صحافة: إحالة أوراق 75 للمفتي وإطلاق نظام التعليم الجديد وبريطانيا تحذر من القمع في مصر

- ‎فيجولة الصحافة

رغم أن قرار إحالة أوراق 75 من القيادات والرموز السياسية إلى المفتي في قضية ما تسمى بفض اعتصام رابعة؛ يعد أمرا يتوجب تناوله وإبرازه وفرد مساحات واسعة له، إلا أن قرار ما تسمى بجنايات القاهرة لم يحظ بالاهتمام الواسع في صحف العسكر الصادرة اليوم الاثنين 29 يوليو 2018م، بناء على توجيهات الرقيب العسكري، فالموضوع تناولته جميع الصحف كأولوية ثالثة أو خامسة، واستخدمت الأهرام في عنوان تقريرها عبارة “إرهابيا” في وصف المعتقلين الأبرياء المحكوم عليهم.

بينما استخدمت الشروق عبارة “متهما” والوطن استخدمت “إخوانيا”، واليوم السابع فضلت عبارة “من قيادات الإخوان”. وأكد الصحف أن المحكمة حددت جلسة 8 سبتمير المقبل للنطق بالحكم. والأسماء التي أشير إليها في تناول الصحف هي (الدكتور عصام العريان والدكتور محمد البلتاجي والدكتور طارق الزمر ، الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية والقيادي بالجماعة الإسلامية، والدكتور صفوت حجازي والدكتور وجدي غنيم والدكتور أسامة ياسين، والدكتور عبدالرحمن البر والشيخ عاصم عبدالماجد)، وأشار عنوان تقرير صحيفة الوطن إلى استعاد فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع وأسامة نجل الرئيس محمد مرسي من القرار.

إدانة دولية

من جانبها نشرت صحيفة “العربي الجديد” تقريرا بعنوان (“العفو الدولية” تدين حكم إعدام 75 مصرياً: يفتقر للعدالة) حيث نشرت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” تغريدة على حسابها على تويتر تصف فيه قرار محكمة جنايات القاهرة اليوم ، بإحالة أوراق 75 معارضاً لنظام عبد الفتاح السيسي إلى المفتي، لاستطلاع رأيه في إعدامهم، بأنه يفتقر إلى أدنى ضمانات العدالة.وصدر الحكم برئاسة المستشار المشبوه حسن فريد بعضوية المستشارين المشبوهين فتحى الروينى وخالد حماد، وسكرتارية أيمن القاضى ووليد رشاد. وتضم القضية 739 شخصا، فى مقدمتهم د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان.

الموقف القانوني

وحول الموقف القانوني ، يؤكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي المعتقلين أن ما صدر عن المحكمة “قرار” وليس “حكم نهائيا”، هو قرار إحالة لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي بإعدام المتهمين”، مشيرًا إلى أن “المحكمة ستصدر حكمها في القضية يوم 8 سبتمبر القادم بعد أن يصدر المفتي رأيه”.

ويضيف أن المحكمة إذا أصدرت حكمها في جلسة 8 سبتمبر بإعدام المتهمين، فإنه لن يكون أمامهم سوى التقدم بطعن على الحكم أمام محكمة النقض، وذلك في غضون 60 يومًا من إصدار الحكم، كما نص الدستور والقانون”. مشيرا إلى أن المحكمة ستكون ملزمة أيضًا بإيداع حيثيات الحكم خلال شهر، من أجل الإطلاع عليه، لافتًا إلى أن “عدد المتهمين المحال أوراقهم إلى المفتي للنظر في إعدامهم، لن يزيد وإنما من الوارد أن يقل”. وأبدى عبدالمقصود استنكاره للقرار لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع قرار الإحالة لكل هذا العدد،”وبناءً عليه لا يمكن التكهن بالحكم المتوقع صدوره، وليس أمامنا إلا أن نسلك الطرق القانونية المعروفة بعد نطق المحكمة بالحكم في جلسة 8 سبتمبر المقبلة”.

وتابع: “خلال جلسة النطق المرتقبة، يجب على القاضي النداء على كل متهم باسمه، ولا يجوز إصدار الحكم جملة”. وبحسب محمد الدماطي محامي المعتقلين فإن القرار صدر بحق 44 حضوريًا و31 غيابيًا، كل منهم له إجراءات لابد أن يتبعها عقب إصدار الحكم”، مستدركًا: “الحضوري سيكون عليه التقدم بطعن أمام محكمة النقض، بينما الغيابي، سيكون عليه التقدم بطلب لإعادة محاكمته؛ لأنه لم يمثلوا أمام المحكمة، ولم يناقشوا الشهود”.

