“فرانس برس”: إثيوبيا تبدأ الملء الثاني لسد النهضة وسط عجز مصري غير مسبوق

- ‎فيأخبار

بدأت إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء خزان سدها الضخم في أعلى النيل الأزرق، وفقا لما ذكرته مصر والسودان، مما زاد من حدة التوتر قبل الاجتماع المقبل لمجلس الأمن الدولي، غدا، حول المشروع المثير للخلاف، وسط عجز غير مسبوق لسلطات الانقلاب بقيادة السفيه عبد الفتاح السيسي، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وقالت كل من القاهرة والخرطوم إن: "أديس أبابا أبلغتهما بأن المرحلة الثانية من التعبئة بدأت في سد النهضة الإثيوبي الكبير".

وكانت وزارة الري في حكومة الانقلاب أعربت مساء الإثنين عن "رفضها الجازم لهذا الإجراء الأُحادي الجانب" وحذت وزارة الخارجية السودانية حذوها الثلاثاء واصفة هذه الخطوة بأنها "خطر وتهديد وشيك".

وقد أثار السد الضخم، الذي من المقرر أن يكون أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا عند اكتماله، مواجهة دبلوماسية استمرت عقدا تقريبا بين أديس أبابا ودول المصب مصر والسودان.

وتقول إثيوبيا: "إن المشروع ضروري لتنميتها"، لكن القاهرة والخرطوم تخشيان أن يحد من وصول مواطنيهما إلى المياه.

وتحث الحكومتان أديس أبابا على توقيع اتفاق مُلزم بشأن عمليات التعبئة والسد، وتدعوان مجلس الأمن الدولي إلى تناول هذه المسألة.

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس إن: "تونس طلبت عقد اجتماع مجلس الأمن الخميس باسم مصر والسودان".

إلا أن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة قال الأسبوع الماضي إن: "المجلس نفسه لا يستطيع أن يفعل شيئا يذكر باستثناء الجمع بين جميع الأطراف".

وقال للصحفيين: "يمكننا فتح الباب ودعوة الدول الثلاث إلى طاولة المفاوضات وإحضارها للتعبير عن مخاوفها، وتشجيعها على العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى حل".

تهديد وجودي

وقال وزير الخارجية في حكومة الانقلاب سامح شكري في مذكرة إلى الأمم المتحدة إن: "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، واتهم إثيوبيا بتبني "سياسة تعنت تقوّض مساعينا الجماعية للتوصل إلى اتفاق".

كانت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا باردة على مدى العقد الماضي، كما تصاعدت التوترات بين إثيوبيا والسودان حيث أدى نزاع تيجراي إلى فرار اللاجئين عبر الحدود إلى السودان.

وقالت القاهرة إن: "شكري ونظيرته السودانية مريم المهدي التقيا في نيويورك قبل محادثات مجلس الأمن وأكدا مجددا رفضهما القاطع لخطوة إثيوبيا".

وكانت أديس أبابا قد أعلنت في وقت سابق أنها "ستمضي قُدما إلى المرحلة الثانية من التعبئة في يوليه، باتفاق أو بدونه".

وتقول إثيوبيا إن: "إضافة المياه إلى الخزان، لاسيما خلال شهري يوليه وأغسطس اللذين يتمتعان عادة بهطول أمطار غزيرة، جزء طبيعي من عملية البناء".

وقال مسؤول كبير في وزارة المياه إن:  "التعبئة تتماشى مع البناء، وأضاف إذا كان هطول الأمطار كما ترون الآن في يوليو، فلا بد أنه بدأ".

ويعتبر نهر النيل – الذي يبلغ طوله حوالي 3700 ميل (6000 كيلومتر) أحد أطول الأنهار في العالم – مصدرا أساسيا للمياه والكهرباء لعشرات البلدان في شرق أفريقيا.

وترى مصر، التي تعتمد على نهر النيل في حوالي 97 في المائة من مياه الري والشرب، أن السد يشكل تهديدا وجوديا.

ويأمل السودان في أن ينظم المشروع الفيضانات السنوية، لكنه يخشى أن تتضرر سدوده دون التوصل إلى اتفاق بشأن العملية الإثيوبية.

ويحتوي السد الضخم الذي يبلغ طوله 145 مترا والذي بدأ بناؤه في عام 2011 على خزان تبلغ طاقته 74 مليار متر مكعب (2.61 تريليون قدم مكعب).

عامل "توحيد" للإثيوبيين

وقد بدأت التعبئة في العام الماضي، حيث أعلنت إثيوبيا في يوليو 2020 أنها "حققت هدفها البالغ 4.9 مليار متر مكعب، وهو ما يكفي لاختبار أول توربينين للسد، وهو معلم مهم على طريق إنتاج الطاقة".

والهدف من ذلك هو إضافة 13.5 مليار متر مكعب من المياه هذا العام.

وقال "كوستانتينوس بيرهوتيصفا" خبير السياسة العامة في جامعة أديس أبابا إن: "الوصول إلى هذا الهدف سيكون نعمة سياسية لآبي في إثيوبيا في الوقت الذي يجتهد فيه لإنهاء الحرب الوحشية في تيجراي".

وأضاف كوستانتينوس "أن هذا عامل توحيد للإثيوبيين في وسط الكثير من الصراعات العرقية التي ترونها هنا، ومن ثم فإنه من المهم للبلاد وقيادة البلاد استكمال السد وفقا للجدول الزمني".

وكانت مصر والسودان ترغبان في التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن عمليات السد قبل بدء أي عملية ملء، إلا أن إثيوبيا تقول إنه من المستحيل تأجيلها.

وفي العام الماضي قال السودان إن: "العملية تسببت في نقص المياه بما في ذلك في العاصمة الخرطوم، وهو ادعاء اعترضت عليه إثيوبيا". ورفض كوستانتينوس الفكرة القائلة بأن "المزيد من ملء الخزانات سيكون ضارا".

وقال: "لا اعتقد أن ذلك سيكون له تأثير إذا كان أي شيء سيكون له تأثير إيجابي؛ لأنه سيمنع الفيضانات في السودان، وهذه المياه ستكون متاحة لهم، ولن يتم حجبها بشكل دائم".

 

https://www.france24.com/en/live-news/20210706-ethiopia-resumes-filling-nile-mega-dam-reservoir-angering-egypt