لقاح كورونا.. في بريطانيا الأولوية للشعب وفي مصر “العصابة أولا”

- ‎فيتقارير

خرج "المتعوس" عن سياق مؤتمره مع خايب الرجاء، وتحدث السفاح عبد الفتاح السيسي عن وضع مصر في ظل أزمة فيروس كورونا، حيث طالب بـ"الخروج عن السياق" خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال قائد الانقلاب خلال كلمته في المؤتمر الصحفي: "اسمحوا لي بالخروج عن السياق بالحديث عن وضع كورونا في مصر، احنا عندنا المعدلات كويسة جدا، وبقول للسياح سواء في شرم الشيخ أو المنتجعات المصرية:"ما تقلقوش". وتابع السفاح السيسي: "الدولة المصرية تشهد معدلات معقولة جدا في الإصابات بفيروس كورونا قياسا بالعالم، سواء في الموجة الأولى أو الثانية، وفي المقاصد السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة، الإصابات منعدمة فيما يخص فيروس كورونا".
مارجريت أولا
وفيما يهرف السفاح السيسي ويخرف بما يعلم أنه الكذب بعينه، أصبحت مارجريت كينان، البالغة من العمر 91 عاما، أول سيدة في العالم تحصل على لقاح "فايزر" عملاق صناعة الأدوية، بعدما حصلت على الموافقة السريرية، إذ أطلقت هيئة الصحة البريطانية أكبر حملة لتلقي اللقاح، وفقا لصحيفة "مرور" البريطانية.
وقالت مارجريت، التي تعيش في مقاطعة كوفتنري البريطانية، إنها كانت تعاني من العزلة الذاتية معظم أيام العام الحالي، وتخطط لإنشاء فقاعة عائلية صغيرة جدا، احتفالا بعيد ميلادها الـ91، الذي ستبلغه الأسبوع المقبل، للحفاظ على سلامتها.
وأعربت السيدة التسعينية، عن فخرها بحصولها على اللقاح، قائلة: "أشعر بالفخر الشديد لكوني أول شخص يتم تطعيمه ضد (Covid-19)، إنها أفضل هدية عيد ميلاد مبكرة يمكن أن أتمنى الحصول عليها، لأنها تعني أنه يمكنني أخيرًا التطلع إلى الأمام لقضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد، بعد أن كنت بمفردي معظم أيام العام".
وفيما تحصل مارجريت البريطانية على جرعتها من مصل الكورونا يعلم المواطن في مصر أنه لن يحصل على مثلها أبدا، أو ليس قبل أن تحصل عليها عصابة الانقلاب ممثلة في الجيش والقضاء والشرطة وباقي الأجهزة القمعية ومعهم بالطبع رجال الأعمال، ولسان حال الحكومة يقول: «أيها المواطن الفقير، احذر المرض قبل سقوط الانقلاب، ولا تحلم بدولة العدالة الاجتماعية، ودولة القانون والمؤسسات، ولا ترفع شعار (عيش حرية عدالة اجتماعية)، في ظل وجود عصابة العسكر التي باتت تتحكم فيما تشربه وتأكله وتفكر به، بل وصل الأمر إلى تحكمها في قرار علاجك أو تركك تموت على رصيف بؤس الوطن».
المواطن المصري عامة والفقير خاصة، هاجسه في ظل الانقلاب ثلاث قضايا أساسية، تشكل الهم اليومي لذوي الدخل المحدود وللفقراء، لا سيما بعد خراب الاقتصاد الذي تعمد العسكر أن يخربه، حيث تكثر أحزمة البؤس فيما يزيد على 40% من الشعب، القضايا الثلاث هي “العلاج، والتربية والتعليم، ولقمة العيش الكريمة”، والسؤال هو: ماذا تحقق من هذه القضايا بعد الانقلاب؟.
هياخدوا السيسي
من جهته يقول الناشط محمود هيما في تغريدة على موقع تويتر :"أول واحدة تاخدي فاكسين كورونا في بريطانيا مسنة في دار رعاية عندها 91 سنة مش جونسون و مش الملكة و مش ولي العهد و مش وزير الدفاع و لا حتي وزير الصحة ..الناس العادية (يقصد في مصر وبلاد العرب )هم آخر فئة هتاخد المصل أصلا".
ويضيف محمود :"مصر بقي لما تجيب المصل اللي هيكون أقل مصل في العالم من ناحية كل حاجة هياخدوا السيسي و الحاشية و الجيش و الشرطة و القضاء و رجال الأعمال و أسرهم و الوزراء و حبايبهم و بعدين يتفضل كام مليون الشعب يموت نفسة عليهم و ميبقاش معاهم فلوسة كمان".
وفي مطلع عام 2016م، وجّه قائد الانقلاب السفاح السيسي حكومته، إلى بيع مئات المستشفيات الحكومية التي لا تتوفر ميزانية لتجديدها أو تطويرها، للمستثمرين والجمعيات الخيرية لإدارتها بدلا من القطاع العام. وقوبلت دعوة السفاح السيسي بموجة من الرفض الشعبي، حيث استنكرتها نقابة الأطباء ونشطاء ومدافعون عن حق الإنسان في العلاج، واعتبروها بداية لخصخصة قطاع الصحة بالكامل.
وكان السفاح السيسي قد وجه وزير صحة الانقلاب في عام 2016، على هامش افتتاح تطوير مجمع طبي عسكري بالقاهرة، إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه منذ ثمانية أشهر، وبيع مستشفيات حكومية لا تستخدم لنقص الأجهزة بها، مشيرا إلى أن هذه الفكرة ستوفر دخلا وعلاجا بديلا للمواطنين المحتاجين؛ ما دامت الحكومة غير قادرة على القيام بهذا الدور.

وحاولت وزارة صحة الانقلاب تهدئة المخاوف من هذه الخطوة عبر مستشار وزير الصحة هشام عطا، الذي أكد أن الاقتراح مقتصر فقط على تطوير المستشفيات من خلال المستثمرين، وليس بيعها، ولكن كثيرا من المصريين لم يقتنعوا بتلك التصريحات. وقال أمين عام نقابة الأطباء، إيهاب الطاهر، في تصريحات صحفية، إن "هذا المقترح سيؤدي إلى تضاعف سعر الخدمة الطبية بشكل كبير، فضلا عن أنه مخالف للدستور". وندد الناشط السياسي ممدوح حمزة، باقتراح السفاح السيسي، قائلا عبر "تويتر" إن "بيع المستشفيات هو تنفيذ لبند مفروض على الحكومة؛ بهدف التخلص من المؤسسات التي تمتلكها الدولة".
وشهدت السنوات الماضية تغولا إماراتيا نحو السيطرة على قطاع الصحة المصري، وذلك عبر شراء المئات من المستشفيات الحكومية المطروحة للبيع، بعد أن تمكنوا بالفعل من شراء أهم سلال معامل التحاليل ومراكز الأشعة في البلاد عبر شركة "أبراج" الإماراتية.