متى تتوقف عنصرية “مودي” و”بهاراتيا جاناتا” ضد المسلمين في الهند؟

- ‎فيعربي ودولي

يواجه المسلمون فى الهند عنصرية حكومية ممنهجة بجانب الإرهاب وأعمال القتل والحرق من جانب الميلشيات الهندوسية بدعم من رئيس الحكومة الهندية "ناريندرا مودي" وحزبه "بهاراتيا جاناتا". ولا تتوقف الاعتداءات والاتهامات والقتل وهدم المساجد حتى مع انتشار فيروس كورونا؛ حيث اتهم الهندوس المسلمين بمباركة حكومية بأنهم يساهمون في انتشار هذا الفيروس رغم أنه ينتشر في كل بلاد العالم!

مليشيات هندوسية

من جانبها قالت مجلة "لوبس" الفرنسية إنه منذ وصول رئيس الوزراء الهندوسي القومي "ناريندرا مودي" إلى السلطة عام 2014 وإعادة انتخابه مايو 2019 بات المتشددون الهندوس يستهدفون المسلمين بشكل متواصل، مؤكدة أنهم زرعوا الرعب في قرى كشمير دون أي محاسبة من السلطات الهندية.

وأكدت المجلة، في تقرير نشرته مؤخرا، أن ما كان يحلم به القوميون الهندوس منذ أكثر من 70 سنة حققه "ناريندرا مودي" حيث ألغي وضع الحكم الذاتي لكشمير ذات الأغلبية المسلمة مشيرة الى أن هذا القرار دفع المتشددين الهندوس خطوة أخرى في خطتهم نحو تحويل الهند من دولة متعددة الأديان إلى دولة هندوسية.

وأشارت "لوبس" إلى أنها التقت بشاب هندوسى يدعى "لديف شارما" من عناصر "غاو راكشاك" التي تقوم بحماية الأبقار المقدسة مؤكدة أنه كان وراء ابتساماته يختفي حارس متعطش للدماء يزرع الخوف في مدينة "تاج محل" فهو منسق الميليشيات التي تقوم باسم حماية البقرة المقدسة بترهيب المسلمين الذين يشتبه في نقلهم للأبقار المخصصة للذبح وهو أمر محظور في معظم الولايات الهندية.

إجرام "مودي"

واتهم الكاتب الصحفى البريطانى باتريك كوبيرن المجتمع الدولي بتجاهل المذابح التى يتعرض لها المسلمون في الهند. وقال "كوبيرن" في مقاله بصحيفة إندبندنت البريطانية إن المسلمين يُقتلون في الهند، ورغم ذلك العالم لا تصدر عنه أي إدانة لأعمال العنف التي تشهدها الهند ضد المسلمين باستمرار.

وأكد أن ما يحدث في الهند لا يختلف عن أعمال العنف التي حدثت بحق اليهود في 9 و10 نوفمبر 1938 في كل ألمانيا والنمسا المحتلة ومناطق في تشيكوسلوفاكيا المحتلة من قبل القوات الألمانية حيث حرضت الحكومة الألمانية أنصارها على حرق المعابد وتحطيم منازل اليهود ومتاجرهم وشركاتهم ومدارسهم، فكان أن قُتل في تلك الأحداث ما لا يقل عن 91 يهوديا فيما عُرف حينها بليلة البلور أو ليلة الزجاج المكسور.

واشار "كوبيرن" إلى أن ما تعرض له المسلمون أواخر فبراير الماضي في "دلهي" يشبه ما وقع لليهود ليلة الزجاج المكسور. ففي ذلك اليوم جابت حشود من القوميين الهندوس شوارع المدينة وأضرموا النيران في المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم وشركاتهم ونهبوها، وقتلوا أو أحرقوا المسلمين أحياء.

وأعرب عن اسفه لأن الشرطة الهندية تركت المسلمين دون حماية مشيرا إلى أن 37 شخصا، من المسلمين، قُتلوا وتعرض كثيرون للضرب حتى شارفوا على الهلاك.

وكشف إن جموع الهندوس فى بعض احداث العنف جردوا طفلا لم يتجاوز العامين من ملابسه ليتأكدوا عما إذا كان مختونا أم لا، ذلك أن الختان عادة إسلامية وليست هندوسية مؤكدا أن نشطاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي كانوا في طليعة الهجوم على المسلمين.

وشدد الصحفي البريطاني على ضرورة عدم الاستخفاف بالتهم الموجهة للزعماء السياسيين وحكوماتهم بسبب سلوكهم الفاشي الشبيه بالأنظمة الفاشية التي حكمت ألمانيا وإيطاليا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

ووصف رئيس الوزراء الهندي وحزبه بهاراتيا جاناتا في تبنيهما القومية المتطرفة واستعدادهما لاستخدام العنف، بأنهما أقرب الأنظمة اليمينية المتطرفة إلى الفاشية التقليدية. مؤكدا أن القومية الهندوسية ومحاولة تهميش أو طرد مئتي ألف مسلم هندي من البلاد تحتلان موقعا متقدما في صلب أجندة الحزب الحاكم وزعيمه مودي.