والبرادعي يدعو إلى مصالحة شاملة

من جانبها نشرت المصريون تقريرا بعنوان («البرادعي» يدعو لـ« لم الشمل والتصالح»(حيث دعا الدكتور محمد البرادعي، إلى ضرورة لم الشمل والتسامح من خلال المصالحة، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل الوحيد لمستقبل واعد ومجتمع في سلام مع نفسه.

وكتب«البردعي» في تدوينة له عبر موقع التغريدات القصيرة «تويتر» :« أزداد يقينًا كل يوم أن لم الشمل والتسامح وليس الإنتقام وشيطنة الآخر هما السبيل الوحيد لمستقبل واعد ومجتمع فى سلام مع نفسه»وكان البرادعي، قد دعا من قبل إلى ضرورة المصالحة ونبذ الخلاف وعدم شيطنة الآخر، كما طرح أراء عديدة للمطالبة بتوحيد أراء العرب تجاه قضاياهم والاهتمام بالإنسان العربي ووقف المجازر التي تشهدها الدول العربية.

وكتب في تغريدة سابقة :« لدينا في العالم العربي كارثة إنسانية بشعة واستقطاب مدمر فيما بيننا وكذلك مع جيراننا، الكل يعلم أن الصراعات متشابكة، وأن الاقتتال سيفاقم المأساة وأن لا حل سوى بالحوار، هل فكرنا أن نجلس جميعا معاً وأيضا مع تركيا وإيران ونطرح كافة الخلافات؟ دون ذلك هل لدينا رؤية تبعدنا عن حافة الهاوية؟”.

مؤتمر الشباب وإطلاق نظام التعليم الجديد

التوجه الأبرز في صحف الأحد هو التركيز على فعاليات مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة، حيث تناولت الصحف ما يسمى بإصلاح التعليم تماما على غرار ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي الذي لم نشاهد منه سوى الغلاء الفاحش وزيادة رهيبة في الديون والضرائب. وتناولت الصحف المعاني الآتية من تصريحات السيسي: (إصلاح التعليم رحلة طويلة وقاسية يجب تحمل ثمنها/بناء الإنسان المصرى عملية مجتمعية وليست حكومية/التعليم والصحة فى صدارة أولويات الدولة خلال الفترة المقبلة/تطوير التعليم والصحة فى صدارة أولويات استراتيجية بناء الإنسان المصرى/شبكة ألياف ضوئية بالمدارس.. والتابلت بالمجان لجميع التلاميذ/إصلاح الخطاب الدينى مهم وضرورى.. والسلام هو الأصل/”اللى أتعمل.. واللى هيتعمل.. هقابل بيه ربنا وأرجو أن يقبله منى”/القوات المسلحة متواجدة دائما فى الموقع الذى يريده ويطلبه منها الشعب/لو عاوزين تعليم حقيقى وتغيير فى البلد هناك ثمن/عتاب رئاسي:لما آجى أخرج بكم من أزمة العوز والفقر يعملوا هاشتاج ارحل يا سيسى؟/لماذا نرفض تجديد الخطاب الدينى.. ونقبل سلوكيات لا تليق فى السينما؟).

ورغم كتابات ومقالات رؤساء تحرير الصحف الحكومية عن أهمية وجدو ى هذه المؤتمرات إلا أنها لا تعدو سوى (مكلمة) واعتبرها عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق، بديلا حاليا عن غياب الأحزاب والقوى المدنية، وهو بذلك يشير إلى موات السياسة ودخولها في غرفة الإنعاش، وبسبب هذا المؤتمر تحولت الجيزة إلى “مدينة أشباح” في ظل انتشار أمني مكثف ومنع أي سيارات أو مواطنين من السير بالقرب من الجامعة!

