إطلاق “مجلس علماء المسلمين”.. هل يوقف تسييس بن سلمان للحرمين؟

- ‎فيعربي ودولي

أعلنت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين، أمس، عن تشكيل “مجلس علماء المسلمين”؛ بهدف تدويل إدارة المشاعر الدينية وعدم تسييسها، وضمان قيام النظام السعودي بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة صحيحة.

وأوضحت الهيئة، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أنّ مجلس علماء المسلمين يتشكّل من شخصيات وقيادات إسلامية من مختلف البلاد الإسلامية حول العالم، حيث يضمّ في عضويته أكثر من 100 شخصية من العلماء والقيادات الإسلامية في العالم الإسلامي.

وبيّنت أنّ الهدف من تشكيل المجلس إشراك المسلمين في إدارة الأماكن المقدسة والشعائر الدينية، وعدم تسييس تلك المشاعر، وضمان قيام السعودية بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمة في إدارة المشاعر المقدسة، ووقف أشكال طمس الهوية الإسلامية في مكة والمدينة.

وقالت إنّ المجلس المشكّل سيجتمع بشكل دوري لمناقشة أوضاع الحرمين وباقي المشاعر المقدسة في المملكة السعودية؛ لضمان عدم استغلال السعودية لتلك المشاعر لأهداف سياسية، والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.

كما أعلنت عن تنظيم الاجتماع الأول لمجلس الهيئة خلال الأسبوع المقبل من خلال “الفيديو كونفرانس”، على أن تلتئم الهيئة بكامل أعضائها ومستشاريها بشكل دوري لمناقشة أوضاع الأماكن المقدسة في العالم الإسلامي، وضمان إدارتها بشكل سليم.

ووفق الهيئة الدولية، فإنّ مجلس علماء المسلمين الذي تمّ تشكيله يضمّ في عضويته كلًا من:

– بير سيد صفدر شاه جيلاني، وهو من أبرز علماء المسلمين في باكستان، ورئيس مجلس الاتحاد السني لباكستان، والأمين العام لجماعة علماء باكستان.

– محمد سعيد النوري، مؤسس ورئيس منظمة رضا الهندية السنية البارزة ومقرها مومبا، وهو زعيم سني وناشط مؤيد لحركة باريلفي، قام من خلال أكاديمية رضا بنشر آلاف الكتب والمعاهدات والمجلات.

– السيد عزمي عبد الحميد، مستشار هيئة الحرمين في ماليزيا، ورئيس المجلس الإسلامي الماليزي، والرئيس المشارك لجمعية المليون، ومنسق المنظمات غير الحكومية الداعمة لفلسطين.

– المفتي أ. كوادري، مستشار هيئة مراقبة الحرمين، ورئيس هيئة علماء السنة في الهند.

– المفتي خالد أيوب مصباحي، مستشار هيئة مراقبة الحرمين، وهو مؤسس ورئيس منظمة التحرك العالمية في الهند.

– العلامة قاري زور بهادور، وهو رئيس المجلس الأعلى لجماعة علماء باكستان (JUP)، وهي أكثر المنظمات نفوذًا لعلماء جماعة أهل السنة والجماعة الباكستانية، كما أنه مؤسس جامعة "سوفه" الإسلامية الباكستانية.

– السيد جمال عبد الناصر أحمد، وهو رئيس المنظمة الإنسانية والعدلية، وهو أيضًا عضو في مجلس برنسوان برتوبوهان إسلام ماليزيا (MAPIM)  المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمة الإسلامية.

– الشيخ شريف مبولو، وهو رئيس مكتب السنغال، وهو شيخ معروف وأيضًا مدافع عن حقوق الإنسان.

– السيد باتل هو من دعاة الحقوق الإسلامية بالإضافة إلى أن لديه خبرة واسعة تمتد عبر مجموعة من المجالات التي تشمل البحث القانوني، ومحكمة الصلح والتقاضي أمام المحكمة العليا، وحل النزاعات العمالية، وإدارة العقارات، وتحصيل الديون وحماية المستهلك ونقل الملكية.

تسييس سعودي

يشار إلى أنّ كثيرًا من الدوائر الإسلامية العالمية انتقدت سياسات الإدارة السعودية فيما يخص إدارة الحرمين، وحركة التوسعات والإنشاءات الطامسة للهوية الإسلامية للمقدسات، بجانب سياسات التحكم في حصص الدول بالحج وفق علاقاتها السياسية.

وكانت السعودية، خلال الأعوام القليلة الماضية، قد منعت منح القطريين تأشيرات حج وعمرة في إطار الحصار السياسي المفروض عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وشكا كثير من المراقبين من استخدام السعودية غير العادل لركن أساسي من أركان الشريعة الإسلامية، في التضييق على بعض المسلمين.

وفي السياق ذاته ومنذ 3 سنوات، تتزايد معاناة الحجاج القطريين والمقيمين بسبب منعهم من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي. وتُجمع الدراسات على أن الأماكن المقدسة ليست مِلكًا للدولة السعودية وحدها، بل لكل المسلمين الحق في الوصول إليها وإقامة شعائرهم فيها.

بينما تسعى السعودية إلى إظهار أنها لا تقوم بانتهاكات، وأنها تسعى إلى تيسير الحج والعمرة للمسلمين.

ووصلت العديد من الشكاوى الدولية إلى مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وإلى المقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد، وطالبته بإرسال بعثة للبحث عن المعوقات التي تتم ممارساتها في الواقع من قبل السلطات السعودية.

كما تم إصدار تقرير قدمته دولة قطر أمام محكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى الشكاوى المقدمة أمام البرلمان الأوروبي في الأمر نفسه.