عصابة الانقلاب تعزي في رئيس “هايتي” وتطالب بالقصاص.. وماذا عن مرسي؟

- ‎فيتقارير

دانت عصابة الانقلاب اغتيال الرئيس "جوفينيل مويس" رئیس جمهورية هايتي، وتقدمت خارجية العسكر بخالص تعازيها للحكومة، وبلا ذرة خجل من جرائمهم، أكد العسكر ضرورة تقديم المسئولين عن هذه الجريمة إلى العدالة دون تأخير، والسؤال وماذا عن الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي قتلتموه بدم بارد؟
وكان مكتب رئيس الوزراء المؤقت في هايتي أعلن، في وقت سابق من يوم أمس، اغتيال رئيس البلاد جوفينيل مويس، وزوجته جراء هجوم مسلح في مقر إقامتهما الخاص، داعيا الشعب إلى التحلي بالهدوء، مؤكدا أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة.

تجار دم
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الانقلاب في برقية تعزية: "تعرب جمهورية مصر العربية عن بالغ إدانتها لاغتيال الرئيس "جوفينيل مويس" رئیس جمهورية هايتي وتتقدم بخالص تعازيها للحكومة والشعب الهايتي الصديق في هذا الحادث الأليم، وتؤكد على ضرورة تقديم المسئولين عن هذه الجريمة إلى العدالة دون تأخير".
وتابع: "وفي هذا الصدد، تدعو جمهورية مصر العربية كافة الأطراف في جمهورية هايتي إلى التهدئة، واستئناف العملية السياسية في البلاد والعمل على استعادة الاستقرار على نحو يضمن أمن الشعب الهايتي وسلامة مؤسسات الدولة".
ولم يعد يوم الـ17 من يونيو من كل عام يوما عاديا مثل باقي الأيام، إذ بات تاريخا شاهدا على تغول ووحشية عصابة انقلاب 3 يوليو 2013، الذي لم يجد أي مانع أخلاقي في الاستفراد بعالم چيولوچي حائز على الدكتوراة من إحدى أعرق جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، عاد إلى وطنه، ليشتغل بالسياسة والدعوة، حتى صار برلمانيا ورئيسا للجمهورية.
تعرض الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ جمهورية مصر العربية بالمعنى الحقيقي للعبارة، إلى ما هو أبشع من الانقلاب العسكري، فقد تعرض إلى الحصار والقهر والتشويه، منذ اللحظة التي أعلن فيها نيته الترشح إلى رئاسة الجمهورية بعد ثورة يناير 2011، مرورا بعام حكمه اليتيم، وصولا إلى مقتله وما تلا ذلك حتى اليوم.

النبوءة
يلخص الإعلامي المقرب من السلطات السعودية عمرو أديب، ما حدث مع الرئيس الشهيد مرسي منذ ظهوره في المشهد السياسي المصري بداية من إعلان ترشحه للرئاسة بديلا للمهندس خيرت الشاطر عام 2012، مستعيرا ما حدث في الولايات المتحدة مع ترامب، قائلا إن: "الإعلام الأمريكي تجاه ترامب، فعل نفس ما فعلناه تجاه محمد مرسي "تريقة وتقليل من شأنه وهز صورته"، على حد قوله.
وفي تسريب له من محبسه في وقت مبكر بثته قناة "الوطن" على يوتيوب، حاور الرئيس الشهيد مرسي محاميه محمد سليم العوا، تنبأ الرئيس الشهيد مرسي بأن يتوحش السفاح السيسي أكثر من توحشه الأولي، مرجحا أن يحتاج نحو 10 سنوات لتثبيت حكمه، وإلا قد يتعرض لانقلاب عسكري مشابه للانقلاب الذي شنه ضده شخصيا.
لهذا السبب، الخوف من آثار استمرار الرئيس الشهيد مرسي في إثارة القلاقل من محبسه، والاستمرار في طرح سؤال الشرعية طالما ظل مرسي، الرئيس المُنقلَب عليه في الواجهة، نفذ السفاح السيسي عملية اغتيال حقيقية للرئيس الشهيد مرسي في باحة المحكمة، بعد أن مارس ضده الاغتيال المعنوي والإماتة البطيئة خلال سنوات، وذلك بمعاونة إماراتية إسرائيلية، كما أوضحت قيادات في المخابرات الفرنسية، على نحو شرحناه في مادة استقصائية مطولة عقب وفاة مرسي مباشرة منذ عامين.
نجح السفاح السيسي في إبعاد الشهيد مرسي عن المشهد، مضطرا إياه إلى دفع الثمن الذي قال إنه ليس لديه مشكلة في تقديمه حياته من أجل ما يؤمن به، لكن السؤال الآن: هل سيفلت السفاح السيسي من دفع ثمن جرائمه، أم أن نبوءة الرئيس الشهيد مرسي تجاه سقوط السفاح السيسي ستتحقق؟.
في النهاية اُغتيل الرئيس الشهيد مرسي ومات مظلوما، باتهامات تصفها منظمات دولية بـ”السخيفة”، وشاركت دول على رأسها الإمارات في صناعة المأساة، ومن يصنع المأساة ينتظر الحصاد.