رغم مساندتها لبرهان.. زوجة “البشير” وشقيقه يطلبان اللجوء للإمارات

- ‎فيعربي ودولي

قال موقع “التيار” السوداني نقلاً عن موقع “باجنيوز” السوداني، إن زوجة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وداد بابكر وشقيقه عبد الله، قد تقدما بطلب لمغادرة جوبا إلى دبي.

وكشفت الصحيفة عن أن حكومة دولة جنوب السودان رفضت منح وداد بابكر وأخ البشير عبدالله إذنا بمغادرة أراضيها إلى دبي، وطلبت منهما العودة إلى الخرطوم والسفر عبرها.

وقالت: إن “وداد بابكر وصلت إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم بصحبة أبنائها، فيما وصل عبد الله البشير قبل السادس من أبريل للقاء بعض شركائه”.

وأضافت الصحيفة أن ميان دوت، سفير جوبا بالخرطوم قال إن “شقيق البشير عبد الله كان موجودا بجوبا منذ أيام، لكنّه وصل الخرطوم السبت الماضي، ونفى وجود زوجة الرئيس المخلوع وداد بجوبا”.

ثم عادت الصحيفة لتقول إن مصادر أكدت لها أن وداد بابكر في جوبا واتجاهها للعودة إلى الخرطوم.

ولم يؤكد أي مصدر سوداني حتى الآن مكان وجود وداد بابكر زوجة الرئيس السابق.

مخطط لإجهاض الثورة السودانية

في شأن متصل، أثار إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين، السبت الماضي، مساندتها للمجلس العسكري الجديد في السودان بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، المخاوف من أنها قد تكون مؤشرًا على تدخل ما في شئون البلاد، في ضوء ما يعرف عن هذه الدول من تدخلات في بلدان الربيع العربي.

ولزمت دول الخليج العربي الصمت إزاء التطورات في السودان، منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر، وحتى اعتصام آلاف المحتجين أمام القيادة العامة للجيش السوداني بالسادس من أبريل، مطالبين بتنحي الرئيس عمر البشير، وتسارع وتيرة التطورات.

وفي ظهيرة الخميس 11 أبريل الجاري، أعلن الفريق أول ركن عوض بن عوف نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع الإطاحة بالبشير وتنصيب نفسه رئيساً لمجلس عسكري انتقالي، قبل أن يتقدم باستقالته في اليوم التالي، ليعلن اختيار البرهان خلفاً له.

موجة من الغضب

وما إن أعلنت كل من السعودية والإمارات تقديم الدعم للشعب السوداني حتى تفجرت موجة من الغضب إزاء هذه الخطوة؛ إذ حذر ناشطون من أن الهدف وراء الدعم الالتفاف على الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم البشير المستمر منذ ثلاثين عاماً، على غرار ما قامت به هذه الدول في دول الربيع العربي، عندما دعمت قوى الثورة المضادة للقضاء على إرادة الشعوب.

وبحسب مصدر أمني متقاعد مطلع قال فإنه “يتوفر الآن كل المحفزات للإمارات للتدخل في الشأن السوداني، خاصة محاربة قوى الإسلام السياسي بعد انهيار تجربة محسوبة عليها، فضلاً عن وجود مجلس عسكري يحكم البلاد عقب ثورة شعبية نجحت في الإطاحة بالرئيس في سياق يوحي بتجدد ثورات الربيع العربي”.

ويوضح المصدر أن “المسارعة لتقديم الدعم الإنساني أو المساندة السياسية ما هو إلا غطاء وبداية لتقديم أشكال أخرى من الدعم ظلت تستخدمها أبوظبي على وجه الخصوص كأدوات في مراحل ما بعد الربيع العربي للسيطرة على مجريات الأوضاع ومنع قيام أنظمة حكم ديمقراطية ومحاربة الحركات الإسلامية”.

ويتابع المصدر: “بكل تأكيد تريد أبوظبي الالتفاف على الإرادة الشعبية وثورة السودانيين عبر التأثير على قرارات المجلس العسكري بما يخدم أجندتها المعلنة”.

سيسي سوداني؟

كما بين المصدر أن الإمارات تبحث من وراء تقديم الدعم للسودان عن “سيسي” آخر، حيث ظلت منذ فترة تسعى لإيجاد حلفاء لها داخل المؤسسة العسكرية بالسودان، وأن اللحظة الراهنة تعتبر مثالية لها لتحقيق هذا الهدف.

وعقب “ثورة 25 يناير” في مصر ، عملت أبوظبي على تشكيل مجموعات الثورة المضادة، كالحركة الشبابية (حركة تمرد)، كما دعمت عبد الفتاح السيسي للقيام بانقلاب على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في 30 يونيو 2013، وبالمثل تسعى للتأثير على مجريات الأحداث في السودان، بحسب ما قال المصدر.

اختراق المؤسسة العسكرية

ويرجح المصدر أن “تسعى أبوظبي لاختراق المؤسسة العسكرية ممثلة في المجلس العسكري الانتقالي، وذلك من خلال محاولة استمالة رئيس المجلس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لا سيما مع احتمالات وجود صلات سابقة بينه وأبوظبي؛ ذلك أن الفريق البرهان -الذي كان قائداً للقوات البرية- كان مشرفاً على القوات السودانية ضمن التحالف العربي في اليمن”.

ويتابع: “بالنسبة لاستراتيجية أبوظبي في السودان حالياً لاختراق المؤسسة العسكرية تبدو مرجحة لعدة أسباب منها: غياب القادة العسكريين الكاريزماتيين داخل المؤسسة، بعد استقالة كل من الفريق وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري الذي أطاح بالبشير، الفريق أول عوض بن عوف، والفريق كمال عبد المعروف، رئيس هيئة الأركان المشتركة”.

أما السبب الثاني، وفق ما تابع المصدر، فهو وجود الفريق محمد حمدان (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، والذي عين نائباً لرئيس المجلس الانتقالي، والذي يملك أوراق ضغط مهمة داخل النظام العسكري الحالي، وربما قدرته على التعامل مع المعتصمين”.