نتائج الثانوية تفضح لجان الغش الجماعي.. وبي بي سي: التعليم في مصر فاشل

- ‎فيتقارير

يعزو بعض الخبراء والمحللين أسباب ارتفاع مستويات التنسيق الجامعي في المرحلة الأولى إلى تفشي ظاهرة الغش وتطابق عشرات الإجابات بعدد من اللجان التي شهدت مستويات واسعة من الغش الجماعي لأبناء كبار المسئولين في نظام الحكم العسكري.

وشهدت لجان الثانوية العامة هذه السنة مستويات  عالية من الغش الجماعي فضحتها نتائج عدد من اللجان التي جاءت متطابقة في إجاباتها إلى حد بعيد.

وقد كان النظام يعلم أن بعض اللجان يجري بداخلها غش جماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل جروبات الواتس أب والديسكورد والفيسبوك، ومع ذلك سمحوا لهم بالغش بدون رادع، وكأن النظام حريص كل الحرص على قتل الطالب المتفوق المجتهد لحساب الغشاشين والوصوليين.

#المستقبل_للغشاشين

وتكشف نتائج إدارة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية عن تفشي ظاهرة الغش وتطابق الإجابات حيث حصل معظم الطلاب على درجات عالية ما بين “406 إلى 409″؛ ما يعني دخولهم كليات القمة بصورة مريحة.

وفي محاولة للزعم بأن النظام يواجه الغش، قللت وزارة التعليم بحكومة الانقلاب من الظاهرة وزعمت أن مستويات الغش تراجعت بشدة إلى 3 في الألف، وحاولت تصدير صورة للحزم المزيف بحرمان 390 طالبا في مدرسة المقدم محمد لطفي العشري التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ بعد صبط لجان التصحيح وجود تطابق في إجابات الطلاب.

وتعرف هذه اللجنة بأنها لجنة الغش الخشن؛ حيث اشتهرت خلال السنوات الماضية بالعنف والفوضى وضرب المراقبين من أجل السماح بالغش، وهو ما قوبل هذا العام بقرارات تستهدف تصدير صورة الحزم والحسم.

لكن بالنظر إلى الصورة من منظور شامل نجد أن لجان الغش الناعم كما حدث في لجان السنبلاوين  مرت بهدوء تام وحصل الغشاشون على مرادهم بالالتحاق بكليات القمة على حساب المجتهدين.

تعليم فاشل

ونشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تقريرا عن المآسي الكبيرة التي تواجهها المتظومة التعليمية والطلاب في مصر، سواء ما يتعلق بأزمات التعليم أو الامتحانات وفضائحها ومن ثم التنسيق.

التقرير ينقل عن  إحدى الأمهات حصول ابنتها على 96.4 في المائة ومع ذلك لن تتمكن من الالتحاق بالكلية التي نحلم بها!”،  وتضيف الأم أنها تقدمت بطلب تظلّم باسم ابنتها التي لن يسعفها مجموعها في الالتحاق بالمرحلة الأولى من تنسيق الجامعات والتي تضم الكليات التي عاشت الأسرة بكاملها في حالة طوارئ لعام كامل على أمل الالتحاق بإحداها، وعلى رأسها كليات الطب.

وأعلنت وزارة التعليم في حكومة الانقلاب الحد الأدنى للمرحلة الأولى من التنسيق عند 97.07 في المئة لشعبة علمي علوم.

وأشارت بي بي سي إلى أنه في مصر يُطلق على كليات الطب بأنواعها المختلفة اسم “كليات القمة”، ويتطلع إليها أولياء الأمور؛ لأنها غالبا ما تضمن وظيفة فور التخرج وحياة كريمة مقارنة بغيرها من الوظائف.

وقبل شهرين نشرت مؤسسة برايس ووتر هاوس العالمية تقريرًا سلطت فيه الضوء على الانهيار الذي يعاني منه التعليم في مصر الواقعة تحت حكم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن استراتيجية التعليم 2030 التي أعلن عنها نظام الانقلاب تؤكد أن التعليم أصبح عاجزا عن تقديم مستويات تلبي احتياجات سوق العمل فى البلاد والرد على النظم الاجتماعية والسياسية المتغيرة.

معدلات مخيفة

وقال التقرير إنه خلال السنوات العشر الماضية، ارتفع معدل الالتحاق بنظام التعليم في مصر حتى الصف الثاني عشر بنسبة %32 مع معدل نمو سنوي مركب بلغ %2.8، وباستثناء التعليم الديني في نظام الأزهر والتعليم الثانوي الفني، هناك 19.4 مليون طالب مسجل فى نظام التعليم العام في مصر.

وعن الأنظمة الجديدة التي يسعى العسكر لتطبيقها، قالت “بي بي سي” إن طلبة الصف الأول الثانوي في مصر اشتكوا من فشل نظام الامتحان على الحواسيب اللوحية، الذي دخل حيز التنفيذ خلال الامتحانات الأخيرة، للمرة الأولى في البلاد.

وأضافت “بي بي سي” أنه منذ أول يوم، سجّلت العديد من المدارس تعطلًا مستمرًا للأجهزة، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء وتوقف شبكة الإنترنت؛ ما تسبب في زيادة القلق والتوتر لدى الطلبة الممتحنين، مشيرة إلى أن النظام أقره وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب طارق شوقي، العام الماضي، كوسيلة لمكافحة ظاهرة تسريب الامتحانات التي انتشرت مؤخرًا، إلا أنه فشل تمامًا.

وقالت “بي بي سي”، إن نظام الامتحان بنظام الحواسيب اللوحية “التابلت” تسبّب في قلق بالغ للطلبة في مصر، وخاصة مع تعثر امتحانات الصف الأول الثانوي، بسبب تعطل الأجهزة باستمرار.