وأكد الكاتب كابيل كوميردي أن كشمير ذات الأغلبية المسلمة تعيش حالة سريالية من عدم الوجود بعد إلغاء استقلالها وتعطيل الاتصالات والإنترنت فيها، وفرض حظر التجول على الناس هناك.

وقال كوميردى فى تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ان قبضة الهند لم تكن يوما بهذا الإحكام في كشمير، وأن ناريندرا مودي يسعى إلى تشكيل رؤيته عن "أمة هندية متجانسة" و"جنة هندوسية" في شبة القارة الهندية، ويعتبر كشمير إنذارا ونموذجا فكل من يشذ عن هذه الرؤية سيتم جلبه عنوة إلى "بيت الطاعة".

وذكّر بأنه في عهد مودي كوزير أول في ولاية كوجرات الهندية، شهدت الولاية أسوأ حمام دم في تاريخ الهند الحديث موضخا ان ذلك كان عام 2002 عندما تعرض ما لا يقل عن ألف مسلم للذبح على يد الهندوس الذين ظلوا يجولون شوارع الولاية شاهرين سيوفهم عدة أسابيع. حينها، اتهم "مودي" بحض الهندوس على ذبح المسلمين بينما اتهمه البعض الآخر بغض الطرف عن الجرائم المرتكبة، الأمر الذي حوله إلى شخصية منبوذة حيث شبهه الهنود الليبراليون بهتلر، ورفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول إليها، وقاطعته بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي.

وتابع كوميردى: رغم ذلك، تمكن مودي من تعزيز قاعدته الشعبية بين الهندوس، الذين يشكلون الأغلبية الدينية التي طالما شعرت بالامتعاض بزعم تعرضها للغزو من قبل المسلمين الذين حكموها لقرون، إلا أن هذا الامتعاض استتر لعقود خلف شعارات كانت ترفعها النخب العلمانية في الهند. لافتا إلى أن صحوة مودي حصلت أثناء تلقيه التدريب داخل معسكرات راشتريا سوايامسيفاك سانج (آر إس إس)، وهي مجموعة شبه عسكرية يمينية متطرفة ولدت في محضنها السياسة القومية الهندوسية.

هجمات وحشية

وقالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن العنصريين الهندوس يواصلون التضييق على المسلمين بهدف طردهم من الهند مشيرة الى انه بتشجيع من الهندوسي ناريندرا مودي هاجم القوميون الهندوس والشرطة المسلمين في مدينة دلهي. وأشارت الصحيفة إلى أن تصاعد الهجمات العنصرية ضد المسلمين بالآونة الأخيرة يثير الكثير من علامات الاستفهام، موضحة أن حد التوترات ازدادت بعد خسارة الزعيم العنصري مودي وحزبه "بهاراتيا جاناتا" الانتخابات في نيودلهي.

وأوضحت أنه في الوقت الذي تكثفت فيه العصابات الهندية ذات البعد الأيديولوجي القومي الهندوسي عدوانها صد المسلمين، تتخذ الشرطة الهندية خطوات تشجع الهجمات بدلا من منعها .

وأضافت الصحيفة: هجمات الهندوس واعتداءاتهم على المسلمين متعمدة ومقصودة، والخوف اجتاح المجتمع الإسلامي الهندي بأكمله، والناس يخشون مغادرة منازلهم. وأشارت إلى أن المسلمين والمساجد خاصة في المناطق التى تشهد أعمال عنف، تعرضوا لهجمات عنصرية وحشية للغاية مؤكدة أن المسلمين  الرجال أجبروا بالضرب بالعصي، على ترديد النشيد الوطني الهندي، في حين أن النساء تعرضن للضرب الشديد، وأصبن بجراح خطيرة .

إبادة المسلمين

وقال الدكتور محمد حسين شمشاد الداعية الهندي، إن حكومة الهند تتواطأ على إبادة المسلمين مشيرا إلى أن المساجد تم حرق عدد منها، وإغلاق الباقي، حتى يُحال بيننا وبين دور العبادة، فضلَا عن اعتقال أغلب الدعاة، بالاضافة إلى منع تجمعات المسلمين. مضيفا أن "الشرطة الهندية تتركنا دون حماية لنكون ضحية التطرف الهندوسي، وبتواطؤ من ناريندرا مودي وحكومته وحزبه، وهو معروف بعدائه التاريخي تجاه المسلمين".

وحذر من أن التعديات تجاوزت كافة الحدود التي تطاق، فليس هناك أكثر من سحل المسلمين في الميادين، على مرأى ومسمع من العالم كله، فضلا عن منع الأطفال من الذهاب لمدارسهم.

وأعرب عن أسفه لوجود حالة من التعتيم الإعلامي العالمي على القضية، وأن الحزب الهندوسي يسعى لما هو أكبر من إيذاء المسلمين والتنكيل  بهم، وإغلاق مساجدهم، حيث يسعى لطردهم من البلاد. واختتم شمشاد بقوله: "نستغيث بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أدركونا بموقف يردع هؤلاء المجرمين قبل أن نتحول لمشروع جديد من مشاريع الأمم المتحدة للاجئين، ونصبح على حدود الهند مشردين بعد أن كنا أعزة".