مع انهيار المنظومة الصحية.. دليفـري المـوت يهدد حياة المصريين بأدوية مغشوشة

- ‎فيتقارير

بسبب انهيار المنظومة الصحية وغياب الرعاية المطلوبة للمرضى في مستشفيات حكومة الانقلاب نتيجة تقليص ميزانية الصحة من جانب نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي يلجأ بعض المصريين إلى تلقي علاجات وشراء أدوية أون لاين عن طريق شبكة الإنترنت ويتسلمونها عن طريق الدليفري الذي لا يعرف أحد من أين يأتي ولا منبع هذه الأدوية أو مُنتجها ومُصنّعها؟.

ومع غياب الرقابة وإهمال حكومة الانقلاب وعدم قيامها بدورها اخترق البيع والشراء أونلاين عالم الدواء، خصوصا أدوية التخسيس والمنشطات الجنسية ومسكنات العظام وما شابه، والجميع يتستر تحت عنوان «الدواء مستورد من الخارج» وآخرون يدّعون أنها أدوية تحت إشراف وزارة صحة الانقلاب.

تعليقا على هذه الأوضاع حذر الأطباء من أن "هناك أدوية كثيرة مغشوشة وخطيرة على الصحة يتم تداولها أونلاين، بعيدا عن الرقابة الدوائية موضحين أن أعراض هذه الأدوية الجانبية، تبدأ بالجلطات وتنتهي بالوفاة، خصوصا للمهووسين بالتخسيس والحصول على الوزن المثالي".

وقال الأطباء إن "الجلطات والسكتات القلبية والدماغية وارتفاع أو هبوط ضغط الدم، وأعراض أخرى يتعرض لها متعاطو أدوية الأون لاين فقد تؤدي إلى الموت، لأن أغلب هذه الأدوية مغشوشة".

 

العلامة المائية

 

من جانبه اعترف الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية أن "هناك نسبة غش كبيرة تسود عالم بيع الأدوية أونلاين تصل إلى 99 %، وهي الأدوية التي تنتج عنها آثار جانبية خطيرة قد تصل للموت، مؤكدا أن كل هذه الأدوية هدفها الأول والأخير هو الكسب المادي".

وقال عوف في تصريحات صحفية إنه "لا يوجد مكان ثابت أو واضح لبيع هذه الأدوية وأحيانا يتم توزيعها في مقابلات في شوارع مجهولة أو زاوية معينة، وهي أدوية في منتهى الخطورة على الصحة. موضحا أن السيطرة على هذه الأدوية تتطلب توعية وتعريف الناس بأعراضها المميتة، من خلال زيادة الوعي والتأكيد أنها أدوية ضارة جدا بالصحة".

وأشار إلى أنه "لُوحظ في الفترة الأخيرة، أنه يتم غش العلامة المائية التي تبرهن على صحة الدواء من خلال إلصاق شعار مقارب لها في الشكل. ناصحا رواد الشراء أونلاين، بأن يدركوا أن أنسب مكان لشراء الدواء هو الصيدليات وهو المكان الرسمي المسجل، ويخضع للرقابة ولا عزاء لمن يشتري من المنافذ الأخرى".

وشدد عوف على ضرورة التأكد من اسم الدواء وفاعليته قبل الشراء وأن يكون بالفعل خاضعا لرقابة وزارة الصحة، محذرا المتعاملين مع هذه الأدوية، من أنها ضارة جدا وخطيرة على الصحة.

 

بير السلم

 

وكشفت الدكتورة رانيا ضياء الدين، طبيبة صيدلانية عن "بعض المواد المستخدمة في الأدوية التي تباع أونلاين مؤكدة أن أغلب الأدوية المستوردة التي يتم شراؤها أونلاين يتم تعبئتها في شريط دواء يأتي فارغا من الخارج، وعن طريق شركات (بير السلم) تتم تعبئتها وإضافة بعض العناصر التي تُعلِّي الحرق وبيعها بسعر غالي جدا على الإنترنت الذي يتولى تسويقها وهي بالفعل مربحة، ولا يوجد سعر موحد لها بل كل دواء حسب الجهة التي تعرضه وتتاجر فيه".

وقالت د. رانيا في تصريحات صحفية إنه "بخلاف البيع أونلاين، هناك صيدليات تبيع هذه الأدوية التي تأتي عن طريق الإنترنت، لكن بأسعار متفاوتة، والمتحكم الوحيد فيها، هو قدرة الصيدلي على بيع الدواء بأعلى سعر ممكن، وفي بعض الحالات يتم إخفاء مثل هذه الأدوية لأنه في حالة التفتيش المفاجئ من المسئولين في هيئة الرقابة على الدواء، إذا وجد المفتش أي دواء مخالف قد يصل الأمر للقبض على الصيدلي".

 

 

 

 

السمنة والنحافة

 

وأكدت الدكتورة عبير نبوي، استشاري التغذية  أن "أغلب الأدوية التي تباع أونلاين لعلاج السمنة والنحافة تمثل خطورة كبيرة على الصحة، مشيرة إلى أنها تعاملت مع حالات بين الحياة والموت متأثرة بهذه الأدوية وتعاني من إسهال مزمن، وبسببه تفقد الصوديوم ويقل تماما في الجسم بخلاف أن الإسهال يدمر جدار الأمعاء".

وقالت د. عبير في تصريحات صحفية "هناك أدوية أخرى تزيد ضربات القلب بشكل كبير جدا، مما يؤدي لدخول المريض العناية المركزة، وهناك أدوية تؤدي إلى تلف في الكبد والكليتين، وربما لا يظهر ذلك في بداية تناول هذه الأدوية، لكن يظهر بعد فترة قليلة من تناولها لافتة إلى أن هناك أدوية تؤثر على خلايا المخ وتزيد التوتر والاكتئاب".

وأضافت  "أعرف حالات كثيرة تم احتجازها لفترة كبيرة في غرف العناية المركزة، بسبب اضطراب ضربات القلب، بخلاف حالات الاكتئاب المزمن التي تدمر الحالة المزاجية والنفسية بسبب أدوية الأون لاين" .