لهذا السبب.. سيظل السيسي يتوسع في اعتقال المصريين

- ‎فيتقارير

بات معلومًا أن السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هو زعيم الثورة المضادة منذ ٢٠١١ وإلى الآن، وأنه يكره ثورة 25 يناير أشد من كُره اليهود المحتلين للفلسطينيين أصحاب الأرض، ويمقت كل من ينتمي إليها ويؤمن بها، ولذلك ووفقًا لمراقبين ونشطاء ستظل فترة حكمه اعتقالات واسعة للجميع، ولن يبقى خارج السجون إلا من رحم الله من المعارضين الذين باتوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.

واستيقظ المصريون على نبأ اعتقال مليشيات الانقلاب، منذ ساعات قليلة، عائشة خيرت الشاطر، وزوجها المحامي محمد أبو هريرة، من منزلهما بمدينة نصر في محافظة القاهرة، كما اعتقلت أيضا في الوقت ذاته عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا، المحامية هدى عبد المنعم، وأسفرت حملة المداهمات حتى الآن عن اعتقال سمية ناصف، وسحر حتحوت، وراوية الشافعي، وعلياء إسماعيل، ومروة أحمد مدبولي، وإيمان القاضي التي اعتقلت من المطار قبل أيام، بالإضافة إلى بهاء عودة شقيق وزير التموين الأسبق باسم عودة، والمحامي طارق السلكاوي من المنصورة.

ويطرح مراقبون وحقوقيون الأسئلة التالية: ماذا يريد الأمن من ابنة خيرت الشاطر وزوجها؟ ولماذا تم القبض عليهما؟ وهل هناك تهمة موجهة إليهما؟ أم أنه قبض لاستعراض العضلات الأمنية على من تبقى من الإخوان خارج السجون؟.

راجع من عند ميركل!

عاد السفيه السيسي من جولته الخارجية التي ختمها بلقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث برهنت أوروبا مجددا أنها تجيد النفاق ولعبة الوجوه السبعة، فمن جهة تدعم انقلاب السفيه السيسي وتمنحه مباركة القمع والتعذيب والتجسس، وتغض الطرف عن نحو 100 ألف معتقل مصري، ولكنها في نفس الوقت وعلى طريقة ” طخه بس متعوروش” تترك المجال للتظاهر ضده، على أن يقتصر التظاهر على دمية بأذني ميكي ماوس، تحمل وجه السفيه السيسي وبدلة عسكرية.

اعتقالات بالجملة قام ويقوم بها السفيه السّيسي في الأسابيع الأخيرة لم تقتصر على معارضي الانقلاب فحسب؛ بل استهدفت دولة مبارك العميقة وبعضا من قيادات الجيش الميداني الثّاني، يقول الناشط ياسين محمود: “أعتقد أن أمرًا جللًا حصل استدعى ذلك.. إن نجا هذه المرّة فلن ينجو مرّة أخرى.. لن تقدر إسرائيل على حمايته إلى ما لا نهاية.. وراك وراك والزّمن طويل.. نهايتك قريبة يا سيسي”.

ومن سخرية الأحداث أن السفيه السيسي افتتح تسلم حكومة الانقلاب لرئاسة “الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان” بشنه حملة اعتقالات طالت نساء ومحامين وحقوقيين، يقول الناشط الحقوقي نزار سمير: “العسكر لا يفهمون إلا لغة القمع والقتل والتعذيب، فقد شهدت مصر على مدار خمسة أعوام اعتقالات غير مسبوقة لمعارضي السيسي، واكتظت السجون بالمعتقلين من كافة الانتماءات السياسية، بما يزيد على 80 ألف معتقل”.

الاعتقالات طالت حتى قُراء القرآن الذين لا شأن لهم بالسياسة، وهو ما حدث باعتقال سلطات الانقلاب الداعية محمد جبريل، الإمام السابق لمسجد عمرو بن العاص، وإطلاق سراحه بعد احتجازه لمدة 18 ساعة كاملة في مطار القاهرة، عقب عودته من بريطانيا، ذلك بعدما نفت سلطات الانقلاب في وقت سابق اعتقاله أو وصوله أصلاً إلى مطار القاهرة، علما أن هاتف جبريل ظل مفتوحا من دون أن يرد على الاتصالات منذ توقيفه.

يا زين ما اخترت!

وتسلمت حكومة الانقلاب بشكل رسمي رئاسة الشبكة العربية للمؤسسات لحقوق الإنسان، برئاسة محمد فائق، رئيس ما يسمى بـ”المجلس القومي لحقوق الإنسان”، وأعربت فافا مرزوق، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان سابقا، خلال التسليم، عن فخرها لتسليم مصر رئاسة الشبكة، لا سيما أن «مصر من الدول العربية العظمى في مجال حقوق الإنسان»، حسبما زعمت.

ويقول الناشط الحقوقي محمود الشرقاوي: “يعني قادة الانقلاب المجرمين بيعتقلوا المدافعين عن حقوق الإنسان.. المحامية الأستاذة هدي عبد المنعم البالغة من العمر 60 عاما وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد ثورة يناير!، وكذلك الرجل المهذّب المحترم الهادئ المحامي محمد أبو هريرة، المدافع عن المظلومين وحقوق الإنسان، وزوجته الفاضلة عائشة خيرت الشاطر ابنة المهندس خيرت الشاطر؟”.

وتساءل الشرقاوي بالقول:” أليس هذا إجراما؟! نعم أليس هذا مظهرا لضعف الانقلاب وهشاشته أمام المدافعين عن حقوق الإنسان؟! نعم والله أنتم مجرمون أنتم خائفون أنتم ضعفاء.. ومكر الله أكبر من مكركم”.

قامعو الإعلام

مسلسل الاعتقالات والقمع الذي يقوم به السفيه السيسي جعل أقرب الأقربين منه يتندر عليه، وهو ما أكدته صحيفة “هآرتس” الصهيونية، التي تحدثت عن قمع الحريات واعتقال الأكاديميين والباحثين والصحفيين، وقالت إن السفيه سجن مؤخرًا أكاديميًّا أثبت أن مصر ليست فقيرة، وهو ما يناقض حديثه المستمر أن مصر بلد فقير.

الصحيفة الصهيونية التي يرتبط السفيه السيسي مع أصحابها بشراكة وحلف مقدس، لم يمنعها كون السفيه خادما لليهود من نشر تقرير أعده محللها للشئون العربية، تسفي برئيل، إلى أن “الصحافة هي المهنة الحرة الأكثر خطرا، ويدل على ذلك عشرات الصحفيين الذين قتلوا، ومنهم الصحفي السعودي جمال خاشقجي”، مؤكدا أن “مصر هي عضو محترم في نادي قامعي وسائل الإعلام”.

وأطلقت منظمة العفو الدولية، في 20 أكتوبر الشهر الماضي، حملة للمطالبة بالإفراج عن الناشطين والمعتقلين السياسيين في مصر، والمشاركة في عريضة موجهة إلى السفيه السيسي لإطلاق سراحهم، وإنهاء حملة القمع لحرية التعبير، متهمة سلطات الانقلاب بسجن العديد من الفنانين، والناشطين، والصحفيين، وعشاق كرة القدم، لمجرد نشر آرائهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ووصفت المنظمة، حملة الاعتقالات في مصر بأنها “أسوأ حملة قمع ضد حرية التعبير في العقود الأخيرة”.