تطهير عرقي لمسلمي آسام.. تصاعد العداء الهندوسي ضد المسلمين في الهند

- ‎فيعربي ودولي

باتت الاعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية أمرا شائعا في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من حكومة نيودلهي، على حد تأكيد تقارير سلطت الضوء على هذه الحالات.
وقبل أيام دعا مسلمو ولاية "آسام" الهندية المسلمين بالولايات الهندية والعاصمة دلهي خاصة والمسلمين بالعالم إلى التضامن مع قضيتهم والتظاهر مجددا، بعد أن قمعت الشرطة الهندية وغالبيتها من الهندوس مظاهرات للمسلمين في ولاية آسام الذين طردتهم حكومة حزب بهاراتيال جاناتا القومي الهندوسي من منازلهم -800 عائلة- بحجة أنهم من المهاجرين غير الشرعيين".

وقال صحفيون مسلمون إن "رئيس الحكومة الهندوسية ناردينا مودي طردت مؤسسات الدولة الهندية الآلاف من العائلات المسلمة ودمرت منازلهم بوحشية من قبل قوات الحكومة الهندية والمليشات الهندوسية الموالية لها".

صحفي قاتل

وقال شهود عيان إنه "بينما كان المسلمون يتظاهرون الخميس 23 سبتمبر ضد هدم بيوتهم في ولاية آسام الهندية أطلقت عليهم الشرطة المحلية وابلا من الرصاص ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المسلمين، وشارك في هذه المجزرة المليشيات الهندوسية المتطرفة وواحد من المراسلين الصحفيين ينتمي لحركة الهندوتفا الإرهابية، وشوهد يقفز على جثمان أحد القتلى بعدما سقط برصاص الشرطة، فضلا عن أن الشرطة أوسعت القتيل ضربا بالعصي وهو ميت أيضا، وهُجرت 800عائلة في يوم واحد".

وقال ناشطون إن "الصحفي الهندي الذي ظل يقفز ويقفز على جثة المسلم الهندي, بعدما قتلته القوات الهندية وأشبعته ضربا، هذا المشهد لن يستثير المجتمع الغربي، ولا علمانيي العرب، لأنه مشهد ليس فيه فرض حجاب على المرأة".
وأضافت شـوق @ShoogBlack_ "إذا كان الصحفي هو من يقتل المسلمين؛ فلا عجب أن تُتهم الصحافة المسلمين بالإرهاب".

إذا كانت هي العدسات تلطخت بدماء المسلمين، فلا تسأل عن حجم الأكاذيب والمذابح المروعة التي اُرتكبت وراء هذه العدسات،اللهم الطف بعبادك المسلمين، وأرنا الذل في الشرك والمشركين".


اعتداءات أغسطس

ونشرت وسائل إعلام غربية تقارير تفيد بوجود مثل هذه الاعتداءات، حيث وثقت في الشهر الماضي مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس.

وقبل أيام انتشر مقطع فيديو آخر، يظهر بائعا مسلما يتعرض للصفع والركل واللكم من قبل حشد من الهندوس في مدينة إندور بولاية ماديا براديش بوسط البلاد.

وإزاء تصاعد العنف الهندوسي، اعتقلت السلطات الهندية بالعاصمة نيودلهي 6 هندوس رفعوا شعارات مناهضة للمسلمين ذرا للرماد بالعيون، بمن فيهم متحدث سابق للحزب اليميني الحاكم في الهند، بعد قيادتهم مظاهرة ضمت العشرات رفعوا شعارات مناهضة للمسلمين.

وأثار الحدث الذي نظمته الجماعة الهندوسية المنتمية لحزب بهارتيا جناتا المتطرف الحاكم، الذي عقد على بعد كيلومتر واحد من مبنى البرلمان في الهند، حفيظة سكان نيودلهي المسلمين، لإقامته بجنتار منتار موقع مذبحة جرت العام الماضي، حيث ما زال المسلمون يعانون من آثارها فقد قتل الهندوس فيها 53 شخصا على الأقل، معظمهم من المسلمين في أسوأ حالات العنف الديني في العاصمة نيودلهي منذ أكثر من 30 عاما شهدتها المنطقة في فبراير 2020.

وفي تقرير لقناة الجزيرة الإنجليزية أشار إلى أن "الحادث وأعمال شغب جرت خلال الاحتجاجات على مستوى البلاد ضد قانون مثير للجدل أقرته حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في عام 2019، يمنح الجنسية الهندية للأقليات غير المسلمة من باكستان المجاورة وبنغلاديش وأفغانستان".

وحسب شبكة  بي بي سي البريطانية، أظهرت مقاطع الفيديو عشرات الرجال وهم يهتفون بشعارات ويهددون بإيذاء أفراد الأقلية المسلمة في الهند.

يقول المسلمون إن "التمييز ضدهم زاد منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة الهندية في 2014، ولكن الحزب الذي تأسس في عام 1925، واستوحى شعاراته من حزب النازي في ألمانيا، من أجل خلق دولة هندية عرقية في الهند، ينفي ذلك".

