شاهد| مجزرة الهدم بالقدس.. تعزيز الاستيطان بغطاء أمريكي

- ‎فيتقارير

نحو توحيد شطري القدس تحث دولة الاحتلال الصهيوني خطاها لتكريس المسار الاستيطاني وتغيير ديمغرافية المدينة المقدسة فإلى الجنوب من المسجد الأقصى ينازع الفلسطينيون ببلدة صور باهر مجزرة هدم هي الأوسع في مسلسل إجرام الاحتلال وتنكره حتى للاتفاقات التي وقعها مع السلطة الفلسطينية عبر مسار أوسلو.

فهناك في بلدة صور باهر وعلى مقربة من السياج الفاصل مع الضفة الغربية المحتلة امتدت معاول تمزيق حل الدولتين استنادا إلى الدعم الأمريكي غير المشروط لسلطة الاحتلال الصهيوني وهناك في نيويورك تجري محاولة بائسة من مندوب دولة الكويت لدى مجلس الأمن الدولي لإدانة حملة الهدم إذ يدرك الجميع أن لا حظوظ لهذا القرار أمام الفيتو الأمريكي .

تلك حقيقة الازدهار التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية في مشروعها المعروف بصفقة القرن حسبما يقول أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وتلك قضية العرب الذين تنكروا لكل حقوقهم فيها فكانت زيارة وفود التطبيع تطوف المدينة المقدسة بالتزامن مع هذه المجزرة .

وفي السياق أدانت دول عربية وأوروبية ومنظمات أممية ودولية جريمة هدم منازل الفلسطينيين في حي وادي الحمص في بلدة صور باهر المقدسية .

وطالب الاتحاد الأوروبي تل أبيب بالتوقف فورا عن عمليات الهدم غير القانونية لمنازل الفلسطينيين قرب القدس الشرقية وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد ينتظر من السلطات الإسرائيلية أن توقف فورا عمليات الهدم الجارية باعتبار أن المباني واقعة في المناطق المصنفة أ و ب من الضفة الغربية المحتلة والتي جعلتها اتفاقات أوسلو ضمن اختصاص السلطة الفلسطينية .

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة جريمة الاحتلال الصهيوني مؤكدة أنها تمثل تصعيدا خطيرا في محاولاته لتغيير طابع مدينة القدس وتركيبتها الديمغرافية.

وزعت دولة الكويت مشروع بيان على أعضاء مجلس الأمن الدولي يدين هدم منازل الفلسطينيين وإن كان مندوبها قد اعترف في الوقت نفسه بأن فرص تمرير مشروع هذا القرار تبقى ضعيفة للغاية في إشارة بالطبع للرفض الأمريكي عبر تفعيل حق النقض بوجه مجلس الأمن

قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” قصة صراع المدينة المقدسة ومساعي تكريس الاحتلال عليها، ومجزرة الهدم تعزيز الاستيطان بغطاء أمريكي، وهل تترجم السلطة الفلسطينية قرار إلغاء الاتفاقات على أرض الواقع؟.

وقال عدنان غيث، محافظ مدينة القدس المحتلة، إن جريمة الهدم الجديدة تأتي ضمن الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين لإرغامهم على ترك أرضهم، مضيفا أن المسلسل الإجرامي منذ احتلال القدس عام 1967 لم ينتهي وحكومة الاحتلال مازالت حتى الآن تترجم مخططات وتشن هجمات أخطبوطية على كل ما يتحرك في القدس المحتلة في سياق التهجير القسري والتطهير العرقي والاقتلاع وإحلال المستوطنين محل الفلسطينيين.

وأضاف غيث أن سلطات الانقلاب تشن سلسلة من الهجمات التنكيلية تستهدف كل ما هو عربي إسلامي على أرض القدس المحتلة وهناك محاولات مستمرة وعبثية تهويد المدينة واستهداف الحجر والبشر والشجر فيها.

وأوضح أن قرارات الهدم الصادرة من المحاكم الإسرائيلية بدعوى أن المنازل قريبة من جدار الفصل العنصري، كما أنها لم تحصل على تراخيص بسبب امتناع سلطات الاحتلال عن منح التراخيص للمقدسيين في محاولة منهم لزيادة نسبة اليهود على حساب العرب في المدينة المحتلة، مضيفا أن سلطات الاحتلال تمارس جريمة التهجير القسري للفلسطينيين وتطهير عرقي.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تضرب بالمواثيق والاتفاقيات الدولية عرض الحائط وتعتبر نفسها فوق القانون، مضيفا أنه في مجزرة وادي الحمص كان هناك حراكا دبلوماسيا كبيرا قام به السكان والقيادة الفلسطينية بالتزامن مع المسار القانوني في المحاكم الإسرائيلية مضيفا أن القضاء الإسرائيلي لحكومة الاحتلال دائما كان منحازا وداعما لحكومة الاحتلال التي تمارس الإرهاب المنظم على شعب أعزل.

ولفت إلى أن المجزرة تأتي نتيجة التغيير في المسار السياسي للولايات المتحدة عقب تولي دونالد ترمب والذي يقدم هدايا مجانية للاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني منها الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية للقدس وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف المساعدات لمنظمة الأونروا.

ونوه إلى أن الإجراءات التي تحدث عنها صائب عريقات تتعلق بحماية حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة طالما أن الاحتلال ماض في سياسته الإجرامية وتنصله من كافة الاتفاقيات والتفاهمات وسياسة التهجير القسري التطهير العرقي بحق الفلسطينيين وسلب الأراضي وبناء المستوطنات والتنصل من ما يسمى حل الدولتين فإن الفلسطينيين منفتحون على كافة الخيارات التي تحمى الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن اجتماع القيادة الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير اللجنة التنفيذية اتخذ سلسلة من القرارات أولها حماية السكان وحماية شعبنا وإعادة ما تم هدمه وتعويض السكان والوقوف بجانبهم وإقامة دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال والولايات المتحدة الداعمة له.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن مسؤوليته التاريخية في حماية المدينة المقدسة، مضيفا أن الاحتلال يضرب بكل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط وكل ممارساته منذ 70 عاما تهدف إلى طرد الشعب الفلسطيني عن أرضه لكن الشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة النكبة والنكسة ولن يستطيع الاحتلال أن يحجب الحقيقة أن هذه الأرض عربية إسلامية وأن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه وسوف يستميت في حمايتها.