر الذى ضرب بقوته واستولى على مناحى الخيرات والثروات فى البلاد وحوله دوائر المفسدين من رجال السياسة والمال والأعمال والإعلام، وحولهم دوائر أكبر من الفاسدين الذين يقتاتون على الفتات المسرب إليهم من المفسدين وأكابر المجرمين.

محاربة هؤﻻء جميعا واجب على كل حر أبىّ كريم، فكشف الفاسدين وفضح فسادهم وتحقيرهم ومحاصرتهم حتى يمنعوا من فسادهم وينالوا جزاءهم.

شارك فى محاربة الفساد ومحاصرة المفسدين وفضح الفاسدين وكن غيورا على دينك وبلدك ومستقبل أوﻻدك.

كن كلمة حق تكشف عن فساد المفسدين وتحذر الناس منهم، وﻻ ترضى بالسكوت والتغاضى عنهم.. فأنت مجنى عليك فى اﻷصل، وسكوتك يجعلك مع الجناة ويزيد من شرهم وفسادهم.. الفاسد لم يكبر وينمو إﻻ بسلبية الصالحين وسكوتهم عنه، ولو منعوه مبكرا ما تجرأ وﻻ أكمل مسيرة الفساد.

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها