على طريقة رافال السيسي “إف- 35 منزوعة المزايا”.. حيلة أمريكية بشروط صهيونية لإرضاء الإمارات

- ‎فيتقارير

وكأنه بات على حكام العرب أن يكونوا مادة للسخرية عالميا وللضخك عليهم، وإذلالهم على أعتاب الغرب، وفي إعادة لمحاولة إسماعيل ياسين أبو المفهومية حينما أراد شراء ميدان العتبة والمطافي، قرر الصهاينة وأمريكا خداع حكام الإمارات، الذي يتوقون للحصول على الطائرة إف 35 الأمريكية، وهو ما تفرض عليه الصهاينة فيتو، ألا يمتلكها أحد في الشرق الأوسط، وفق قانون التميز الإسرائيلي الذي تضمنه أمريكا لها، وقد رفضت حتى منح الإمارات طائرات مستعملة إسرائيليًا من نفس الطراز.. حتى تفتق ذهن الصهاينة وأمريكا على منح الإمارات ترضية شكلية، كثمن بخس لتطبيعها العلني مع الصهاينة، مع الحفاظ على التميز والتفوق الصهيوني في مجالات الأسلحة والدفاع…

وبحسب مراقبين، تبقى كلمة السر في إصرار الصهاينة على عدم إتمام أي صفقة لطائرات إف-35 الأمريكية، هو الحفاظ على تفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وفق رؤيتها.

فحتى الآن، ما زالت الصهاينة الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك تلك الطائرة التي يطلق عليها اسم "الشبح"، لما تتمتع به من دور هجومي بعيدا عن أعين الرادارات.
وغالبا ما يتباهى الناطق بلسان الجيش الصهيوني "أفيخاي أدرعي" في تغريداته عبر "تويتر"، بامتلاك تل أبيب للطائرة الأكثر تطورا في العالم، والتي يسميها "حامية إسرائيل".

"الشبح" حلقت للمرة الأولى داخل الأجواء في ديسمبر 2016، ما جعلها الدولة الأولى خارج الولايات المتحدة التي تحصل عليها. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، تلقت تل أبيب 27 طائرة من الطراز ذاته، بموجب عقود شرائية مع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للحصول على 50 طائرة "شبح".

وتصل تكلفة الطائرة الواحدة منها إلى نحو 140 مليون دولار أمريكي، لكن الصهاينة تتلقى دعما عسكريا من الولايات المتحدة بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار سنويا، وفق هيئة البث الصهيونية.
وسميت الطائرة بهذا الاسم لأنها قادرة على التحليق لمدى يصل إلى 2200 كيلومتر دون أن ترصدها الرادارات، وبسرعة تصل إلى نحو 1900 كيلومتر بالساعة، وتحتوي على أجهزة استشعار متطورة، وتستطيع الإقلاع أفقيا خلافا لباقي الطائرات.

وتستطيع إف-35 التحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وبإمكانها حمل أسلحة متنوعة، بينها قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ موجهة من طراز "جو جو"، وفق تقارير أمريكية.
وللطائرة قدرة على تفادي المضادات الأرضية، مثل صواريخ أس- 300 وأس -400 الروسية المتطورة، كما أنها قادرة على أداء مهام قتالية حتى في الظروف الجوية الصعبة.

وبعد التوصل لاتفاق تطبيع بين الإمارات والصهاينة، تحدثت تقارير لوسائل إعلام عبرية عن أن الولايات المتحدة تدرس بيع هذا النوع من الطائرات لأبوظبي.
لكن الصهاينة تحركت سريعا رغم توافقها الأخير مع الإمارات، ونفت في تصريح لرئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو"، أن يكون اتفاق السلام قد شمل موافقة صهيونية على أي صفقة لبيع أسلحة أمريكية إلى الإمارات.

وأشار التصريح في 18 أغسطس الماضي إلى رفض نتنياهو بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وأسلحة متطورة أخرى لدول في المنطقة أيا كانت، بما فيها دول عربية تصنع السلام مع الصهاينة.
وذكر أن "نتنياهو" "أعرب عن هذا الموقف مرة تلو الأخرى أمام الإدارة الأمريكية وهذا الموقف لم يتغير"، بحسب تصريح مكتبه.

وعقب اجتماعه مع نتنياهو في القدس الغربية في 24 أغسطس الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" في مؤتمر صحفي إن "لدى واشنطن متطلب قانوني فيما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي. إذ سنستمر في احترام ذلك".
واستدرك بومبيو: "لكن لدينا أيضا علاقة أمنية تزيد عن 20 سنة مع الإمارات العربية المتحدة، حيث قدمنا لهم المساعدة الفنية والعسكرية".

