تعزيزات عسكرية أمريكية للسعودية.. مواجهة تهديدات إيران أم حماية لـ”المنشار”؟

- ‎فيعربي ودولي

ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، الليلة، عزمها نشر ثلاثة آلاف جندي أمريكي إضافي في السعودية، تشمل مجموعات للدفاع الجوي ومجموعات قتالية، وسربين من الطائرات المقاتلة وبطاريتين من طراز (باتريوت)، فضلا عن وحدة من منظومة (ثاد) الدفاعية، هو أحد أمرين إما هو استعداد لحماية مدفوعة – لا جدال على الفاتورة- لاتفاق إطاري يجمع بين الرياض وطهران سرب تفاصيله رسالة نقلها الرئيس الباكستاني من محمد بن سلمان للحكومة في إيران أو لطمأنة محمد بن سلمان على استباب كرسي المملكة بين قدميه.

وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، الجمعة، تفاصيل التعزيزات العسكرية التي قررت إرسالها إلى المملكة العربية السعودية لمواجهة أي تهديد إيراني.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جوناثان هوفمان إنه “بناء على طلب القيادة المركزية الأمريكية، وافق وزير الدفاع مارك إسبر على نشر قوات أمريكية إضافية ومعدات في السعودية.

وأضاف “هوفمان” أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع النظام الإيراني، لكننا سنحتفظ بقدرة عسكرية قوية في المنطقة مستعدة للرد على أي أزمة وستدافع عن القوات الأمريكية ومصالحها في المنطقة.

وخلص متحدث البنتاجون إلأى أن وزير الدفاع الأمريكي أسبر أبلغ ولي العهد السعودي ووزير دفاعها الأمير محمد بن سلمان محمد بن سلمان بنشر قوات إضافية لضمان وتعزيز الدفاع عن المملكة العربية السعودية.

أوضحت مصادر أن عدد القوات الجديدة التي سيتم إرسالها يبلغ 1500 جندي أمريكي.

 

المنشآت النفطية

وقالت “المونيتور” لقد كشفت هجمات 14 سبتمبر في إشارة للهجوم على القواعد النفطية التي هي مشترك بين أمريكا والسعودية في (أرامكو) عن نقاط ضعف مدمرة في القدرات الدفاعية والقيادة الداخلية للسعودية والتخلي عن المظلة الأمنية الأمريكية والتشققات في العلاقات السعودية الأمريكية. حتى إنه يبدو حماية النفط كانت له الأولوية فبحسب “النيويورك تايمز” كان “الهجوم على أرامكو كان حماما باردا عليهم؛ حيث اتصلوا بواشنطن لمناقشة ما سترد به أمريكا، ليتفاجؤوا بأن ترامب كان مشغولا بالبحث عن رقم هاتف روحاني، والبحث إن كان مستعدا لعقد صفقة معه كالتي عقدها مع كيم جونغ أون”.

الغريب أن الهجوم على المنشآت النفطية كان متوقعا من الإدارة الامريكية ففي تقرير لمركز CSIS الأمريكي للدراسات، نشر في 8 اغسطس حذر فيه من استهداف منشآت ارامكو، منها ميناء رأس تنورة ومحطة بقيق وغيرها، وقال بأنها عرضة لصواريخ إيران، وأن محطة “بقيق” هي الأكثر ضعفا وهناك احتمال كبير في تعطيل عملها بسهولة في حالة استهدافها.

وكان لافتا تبني ترامب السريع للدعوة الصهيونية لإعادة تموضع القوات الامريكية في السعودية، كشف عن ذلك مستشار الأمن القومي “الإسرائيلي” الأسبق غيورا ايلاند، الذي قال لصحيفة معاريف الصهيونية: إن “ترامب يضر بنا بشكل هائل فانسحابه من سوريا وعدم رده على الهجوم الإيراني على المنشآت النفطية السعودية سيدفع دول الخليج الى أحضان إيران وسيؤدي لتبخر التحالف السري مع دول الخليج”!.

تحذيرات منشورة

واعتبر نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي أن أخطر أمر يمكن أن يقوم به السعوديون هو السماح بدخول قوات أمريكية للسعودية، موضحا أن ذلك لأن قوة السعودية تكمن بوجود الحرمين الشريفين، والنفط، واللذان يسهمان على عدم التعرض للسعودية أو الإخلال بأمنها، لأنهما يتعلقان بشؤون عالمية.

وقال آخرون أن حماية النفط تتكفل به القوات الأمريكية التي يتم إرسالها الأن بإدعاء حماية المنشأت النفطية من إي إعتداء إيراني، لاسيما بعد استهداف مصفاة ابقيق السعودية بطائرات الحوثيين المسيرة.

ورجح مراقبون أن تتولى القوات الامريكية حماية معدات النفط وأماكنه الحيوية، مع وضع قوات الدفاع الجوي السعودي بمناطق غير هامة ومعروفة لدى الأمريكان، سيسهل تدميرها في إي وقت إذا احتاجت لذلك، فضلا عن أن هذه القوات التي نشرتها وزارة الدفاع السعودية في أكثر من منطقة بالشمال السعودي، قد يساهم ذلك بتدمير هذه القوات بمجرد التحرك من إي منطقة إلى أخرى بسبب تواجد هذه القوات بأماكن معلومة ومكشوفة، حتى الأماكن المحصنة من تبوك أخرجت منها، وأن أي عملية برية عن طريق العراق أو عن طريق البحر الأحمر أو عن طريق قطر، يمكن أن تساهم في ذلك.

دعوات الترفيه

والخسارة الأكبر برأي مراقبين هي خسارة الجندي السعودي، حيث تسبب رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، في موجة غضب واسعة بين السعوديين عقب ظهوره في مقطع فيديو يدعو فيه منتسبي الخدمة العسكرية لحضور حفلات الرقص والغناء التي تنظمها هيئة الترفيه والاستفادة من العروض الخاصة التي وضعت لأجلهم.

وظهر “آل الشيخ” في المقطع الذي انتشر على تويتر يوجه كلمة لضباط وجنود الجيش السعودي وذوي الشهداء، ويدعوهم لحضور  حفلات موسم الرياض بأسعار مخفضة كنوع من أنواع الدعم لهم.

ويعتقد المراقبون أن تدمير ولاء الجنود والشعب للحكام بمثل هذه الفعاليات قد يساهم بإفشال العملية إذا ما قوبلت هذه الهجمة بثورة شعبية، ولذا يجب نزع هذا الولاء او التقليل منه، ذلك عن طريق الإيعاز للحكومة بإنفتاح على العالم لضرب الثوابت.

دعوة سعودية

وفي يونيو الماضي، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب، أنها سترسل 1000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط بسبب الوضع المتوتر مع إيران.

وأعلنت البنتاغون في حينها أن العملية تأتي لتعزيز انتشار قواتها في الشرق الأوسط، وأنه سيتم نشر نظام الدفاع الجوي “باتريوت”، و”طائرات استطلاع مأهولة وغير مأهولة”، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة.

وعلى أثر الإعلان أبدت السعودية في يوليو الماضي، موافقتها على استقبال قوات أمريكية على أراضيها، في إطار ما أسمته بـ”الدفاع عن أمن واستقرار المنطقة وضمان السلم فيها”.

ونقلت وكالة أنباء السعودية الرسمية “واس” عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله: “صدرت موافقة الملك سلمان بن عبد العزيز على استقبال المملكة لقوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها”، دون تحديد عدد هذه القوات.