في مصر “بلحة” نبي وفي أمريكا مجرد موظف.. مقارنة بين ترامب والسيسي!

- ‎فيأخبار

توقفت صناعة الديكتاتور في العالم المتقدم برسوخ الديمقراطية فيه، واحترامها من الجميع، وتبقى صناعة الديكتاتور في الدول التي يرفض العالم المتقدم أن تتمتع هي الأخرى بالديمقراطية. واقتحم عناصر من جهاز “إف بي آي” الأمريكي، مكتب المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، واستولت على وثائق تخص ترامب متعلقة بعلاقته الجنسية براقصة إباحية، فيما تملّك ترامب الغضب وأخذ يصرح بأن هذا ظلم، وعلق مراقبون على الحادثة بالقول “عندما يكون الرئيس مجرد موظف”.

وعندما يُطرح سؤال عن أسباب عودة الاستبداد بعد موجة الربيع العربي، تكاد تنحصر الصورة الذهنية عن الاستبداد في شخص الديكتاتور الفرد، الذي يبدو في رأس الهرم يُحكِم السيطرة على نظام متماسك يصعب انهياره أو تفكيكه، وأوضح مثال على ذلك السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتذهب كثير من تلك الإجابات إلى أنه بسقوط الديكتاتور المستبد تسقط هذه المنظومة فجأة بسقوط رأسها.

بيد أنه في الخمس سنوات الماضية، ظهر أن عصابة الانقلاب العسكري سرعان ما أعادت تركيب نفسها وإخراج رؤوس جديدة لها بنفس الخطاب الذي كان قبل الربيع العربي وإن تغيرت بعض مفرداته، فخطاب “أنا أو الفوضى” الذي أطلقه المخلوع مبارك هو نفسه خطاب السفيه السيسي، الذي برر قتل الأبرياء في الشوارع بدعوى “مواجهة العنف المحتمل ومحاربة الارهاب”، ففي كلا الحالتين فإن المستبد يعتمد على العنف والمذابح كي يحمي سلطته ويوطد أركان نظامه.

في مصر قامت عصابة الانقلاب العسكري بتحويل السفيه السيسي إلى “نبي”، كما صرح بذلك أحد أساتذة جامعة الأزهر الذين يحملون شهادة الدكتوراه، واستعانت العصابة بالمطبلاتية وهم خليط من السياسيين والصحفيين والإعلاميين، والبعض من بقايا نظام سابق من قيادات نقابتي العمال والفلاحين، نجحوا بالتزوير وكانوا وثيقى الصلة بنظام سابق، واشتركوا وتربحوا من فساده.

“نبي مرسل” تارة و”صحابي جليل” تارة أخرى، وعلامات تشير إلى ورود اسمه فى القرآن الكريم، والتوراة، وفتاوى تحرم الإساءة إليه باعتباره شبيهًا بالرسول، هكذا يظهر سفيههم السيسي فى ثوب نبي الله موسى عليه السلام، ويسير على خطى خالد بن الوليد، ويحظى بتأييد الرسول محمد، وتزول إسرائيل على يديه.

وصف سعد الدين الهلالي, فى حفل لتكريم أسر قتلى الشرطة، السفيه السيسى بنبي من أنبياء الله، حيث صرح أمام الجميع بأن السفيهين السيسى ومحمد إبراهيم رسولان من عند الله مثل موسى وهارون، وقال الهلالي: “السيسى ووزير الداخلية هما رسولان من عند الله تعالى بعثهما لإنقاذ البلاد من أيدي الإخوان”.

وسرعان ما انتقلت عدوى التطبيل بين دعاة الدين، وانتشر فيديو لأحد شيوخ الأزهر يصف فيه السفيه السيسى بـ”رسول الله إلى مصر”، قائلاً: “أحبوا السيسى ابن الحسين الذي أرسله الله لمصر فاتحًا”، وأضاف خلال مقطع فيديو تداوله نشطاء قائلاً: “السيسى حبه واجب وكرهه حرام”.

ولا نستطيع أن نغفل تصريحات مفتى الجمهورية السابق علي جمعة، الذي عقب على حكم السفيه السيسى قائلاً: “الرسول يؤيد السيسى”، ووجه جمعة رسالته للسفيه السيسى قائلاً: “اضرب فى المليان واعلم أن الله معك والرسول معك”.

والفاجعة الكبرى التى صدمت الكثير عندما تحدث “أحمد كريمة” عن السفيه السيسى وعصابته، ووصف من يخطئ فى حقهم بأنه يخطئ فى رسول الله محمد، مانحًا إياهم صفات نبوية وصفات “الذات الإلهية” المعصومة والمحصنة من الخطأ، وأضاف كريمة فى مقطع فيديو تداوله نشطاء، قائلاً: “السيسى هو الفارس ويذكرني بالصحابي الجليل خالد بن الوليد دون مجاملة منى له”.