مرت مؤخرا الذكرى الـ 10 لـ"موقعة الجمل"، إحدى محاولات المخلوع حسني مبارك لطرد الثوار من ميدان التحرير عبر البلطجية المسلحين وهم يركبون الجمال والحمير والبغال، غير أن استمرار النظام المؤسس على دولة مبارك العميقة بما يعنيه ذلك من فساد ومحسوبية وتحكم الأجهزة الأمنية أعاد تليفزيون الانقلاب "ماسبيرو" إذاعة الخطاب الثاني لمبارك الذى أعلن فيه عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، فى ذكرى موقعة الجمل.
ويبدو أن خطاب مبارك والذي روجته فضائيات منها ما كان محسوبا على المعارضة والمنتجين المستقلين مثل "دريم" و"المحور" أخذ مكانة بين بعض المصريين، غير أن تدبيره كان في تدميره، فالطاغية لم يطق الصبر على أن يكون الحوار قاصرا على الخطابات بل سعى بكل قوته إلى إنهاء صوت ميدان التحرير المقابل لكذباته التي استمرت على مدى 30 عاما.
شباب الإخوان
وحكى الكاتب الصحفي قطب العربي على "فيسبوك" عن بعض المواقف التي حدثت في يوم موقعة الجمل -اليوم التالي لخطاب مبارك العاطفي- فقال: ".. كان الخطاب العاطفي لمبارك في الليلة السابقة هو إشارة الانطلاق للعدوان على الميدان، كان الحزب الوطني ونوابه وبعض رجال أعماله قد حشدوا من يستطيعون من أنصارهم وموظفيهم، ومنهم بعض أهالي منطقة الهرم من نزلة السمان والجابري وخطاب وغيرها الذين يعملون في قطاع السياحة، تحرك الحشد على ظهور الخيول والجمال من شارع الهرم وصولا إلى ميدان مصطفى محمود في الدقي حيث مقر التجمع وهناك كان الخطيب الأبرز هو مرتضى منصور ".
وأضاف أن "ميدان التحرير يوم ٢ فبراير كان في أضعف حالاته من حيث الحضور، لأن عددا كبيرا كان قد غادر الميدان لتغيير ملابسهم التي لم يغيروها منذ يوم ٢٨ يناير، وكان الميدان بهذا الوضع مغريا بالهجوم عليه، وبالفعل بدأ الهجوم بدخول راكبي الجمال والخيول ووقعت الاشتباكات غير المتكافئة، لكن رجال وشباب الميدان استبسلوا دفاعا عنه، كانت المعركة بالنسبة لهم حياة أو موت، فإما أن ينتصروا فتنتصر الثورة ويهنأوا هم بهذا الانتصار، وإما أن ينهزموا فتعلق رؤوسهم على أعمدة ميدان التحرير (بالمناسبة هذا كان ردي على بعض أصدقائي اليساريين الذين سألوني عن سر استبسال شباب الإخوان في ذلك اليوم، وبالمناسبة أيضا لو لم يفعل شباب الإخوان غير هذه المعركة التي أنقذت الثورة لكفاهم ذلك).
وأضاف أن "المواجهات استمرت طيلة يومين، وتم القبض على عدد من المهاجمين وخيولهم وجمالهم وتسليمها لقوات الجيش التي أخلت سبيلهم بدورها، لكن المعركة انتهت بصد العدوان بعد أن استشهد عدد من شباب الثورة دفاعا عن الميدان".
https://www.facebook.com/wael.quandil/posts/5004411219600028
رجال الميدان
وأضاف "العربي" أنه رأى ضرورة "حصر أسماء المدافعين عن الميدان في ذلك اليوم واعتبارهم قلب الجمعية العمومية للثورة الذين يحق لهم وحدهم الحديث باسم الثورة وتحديد مطالبها".
واستدرك بإعلان فجأته في أنه "بعد هزيمة العدوان في معركة الجمل بامتلاء الميدان بكثير من المواطنين الذين قدموا لالتقاط صور تذكارية لهم في الميدان بعد أن شعر الجميع بالأمان وبأن مبارك (جيم أوفر). واعتبر أن معركة الجمل هي الهجمة المرتدة الأولى للثورة المضادة لكن الله سلم منها، ولا ننسى أن الثورات في كل العالم هي عبارة عن جولات، بين انتصار وانكسار لكنها حتما تنتهي بالنصر.
وتحت عنوان "يوم البسالة..يوم محمد البلتاجي"، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: "حتى إذا تسرب اليأس إلى ميدان الثائرين، جاء الثاني من فبراير يوم الفصل بين الانكسار والانتصار، لتبعث الثورة من جديد، إنه يوم"موقعة الجمل"يوم الملحمة التي لولاها لما صمدت ثورة يناير".
وذلك في إشارة منه إلى حوار البلتاجي مع منى الشاذلي عن ذلك اليوم عندما طلب منه اللواء عبدالفتاح -يعتقد الغالبية أنه السيسي- من المخابرات الحربية، وطلب إخلاء الميدان لأن أنصار مبارك قادمون للتعبير عن رأيهم أيضا، ووعد بأنه سيؤمن خروج المعتصمين بسلام، وكونه كان حاضرا بين آخرين شهود الواقعة، أكد له أن من يستطيع تأمين خروج المعتصمين هو ذاته من أتى بالمهاجمين.
وكان الدكتور البلتاجي على رأس من حضر موقعة الجمل ووزير الشباب د.أسامة ياسين والنائب د.فريد إسماعيل. وكان الدكتور القرضاوي من أبرز من دعا عبر شاشة الجزيرة إلى النزول للميدان من قبل المصريين لإنقاذ إخوانهم، وما إن طلعت الشمس وانتهى حظر التجول حتى توافدت الجماهير على الميدان.
Facebook (https://www.facebook.com/wael.quandil/posts/5004411219600028)