وكان من أبرز ما جاء في مؤتمر أمس انزعاج السيسي من هاشتاج #ارحل_ياسيسي قائلا: (أزعل ولا ما ازعلش؟ في دي أزعل)، وكانت اللجان الإلكترونية التابعة لمؤسسة رئاسة الانقلاب، بالإضافة إلى الأذرع الإعلامية المشرف على عملها مدير الاستخابرات العامة، اللواء عباس كامل، قد حاولت مواجهة هاشتاغ “ارحل ياسيسي” بوسم مضاد تحت عنوان “بنحبك ياسيسي”، إلا أنه فشل بشكل كبير، بعدما ظل الوسم الأول متصدراً الترند العالمي فترة طويلة. الأمر الثاني أن السيسي لم ينف تدخل الجيش في أزمة الانقلاب لكنه استدرك سريعا بالقول “لكن الشعب قال: لا”. والأمر الثالث هو توظيف الدين في خطابه، والذي لم يتوقف أبدا، وزاد قائلاً: “اللي اتعمل في مصر، واللي هايتعمل، أنا مسؤول عنه أمام الله.. وسواء رضيتم به أم لا.. أنا هاقابل به ربنا، وأرجو إنه يقبله مني”، متابعاً “يجب أن يكون فهمي للنصوص أحياناً يتوافق مع الواقع الجديد اللي إحنا فيه.. إحنا عملنا عزل لأنفسنا، وبقى الراجل المتدين شكل، والراجل العادي شكل ثاني.. في حين إن المفروض لا فرق بينهما أبداً.. بالعكس كل ما هايكون فهمه الديني مناسب، هايكون سلوكياته وممارساته مع نفسه ومجتمعه مناسبة وجيدة”.

في سياق مؤتمر الشباب أيضا، نشر موقع مصر العربية تقريرا بعنوان (رسميًا| إطلاق نظام التعليم الجديد.. والسيسي: ادعموه ولا ترفضوه)، حيث أعلن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، مساء السبت، إطلاق نظام التعليم الجديد في مصر، فيما طالب السيسي، المصريين، بدعم تجربة الدولة لإصلاح التعليم. جاء ذلك خلال جلسة “استراتيجية تطوير التعليم” التي انعقدت مساء السبت ولم تشر إليها الصحف خوفا من تأخر الطباعة والتوزيع. وربما تم تناولها في طبعات لاحقة، ومن المقرر أن يبدأ نظام التعليم الجديد في سبتمبر 2018، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي.وتجري وزارة التربية والتعليم تعديلًا على نظام الثانوية العامة، من أبرز ملامحه إلغاء الامتحان القومي الموحد، واستبداله بـ12 امتحانًا خلال المرحلة.طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، المصريين، بدعم تجربة الدولة لإصلاح التعليم، بدلًا من الممانعة والرفض قائلًا: “يعني ولادنا اللي بيطلعوا دلوقتي متعلمين؟”.

تطورات سيناء

من التوجهات البارزة في صحف الأحد كذلك، الاهتمام الواسع بسيناء، وهو موضوع موحد بأفكار ومضامين واحدة تم توزيعه على الصحف لتناوله كل بطريقته الخاصة لكن المحتوى يبقى واحدا، وأبرزته الأخبار في مانشيت قالت فيه (“الأخبار” تعيشعودةالحيةالطبيعيةلأهالي سيناء نهضة تنموية كبيرة بتكلفة 7 ملياراتجنيه)، بينما ركز ت الأهرام على زاوية أخرى (“الأهرام” فى قلب سيناء “1”.. القوت المسلحة تراعى المعايير الدولية للحفاظ على المدنيين فى عملياتها العسكرية.. المنطقة العازلة برفح لحماية المواطنين والقضاء على الأنفاق والدعم اللوجستى للإرهابيين)، ومعالجة الشروق سلطت الضو ء على بعد مختلف حيث كتبت (مشايخ سيناء: مستمرون فى التعاون مع القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب.. شيخ السماعنة: الدولة بدأت خطوات فعلية للتنمية.. ورئيس قرية: القوات المسلحة لم تغفل الجانب الإنسانى فى حربها على الإرهاب)، وزعمت الوطن (عودة الحياة إلى شمال سيناء.. إنشاءات جديدة وخدمات لطلاب جامعة العريش و”حرحور”: تعويضات لمن أخلوا منازلهم)، ولخصت اليوم السابع الهدف من كل هذه التقرير (“اليوم السابع” فى العريش وبئر العبد.. (الحياة تعود لطبيعتها)!!

فما الهدف من هذه الحملة؟ أولا: التأكيد على أن التنمية في سيناء بدأت بالفعل بتكلفة 7مليارات جنيه. ثانيا، الزعم بأن الحياة تعود إلى طبيعتها ولا وجود لمظاهر الحرب والإرهاب . ثالثا، تبرئة الجيش من التهم التي تلاحقه بانتهاك حقوق الإنسان. رابعا التأكيد على تعاون الأهالي مع الجيش ردا على ما يتردد بأن الجيش بانتهاكاته خلق عداوات أبدية مع أهالي سيناء وليس المسلحين فقط.

