“معبر رفح”.. بوابة جهنم وورقة ابتزاز السيسي المقاومة لصالح العدو الصهيوني

- ‎فيعربي ودولي

اتخذت عصابة الانقلاب العسكري بالقاهرة قبل أيام قرارا بإغلاق معبر رفح بصورة مفاجئة، في ظل حالة التوتر التي شهدتها حدود غزة مع الاحتلال الصهيوني، وما تخللها من مواجهات عنيفة وإطلاق بالونات حارقة تجاه البلدات المحتلة المحاذية للقطاع، كرد على الهجمات الصهيونية المستمرة، وعدم الالتزام بتعهدات تخفيف الحصارعن القطاع.

نظر المراقبون للقرار السيساوي الصهيوني على أنه "نوع من العقاب وورقة ضغط على حركة حماس، خاصة في ظل تعثر جهود التهدئة بغزة، وصعوبة التوصل لتفاهمات حول الملفات الأخرى، وتهديد فصائل غزة بتصعيد خيارات المقاومة الشعبية على الحدود".

السيسي يحمي تل أبيب..!
وأدت المواجهات العنيفة لإصابة 41 فلسطينيا بينهم 10 أطفال أحدهم 13 عاما بجروح حرجة وفق مصادر طبية فلسطينية، في وقت أعلن جيش العدو الصهيوني إصابة أحد عناصره بجروح بالغة جراء إطلاق النار عليه من مسافة قصيرة فيما لم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عنها.
ولاحقا رد الجيش العدو الصهيوني على الحادثة بقصف مواقع عسكرية تتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في مناطق مختلفة في القطاع هي الأعنف من وقف موجة التوتر الأخيرة في مايو الماضي.
وهدد رئيس وزراء العدو الصهيوني نفتالي بينيت، في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أن "إسرائيل ستصفي الحساب مع الذين هاجموا الجنود والمحتلين الصهاينة".
بعد المسيرة الأخيرة، غضبت عصابة الانقلاب بالقاهرة وأصدرت المخابرات أمرا مفاجئا لإدارة المعبر بغلقه رغم إرسال إدارة التنسيقات بالفعل كشوف المسافرين، ما أدى إلى تكدس الفلسطينيين على المعبر داخل مصر وغزة.
زاد غضب عصابة الانقلاب بالقاهرة، تأكيد الفصائل الفلسطينية في غزة في بيان 22 أغسطس 2021 أنها لن توقف المظاهرات الحدودية ضد العدو الصهيوني، وستواصل دون تراجع حتى رفع الحصار والتوقف عن المس بالقدس والضفة الغربية.
رد فعل عصابة الانقلاب بالقاهرة جاء عقابا لحماس، بدعوى إحراجها أمام حلفاء السفاح السيسي الذي أقسم على حمايتهم، وتعهدت حماس لعصابة الانقلاب بعدم التصعيد خلال زيارة مدير مخابرات الانقلاب عباس كامل لتل أبيب 18 أغسطس 2021.
واستهدف رد فعل عصابة الانقلاب أيضا إرضاء رئيس وزراء العدو الصهيوني نفتالي بينيت الذي يستعد لزيارة مصر ويطلب السفاح السيسي وساطته لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعدم فرض عقوبات.

حنين مع الصهاينة!
المفارقة أن كيان العدو الصهيوني، على عكس عصابة الانقلاب بمصر، لم تغلق معبر كرم أبو سالم مع غزة رغم حادثة الحدود واستمر مفتوحا، لإدخال شاحنات تحمل حواسيب وهواتف نقالة ومعدات اتصال وإنترنت لم يسمح بإدخالهم منذ عملية "حارس الأسوار" كما أطلقت عليها تل أبيب أو "سيف القدس" كما تسميها فصائل المقاومة.
مصادر مطلعة قالت إن "حكومة العسكر بمصر أكدوا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن عصابة الانقلاب أغلقت معبر رفح بسبب توترات مع قادة حركة حماس، لتعاقب مليوني فلسطيني".
وأضافت المصادر أن "مخابرات السفاح السيسي لا تدرك أن قرار استكمال المسيرة وعدم إلغائها بناء على طلب مصر هو قرار جماعي لكل الفصائل لا حماس فقط".
وقالت المصادر إن "مخابرات مصر أصبحت جزءا من المماطلة والضغط على غزة بدل أن تتوسط بين الطرفين أو تقف مع الشعب الفلسطيني"، و23 ألف فلسطيني تعرقل سفرهم في اليوم الأول للغلق.
كما أوضحت أن غزة أجرت اتصالات مع مصر وطالبتها بعدم اتخاذ معبر رفح ورقة ضغط على الفصائل، لأن الاحتلال الصهيوني هو الذي يتحمل كل ما يجري على الأرض وهو الذي يفرض الحصار منذ 15 عاما".
الصهاينة كانوا أكثر وضوحا في تأكيد أن "غلق المعبر كان مجاملة من السفاح السيسي لهم وعقابا لحماس وغزة، وكتب وزير القضاء الصهيوني السابق "حاييم رمون" على حسابه في تويتر أن "مصر أغلقت معبر رفح ردا على إصابة الفلسطينيين جنديا إسرائيليا".
وألمح إلى أن "السفاح السيسي أحن على العدو الصهيوني من رئيس وزرائه بينيت، الذي واصل فتح معبر كرم أبو سالم ومد غزة بمواد البناء، بينما أغلق عليهم السفاح السيسي المعبر، ورأى أن معنى هذا أن السيسي يهمه أمن جنود جيشنا ومستوطني غلاف غزة أكثر من بينيت".