«حاورت داعش».. لماذا تظن صحف الانقلاب أنها تخاطب جمهورًا من الأغبياء؟

- ‎فيأخبار

بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، انطلقت الصحف الصفراء والحمراء والسوداء تطبل لقائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي وضع لهم قاعدة استلهمها من “فرعون”، وهى “ما أريكم إلا ما أرى”. ووفق هذه القاعدة سار الصحفيون المطبلون بالمباخر والدفوف، ومن شذ عنها يختفي من المشهد لأيام ثم يعود أكثر تطبيلا.

ووسط هذه الأجواء الجنونية، برزت صحافة “الهرتلة” والتي تتبنى مواضيع تخدم الانقلاب، وإن لم تجد مواضيع بعد منع سلطات الانقلاب الجميع من الخوض في السياسة، تخترع مواضيع بعيدة كل البعد عن المنطق ولا يقبلها عقل. يقول الصحفي الناشط محمود النجار: “جريدة الوطن تواصل “الهرتلة” بنجاح منقطع النظير”.

داعش ضيوف الوطن!

وقامت “الوطن” باختراع مقابلة مع عضو قالت إنه بارز في تنظيم “داعش” المخابراتي، ليس هذا فحسب بل قامت المحررة بالجريدة بنشر صورة لرجل يخفي وجهه بوسادة، قالت إنه قيادي في داعش.

وتعليقًا على ذلك، يقول “النجار” ساخرا: “بعد أن رأت “كارنيه انتظامه” في داعش كتب فيه التالي: منظمة داعش الإرهابية.. الاسم: وسام العاني، المهنة: عضو بارز بالمنظمة.. جدول المشتغلين كارنيه رقم … وذيل الكارنيه بعبارة “نرجو من السلطات المختصة تسهيل مهمة “قاتلُه”، ثم اطّلعت على إيصال دفع الاشتراك السنوي بالمنظمة للتأكد من تجديد عضويته عام 2014؛ حتى يمكن اعتباره من داعش”.

مضيفا “أصل المحررة عضو مجلس نقابة الصحفيين وحكاية تجديد الاشتراكات دي مهمة عندها، ولكن كل ده مش مهم ولا يقنع الصحفية، فقررت التأكد بنفسها من انتمائه فبصت في لحيته لقيتها أبيض وأسود فعرفت انتماءه، والله هي كاتبة كده، قررت المحررة التي عرفت اسم وعنوان وعمل العضو البارز- خلي بالك من البارز دي- بداعش وكتبت في مقدمة الحوار تاريخه بالعراق وافقت على أن يتصور بالشكل اللي انتوا شايفنه دا “مخبي وشه”، وباقي الحوار بالصوت، سامع ناس بترقع بالصوت”.

ويأتي ما تنشره صحيفة “الوطن” من مقابلة مزعومة مع قيادي “داعش”، في سياق استمرار مسلسل النفاق و”التطبيل” المبالغ فيه من قبل الإعلام للسفيه السيسي ونظامه، حيث سبقت “الوطن” صحيفة أخرى وقامت بتحريف آيات من القرآن، وتحديدا سورة المائدة لمنافقة “السيسي”.

السيسي نبي!

صحيفة “الزمان” المملوكة لـ”إلهام شرشر”، زوجة وزير الداخلية الأسبق في عهد المخلوع مبارك، حبيب العادلي، صدمت المصريين بـ”مانشيت” مفاجئ على صفحتها الأولى في العدد الأخير الصادر عنها، والذي جاء نصه: ”الرئيس السيسي للمصريين: اليوم أكملت لكم برنامجي ورضيت لكم التنمية منهاجا”.

حيث أسقطت الصحيفة المقربة من الانقلاب كلمات القرآن الكريم بسورة المائدة في الآية 3 (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، على السفيه السيسي، وشن النشطاء هجومًا عنيفًا على الصحيفة ومالكتها إلهام شرشر، بسبب تحريفها للقرآن الكريم من أجل “التطبيل”، وطالبوا الأزهر والمؤسسات الدينية بالرد عليها.

يشار إلى أنه في سبتمبر 2017، نشرت ذات الصحيفة المملوكة لإلهام شرشر، تقريرا عن السفيه السيسي ذكرت فيه أنه ولد ساجدا، وزاره النبي بالمنام، وأنه خليفة صلاح الدين الأيوبي، وأشارت حينها إلى أنها نقلت هذه المعلومات عن مصدر مقرب من السفيه السيسي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها نقلاً عن المصدر المقرب من العائلة: “يوم ميلاد الطفل عبد الفتاح السيسي، كان والده في محله الساعة الواحدة ظهرا، يتابع الصبية في محله، وهو يستمع إلى تسجيل نادر للقارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عبر الراديو، وهو يرتل ما تيسر من سورة آل عمران، قول الله تعالى: “هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيًّا من الصالحين”!.

وكتب أحد المطبلين في مجلة أكتوبر، في محاولة قد تبدو أنها للحصول على شيء من المغانم، أو ربما يقصد الكاتب أن يصيح بأعلى صوته “أنا هنا.. جاهز للخدمة”، فاختصر الطريق الطويل من التطبيل لعلمه أنه جاء متأخرا وقد سبقه أفذاذ المطبلين أمثال مصطفى بكري وأحمد موسى، ومحال أن يستطيع تحطيم أرقامهم القياسية، فترك السطح واتجه للقاع قائلاً: “هل تعلم أن قفشات السيسي وإفيهاته بالمؤتمرات التي تذاع على الهواء ترفع أسهم البورصة وترسل رسائل اطمئنان للمستثمرين الأجانب والعرب ولقطاع السياحة!”.