وأكد: "سنواصل الآن مراجعة هذه العملية للاستمرار في التأكد من أننا نقدم لهم المعدات التي يحتاجونها لتأمين وحماية شعبهم من هذا التهديد نفسه، أي من جمهورية إيران الإسلامية".
وتابع "بومبيو": "نحن ملتزمون بشدة بالقيام بذلك وتحقيقه وسنفعل ذلك بطريقة تحافظ على التزامنا تجاه إسرائيل أيضا. وأنا واثق من إمكانية تحقيق هذين الهدفين".

اقرأ أيضاً

ونقل موقع "واللا" الصهيوني، عن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر" قوله للصحفيين في 31 أغسطس الماضي إن "نتنياهو والرئيس ترامب سيبحثان إمكانية بيع الولايات المتحدة طائرات إف_35 إلى الإمارات".

ولكن وزير الدفاع الصهيوني "بيني جانتس"، قال إن "تل أبيب ستحافظ على تفوقها النوعي العسكري في الشرق الأوسط، حتى وإن عُقدت صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات".
وأضاف غانتس في الأول من سبتمبر لصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن "التفوق العسكري النوعي لدولة إسرائيل يعد أمرا حيويا لأمنها".

طائرة منزوعة الميزات
ويرى محللون أن الصهاينة ستواصل إصرارها على اعتراض بيع الطائرة الأمريكية إلى الإمارات، وحتى في حال موافقتها على ذلك فإنها ستشترط نزع الكثير من مميزات "الشبح".

وقال المحلل العسكري، اللواء "واصف عريقات"، إن الولايات المتحدة الأمريكية "حرصت دائما على ضمان ما تسميه التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة".
وأضاف أن الصهاينة "دائما ما تضع شروطا على صفقات الأسلحة الأمريكية في المنطقة، ودائما ترضخ الولايات المتحدة لها".

وتابع "عريقات": "عندما يتعلق الأمر ببيع الأسلحة للجيوش العربية فإن إسرائيل تصر على ألا تصل إلى ما هو قريب مما لدى إسرائيل، خاصة في مجال سلاح الجو".
واعتبر أن "السبيل الوحيد" لامتلاك الإمارات لتلك الطائرات يتمثل في "نزع الكثير من الميزات منها، ما يُبقي لإسرائيل احتكار التفوق بامتلاك الطائرة كثيرة التطور والمزايا".

خشية إيران
بدوره، قال المحلل السياسي الصهيوني "يوني بن مناحيم" إن "إف- 35 الطائرة الأفضل في العالم، وإسرائيل حريصة على أن تكون المالكة الوحيدة لها في المنطقة".

وأشار إلى أنها قادرة على الوصول إلى الهدف في إيران حال تزويدها بكمية كافية من الوقود"، لافتا إلى مسألة مهمة تتعلق من ناحية أن "الإمارات أكثر قربا من إيران، مقارنة مع إسرائيل البعيدة نسبيا".
واعتبر أن "سبب معارضة إسرائيل لحصول الإمارات عليها، هو أن هناك عداء بين إيران والإمارات اليوم. ولكن لا ندري كيف سيكون الحال غدا (مستقبلا)؟".

ويتفق "بن مناحيم" مع "عريقات" بأن إسرائيل "قد توافق على بيع الطائرة بعد نزع كثير من ميزاتها"، لكن "نتنياهو سيماطل في هذا الأمر"، وفق المحلل الإسرائيلي.
وقال: "إذا تم إعادة انتخاب ترامب لولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، فإن نتنياهو سيوافق على الصفقة إذا أصر عليها ترامب، لكن بعد نزع الكثير من ميزات الطائرة".
واستدرك "بن مناحيم": "لكن إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات فإن نتنياهو سيسعى إلى إحباط الصفقة من خلال الكونجرس الأمريكي".

رافال السيسي للاستعراض فقط
ولعل نفس المشهد، من تقديم اسلحة متطورة منزوعة الصلاحيات، ما جرى في صفقات طائرات الرافال الفرنسية الى مصر مؤخررا، حيث قدمت فرنسا نسخ بدائية من الرافال الى السيسي، منزوعة الصواريخ وقاذافاتها، وهو ما يؤكد أن إسماعيل ياسين يتكرر في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، وايضا حاملات الطائرات مسترال، التي رفضت روسيا إتمام صفقاتها ورفضت شراءها، ثم قام السيسي لشراء ولاءات فرنسا، بشراء الميسترال منزوعة الصلاحيات. وقليلة التكنولوجيا..

وهو ما كان مثارا للجدال في الدوائر العسكرية المصرية، والتي اضطرت السيسي للعودة للتفاوض مع فرنسا، لتعاقدات جديدة بتركيب قاذفات وصوراريخ الرافال، مجددا، وهو ما لم يتم فعله حتى الآن.. وهو ما حول الرافال إلى طائرة استعراض عسكري فقط.. وهو ما يؤكد أن الفنان إسماعيل ياسين وتهريجه في شراء مصالح الحكومة، أو الهواء، نهج لا يموت مع السبسب وبن زايد!!