السيناريو الإماراتي.. هل استعد «بن سعيد» بفقرة التفجيرات واتهام حزب النهضة بالإرهاب؟

- ‎فيعربي ودولي

 السلطات كانت قادرة على فض اعتصام رابعة العدوية بخراطيم المياه، ولكن الأجهزة قالت إن "السيسي يبحث عن بداية حكمه بشرعية الدم"، ذلك ما قام به السفاح السيسي والذي استضاف أحمق قرطاج قيس بن سعيد في القاهرة، ليعلن بعدها "سعيد" تجميد البرلمان وحل الحكومة والانقلاب الناعم، فهل انتهت فقرات السيرك الإماراتي، أم تونس على موعد مع حلقة التفجيرات؟
وفي وقت يمضي فيه "سعيّد" قدما في إجراءاته، دعت حركة "النهضة" لحوار وطني، ويثير سجن نائب بتهمة "الحط من معنويات الجيش" وتوقيف آخرين قلق منظمات دولية، رغم زعم سعيد أن "الحقوق محفوظة في إطار القانون".

سلمية
وطالبت حركة النهضة الإسلامية في تونس رئيس الجمهورية قيس سعيّد بإفساح المجال لحوار يلتزم الجميع بمخرجاته، في أحدث رد فعل من جانبها بعد إعلان الانقلاب وتجميد اختصاصات البرلمان.
وطالبت الحركة في بيان صدر عن المكتب التنفيذي، الرئيس منفذ الانقلاب الإماراتي "بتغليب المصلحة الوطنية والعودة لمقتضيات الشرعية الدستورية والتزام القانون وإفساح المجال لحوار يلتزم الجميع بمخرجاته".
وبعد نحو أسبوع من إعلان التدابير الاستثنائية انطلاقا من تأويل فصل في الدستور، لا توجد إشارات على أن الرئيس سيتراجع عن انقلابه مع مسكه بزمام الأمور وتوليه السلطة التنفيذية بشكل كامل.
وقال حزب حركة النهضة "إن الإجراءات الاستثنائية التي لجأ إليها السيد رئيس الجمهورية هي إجراءات خارقة للدستور والقانون وفيها اعتداء صريح على مقتضيات الديمقراطية".
وأعلن زعيم الحركة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي "سنقاوم بكل الطرق السلمية والقانونية، وسنناضل من أجل عودة الديمقراطية، ويجب أن يُفهم أن على البرلمان أن يعود من أجل المشاركة في قرارات الدولة"، وتابع رئيس البرلمان "أي حكومة يتم تعيينها أو رئيس وزراء يجب أن يحظى بمصادقة البرلمان، ليست هناك طريقة أخرى".
واتهم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي دولة الإمارات بالعمل على التأثير سلبا في الأوضاع التونسية، وأضاف أن الإمارات ترى في الديمقراطية الإسلامية تهديدا لسلطتها وتعتقد أن الربيع العربي وُلد في تونس ويجب أن يموت في تونس، وقال إن "الإمارات دعمت الانقلاب في مصر.
وأضاف، مثل هذا الانقلاب لا يمكن أن يحدث في تونس لأن تونس ليست مصر" موضحا أن علاقة الجيش بالحكومة مختلفة وأن الجيش التونسي حمى الحرية وصناديق الاقتراع منذ بداية الثورة.
وأشار الغنوشي إلى الاهتمام الكبير الذي توليه وسائل الإعلام الإماراتية لما يحدث في تونس رغم بعد المسافة بين البلدين وعدم وجود صراع مصالح بينهما".
وأضاف أن "الإمارات قلقة من أن يؤدي اتفاق السلام في ليبيا إلى تنظيم انتخابات؛ لأن لديها خوفا كبيرا من أن يمتد الانتقال الديمقراطي إلى باقي المنطقة العربية".

 

على خطى السيسي
يسير قيس سعيد على خطى السفاح السيسي في 30 يونيو وينقلب على الحكومة والبرلمان مستعينا بالجيش، شعب تونس أمام مفترق طرق، إما الثورة والعيش بكرامة، وإما احتلال إماراتي وتفجيرات تدبرها السلطة ومطاردة شبح الإرهاب المصطنع.
وكشف الناشط السيناوي مسعد أبو فجر أصابع السفاح السيسي ونجله محمود ضابط المخابرات برعاية الإرهاب في شبه جزيرة سيناء للوصول إلى حكم مصر، وذلك عن طريق ضابط مخابرات كان يقوم بهندسة وتنفيذ كافة عمليات الفوضى بعد ثورة 25 يناير 2011.
وقال أبو فجر الذي كان عضوا في لجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر عقب الانقلاب العسكري الذي قاده السفاح السيسي في يوليو 2013 إن "هذا الضابط الذي ينتسب للمخابرات الحربية هو المدبر لعملية الهجوم على معسكر الأمن المركزي في منطقة الأحراش بسيناء عام 2017، وذلك عبر تكليف اثنين من شباب سيناء، وكذلك هجوم رفح في رمضان 2012 إبان حكم الرئيس الشهيد محمد مرسي، وتفجيرات أنبوب الغاز الطبيعي".
وأضاف "أستطيع أن أزعم وأنا مطمئن أن من وراء الإرهاب في سيناء هو السيسي، ولو تقدم ضابط المخابرات (س) بشهادته فسوف يكتشف المصريون فضيحة كبرى لم تحدث في التاريخ الإنساني، من قتل جنود والهجوم على ثكنات وإرهاب ممتد لست سنوات راح ضحيته شباب غلابة يتصورون أنهم يجاهدون في سبيل الله".

 

لا يمتلك مشروعا

وعلى الرغم من عدم امتلاكه لمشروع سياسي مثل السفاح السيسي، فقد تمكن قيس سعيد من الفوز في الانتخابات الرئاسية، لكن غياب المشروع السياسي لم يدم طويلا، وبدأ يظهر للعلن كلما خرج سعيد إلى الشارع وبدأت الأصوات تنادي بحل البرلمان، فمشروع الرئيس السياسي يتعارض مع النظام السياسي لتونس بعد الثورة وحتى قبلها.
ولتمويل الترويج لمشروعه الانقلابي في تونس جُندت على ذمة سعيد قناة التاسعة، والتي تمثل امتدادا للأذرع الإعلامية الإماراتية في تونس.
وبدأ قيس سعيد في عملية تحطيم النظام السياسي الحالي لتونس، فقام بتعطيل عملية إرساء المحكمة الدستورية والعمل الحكومي ومشاريع القوانين والتحويرات الوزارية وكل ما كان له علاقة بالنظام السياسي للبلاد، واستطاعت يده أن تمتد إليه وتدمره.
هذا دون عمليات التحريض على الحكومة والأحزاب وأعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال والنقابات العمالية.            الأخضر واليابس في طريق سعيد يُمحى في سبيل غايته.
البعض لا يتحدث عن انقلاب يحدث هكذا بل عن عملية كاملة ومكتملة الأركان يبدو أن الإعداد لها استغرق ما يقارب السنة ونصف السنة مع دعم تكتيكي من صفحات فيسبوك وعناصر على الميدان، فصبيحة الانقلاب كان الناس في محيط المجلس يحتجون على تردي الأوضاع الصحية والمعيشية، أما في المساء تم توجيه الحشود نحو الاحتفال بالانقلاب في ما يشبه سيناريو الانقلاب المصري، وخرج الناس مهللين بما حدث.