ويبقى السؤال أيضا: ولماذا التأكيد على هذه المعاني والمضامين؟ من الواضح أن لذلك علاقة وثيقة بما يتعيين على السيسي القيام به في سيناء من أجل إتمام صفقة القرن، فالتوجهات الأمريكية الصهيونية تريد تهدئة في غزة مقابل صفقة اقتصادية سيكون لشمال سيناء فيها نصيب فيكف يتم ذلك في ظل حرب العصابات المتواصلة والعمليات المسلحة بين يوم وآخر؟ لذلك تستهدف هذه الحملة طمأنة رعاة صفقة القرن أن النظام المصري يقوم بما يتعين عليه وحريص على إتمام الصفقة كحرص من أطلقلوها حتى لو كانت ستفضي إلى منح القدس عاصمة أبدية للصهاينة وربما تفضي إلى اقتطاع أجزاء من سيناء في مقابل دعم مالي يعزز موقف السيسي المالي والاقتصادي سواء بمشروعات اقتصادية أو بمنح ودعم مباشر.

بريطانيا تحذر رعاياها من مصر

نشرت صحيفة العربي الجديد تقريرا بعنوان (بريطانيا تحذر رعاياها المسافرين لمصر: السجن جزاء لانتقاد السيسي( كما كتب جمال سلطان مقالا بعنوان (بريطانيا إذ تحذر من مناخ الخوف في مصر) حيث أصدرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا رسميا أمس ، موجها إلى مواطنيها الراغبين في زيارة مصر للسياحة أو لأي غرض آخر ، البيان عبارة عن تحذير مفصل يرسم أجواء من الخوف تهيمن على مصر ، وبالتالي يحذر البيان من أن يتصور المواطن البريطاني أنه من حقه التعبير عن الرأي في مصر مثل بلاده أو أي بلد آخر ينعم بالحرية والديمقراطية ، ويقول التحذير الخطير محذرا المواطن البريطاني المسافر إلى مصر : (إن انتقاد الأوضاع الداخلية أو الحكومة المصرية أثناء إقامتك في البلاد قد يودي بك الي السجن) ، البيان البريطاني نبه المواطنين البريطانيين أن مجرد نشرهم أي تعليقات أو آراء تتحدث عن سياسة مصر في اي مجال أو التعليق على أداء عبد الفتاح السيسي أو الأجهزة الأمنية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة مع السلطات هنا ، وأضاف البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للوزارة محذرا من استخدام حرية التعبير حتى في وسائل التواصل الاجتماعي ـ مثل تويتر أو فيس بوك ـ لأن ذلك ـ حسب نص البيان ـ يمكن أن يؤدي بك إلى السجن.

فالبيان أولا يعكس فهم بريطاني دقيق للأوضاع المخيفة في مصر كما يعكس التصورات شديدة السلبية عن الأوضاع في مصر خلال حكم الجنرال السيسي وانتشار مناخات الرعب والخوف التي تملأ الأرجاء. ثانيا، بيان الخارجية البريطانية شديد الإهانة لنظام العسكر بل مهين للبلد كلها بحكومتها وشعبها وقضائها المسيسي وشرطتها القمعية وجيشها المتسلط؛ وفرج الله كرب الشيخ حازم “سنصبح أضحوكة الدنيا”.

فالبيان يؤكد أن القمع في مصر بات منظومة متكاملة تشارك فيها الشرطة والجيش والنيابة والقضاء وحتى الإعلام. ثالثا، البيان يعطي الانطباع عن أن أجواء التحريض على البطش متفشية في المجتمع ، وهناك متطوعون لتهييج السلطات عليك ، إذا كانت السلطات في غفلة أو مشغولة ! ، وهؤلاء محامون وإعلاميون ونشطاء ، يتقربون إلى السلطان بدمك أو حريتك. رابعا، الملاحظ أن الخارجية البريطانية وجهت هذه التحذيرات الخطيرة لمواطنيها المسافرين إلى مصر ، رغم أن الخارجية البريطانية لم تنتقد تلك الممارسات أصلا في مصر ، ولا صدر أي بيان يندد بها أو يدينها ، أي أن الحكومة البريطانية تتعامل مع “المصريين” باعتبارهم “كائنات” أقل من أن يستحقوا حياة آدمية أو أن تكون لهم حقوق وحريات وضمانات مثل البريطانيين ، أو أن بريطانيا ترى أن تدع السلطات المصرية تفعل ما تشاء مع مواطنيها ، شعبها وهي حرة فيه !، لكن المهم أن نحمي مواطنينا البريطانيين ، وأن نوضح لهم كيف يتقون تلك المناخات المروعة التي تخيم على الحياة السياسية في مصر .