في ذكرى التفويض.. “العطش” هدية السيسي للمصريين بعد 8 سنوات من “الإرهاب المحتمل”

- ‎فيتقارير

مرت 8 سنوات علي تفويض قائد عصابة الانقلاب الجنرال عبدالفتاح السيسي بمحاربة"الإرهاب المحتمل" الذي شحن فيه أنصاره في 26 يوليو 2013، إلى قبول وتبرير ومساندة رواية العصابة في مذابح مرتقبة بقوله: " أنا بطلب من الشعب ينزل يوم الجمعة الجاية علشان يدوني تفويض لمواجهة الإرهاب المحتمل". وكان ما كان في مذبحة المنصة (النصب التذكاري) بمدينة نصر بالقرب من مقر رابعة العدوية، وقتل على أثره نحو 110 شهداء وعشرات الإصابات منها إصابات خطيرة في تورط من بلطجية نخنوخ وبأدوار محددة واجه فيها الحجر طلقات الرصاص الحي والخرطوش من تحالف الداخلية مع بلطجية نخنوخ وعصابات البلاك بلوك.
حصاد 8 سنوات من التفويض طلب جديد من السيسي لتفويضه والجيش لوقف الانتقاد الذي يزعم أنه "الهري" وقبول العطش فيشدد القوانين على المزارعين لاسيما الأرز والذرة وقصب السكر ويأخذ غرامات باهظة لا تتوازي والعائد من هذه المحاصيل الحيوية للمصريين.

يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل عبر @waiel65 "تفويض بالعطش.. تفويض بالظلم والقمع.. تفويض بصناعة الكراهية والاحتراب المجتمعي.. 26 يوليو 2013 أحد أسوأ الأيام التي مرت على مصر".
جمعة التفويض التي دعا لها السيسي في (26 يوليو) زعمت أن الإرهاب هو في المسيرات والمظاهرات والاعتصامات الرافضة لتدخل القوة والألة العسكرية في تحديد مصائر المصريين، وأن المحتمل منها هو تخوفه أن تحقق صدا شعبيا لرافض الانقلاب المدعوم ماليا من السعودية والإمارات، وبالذخيرة من القوات المسلحة التي يتهم مراقبون السيسي بتوريطها  في المذابح.

تفويض الجيش
وربط مراقبون بين نجاح السيسي في تفويضه الأول والذي من علاماته مرور حادث المنصة مرور الكرام بلا تحقيق وتحميل الضحايا جرائم الجزار، ومن ثم الانتقال إلى المذبحة الكبرى في رابعة العدوية ونهضة مصر، وبين التفويض الذي طلبه السيسي في يناير 2014 من الجيش ليترشح للرئاسة وهو من قال: "والله ما في رغبة ولا إرادة منا لحكم مصر" وصدقه على ذلك اللواء أحمد وصفي الذي ربط الانقلاب بتحول السيسي من "فريق أول" إلى "رئيس" أثناء حواره مع بطريق الانقلاب عمرو أديب "امتى أقول أنه ما حدث انقلاب .. لو سيات الفريق أول عبدالفتاح بقى رئيس جمهورية"!!
السيسي اجتمع لتهميش "وصفي" الذي كان كالدب الذي قتل صاحبه، بقيادات الجيش ضمن ما أطلق عليه اللقاء "التثقيفي" بتنظيم الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، ليورط الجيش أكثر وأكثر، بطلبه تفويض الجيش للترشح للرئاسة.
فيظهر بديلا لوصفي مقدم الحفل العقيد ياسر الذي خرج وكأنه يرد على الأول "كنا نود أن نستأثر بالفريق أول السيسي لنا وحدنا، لكن إذا احتاجك الشعب فلن نرفض"!!
المشهد التمثيلي كان يحتاج لشمشرجي فيخرج ضمن لقاء "القوات المسلحة" بشكل طارئ أحمد بدير ليقول للسيسي: "الشعب سيقول نعم للاستفتاء وعليك أن تقول أنت نعم للشعب ولا تعطِه ظهرك".
فيرد عليه السيسي "لا أملك ظهرًا لأعطيه لمصر، والمصريون لما عازوا نزلوا ولما بيعوزوا حاجة بيعملوها".

انفصال شبكي
يؤكد مراقبون أنه وعلى مدى السنوات الثمانية يتكلم السيسي بحس الممثل العاطفي وبنفس الشيوفونية المنفصلة عن محنة المصريين، ففي البداية يلعب على الاحتراب الأهلي وفي النهاية بمسألة سد النهضة يداعب نفس الورقة ليتهم الإخوان -من خلال أذرعه الإعلامية- أنهم من يريدون الحرب! ويصر على العبور فوق جراح المصريين، تارة يركب العجل ويناقش هموم المجندين الشخصية ويشتري الموز من أحد بائعيه في مدينة نصر، وينفق أموال المصريين على علاج فئة من مئات الفئات (الفنانين) على نفقة دافعي الضرائب ومسددى فواتير الكهرباء والبنزين، ثم يطلب منهم أخيرا "بلاش هري" في مسألة سد النهضة وحقوقهم في مياه النيل.
السيسي في تفويض الجيش يدخل في حوار مع الممثل محمد صبحي ليخرج بجملة عاطفية "الكرسي مكتوب عليه اسم صاحبه اللي هيقعد عليه، واللى عاوزه ربنا هيكون إن شاء الله"، ويضيف: "هل عندكم استعداد نقسم اللقمة مع بعض عشان نوفّر مأكل ومسكن للمشردين في الشارع؟"!
بات المصريون في نهاية التفويض الأول والثاني والثالث وتهديداته بالتفويض البينية مخدوعين تماما كالفنان إيمان البحر درويش الذي قال: "أنت لم تطلب الإمارة"، فقال السيسي: «لم أطلبها ولن أطلبها"!
وبعد 8 سنوات يرى مراقبون أن الجيش منقسم فعليا بين فرقتين فرقة تؤيد الفريق سامي عنان وفرقة تؤيد السيسي، وهو ما أظهرته قرارات السيسي الأخيرة بعدم تثبيت قيادات الجيش لأكثر من عامين بعد أن كانت أربع سنوات وربما يدفعه طغيانه لاغتيال قادة في الجيش، والشماعة تتسع لمثل هذه الجرائم أو يكون الحادث قضاء وقدرا!

الرد على تفويض السيسي جاء من هذه النقطة الأخيرة، فالفنان"إيمان البحر" حفيد فنان الشعب "سيد درويش"وقف للسيسي بأنفسه -حركة بذيئة- ضمن رفضه لتفويضه الجديد بتعطيش المصريين.
يتحدث نشطاء وسياسيون أن إيمان البحر أفاق أن السيسي هو من باع النيل من أجل التفويض واتفاق المبادئ الذي وقعه السيسي بالخرطوم كان تفريطا وأن عاقبة من يتحدث إما الاعتقال أو الموت، وبغض النظر عن إعلانه استعداده لتحمل أعباء حبه لمصر ونتائج لم يخفها أنصار السيسي وأعداء الإنسانية اللدودين، إلا أن استمرار السيسي ينذره بعاقبة وخيمة، وأن أحلامه طاغية وظالمة وباغية وأن الأفضل لمصر هو تنحيه كما أعلن ذلك عبدالناصر سلامة كاتب الأهرام الذي كان واحدا من الذين انخدعوا بالسيسي ثم استفاقوا، واليوم هو قابع في سجن "العقرب" سيئ السمعة مع رموز جماعة الإخوان وثورة يناير جمعهم رفض الظلم والطغيان، ورفض السطو على الحكم بقوة السلاح والدبابات.