يشار إلى أن منطقة جنتار منتار بها حوالي 200 منزل ومتجر خمسها مملوك لمسلمين، فيظهر فيها جليا استهداف منازل المسلمين ومتاجرهم مكسوة بالسخام (آثار الحرق) والمدمرة بأبوابها المكسورة وكابلات الكهرباء الذائبة وكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة المشوهة، والتي تقف بجوار منازل هندوسية غير ملوثة ومطلية بأناقة، حتى إن تلك الآثار تظهر أيضا بمحلات البقالة ومحلات الهواتف المحمولة، ومصنع المشروبات الغازية بينما بدأت المتاجر التي يملكها الهندوس لفتح مصاريعها.

أمثلة للعنف ضد المسلمين
الاعتداءات السابقة، ليست سوى أمثلة عن حوادث عنف عديدة ضد المسلمين خلال شهر أغسطس الماضي ولم يكن ذلك الشهر هو الأكثر قسوة بالنسبة لأكبر أقلية دينية في الهند يبلغ عددها أكثر من 200 مليون نسمة، مثلما كشفت "البي بي سي" فقد تم الإبلاغ عن هجمات مماثلة في الأشهر السابقة أيضا وتصدر العديد منها عناوين الصحف الهندية.

ففي مارس تعرض صبي مسلم يبلغ من العمر 14 عاما لاعتداء عنيف بسبب دخوله معبدا هندوسيا كي يشرب الماء.

وفي يونيو تعرض بائع للضرب في دلهي بسبب بيعه الفاكهة في منطقة هندوسية.

وخلال فترة ولاية ناريندرا مودي الأولى في السلطة (رئيس الوزراء الهندي) كانت هناك حوادث عديدة تعرض فيها مسلمون للهجوم من قبل ما يسمى حراس البقر، بسبب شائعات بأنهم يأكلون لحوم البقر، أو أنهم كانوا يحاولون تهريبها حيث يعتبرها الهندوس مقدسة ولا يجوز ذبحها.

إدانة إسلامية

ودان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" اتهام الأقلية المسلمة بالهند بجهاد العشق وجهاد الكورونا وجهاد المخدرات.

وناشد الاتحاد جميع المسلمين سياسيين وعلماء ومفكرين وغيرهم، إلى بذل العناية المطلوبة شرعا، لمنع ما يحدث في الهند بما فيهم حكومات الدول الإسلامية ووسائل الإعلام الحرة وأن يقوم جميع المسلمين بواجبهم نحو إخوانهم وحمايتهم من الاعتداء والذوبان.

واستنكر الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ما قال إنه "العنف الممنهج والاتهامات الباطلة ضد المسلمين في الهند والتي تعمل على نشر الكراهية، وازدياد ظاهرة العنف ضد الأقلية المسلمة هناك، التي لا تقتصر على الاعتداءات الجسدية فقط، بل اتخذت أشكالا أخرى تهدف إلى تشويه سمعة الأقلية المسلمة".

وكشف "علماء المسلمين" الذي يتخذ من الدوحة مقرا له أن "المسلمين يُتهمون من قبل معظم قادة الحزب الهندوسي بممارسة جهاد الكورونا، والزعم ببصق الطهاة المسلمين على الخبز لنشر فيروس كورونا بين الهندوس وجهاد العشق واستخدام المخدرات لتخديرالهندوس وإدخالهم في الإسلام عنوة وغيرها من الموبقات التي تتناقض تماما مع مبادئ الإسلام".

وأكد القره داغي أن "الهند ظلت قرونا تحت الحكم الإسلامي وبقي الهندوس أكثرية، ومع ذلك لم يجبروا أحدا على الدخول في الإسلام، مما يؤكد كذبهم وافتراءهم على المسلمين في الهند".

#الهند_تقتل_المسلمين

وتضامنا مع المسلمين في الهند تصدر في مصر هاشتاج "الهند تقتل المسلمين" ليجمع أكثر من 100 ألف تغريدة وكتب أنس الجمل: @Anas_A_Aljamal ""دموع المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم".
وأضاف مـحمـد @evidic1 "تجمعوا أمام سفارات الهند في كل مكان.. لا تنتظر غيرك.. اذهب بنفسك..  وأخبر الناس عبر وسائل التواصل وسيحدث التجمع بإذن الله".
ودعا الرحبي @1961ramdhani  "الحكومات الخليجية خاصة بمراجعة  استقدام العمالة من غير المسلمين فوجود الملايين منهم  خطر على الخليج".
 

https://twitter.com/Ri43599309/status/1442147455168966667
https://twitter.com/75Alhinaui/status/1442147468284674049

نزع للجنسية
وعلى غرار ولاية آسام، تعتزم حكومة الهندوس نزع الجنسية الهندية عن مئات الآلاف من المسلمين، وتُخلي مساكنهم لبناء عدد من المشروعات السياحية الآن على ما يقرب من ألف منزل للمسلمين الذين طردوا من مساكنهم.

وفي 18 فبراير ١٩٨٣م حدثت مجزرة مدينة نيللي في ولاية آسام راح ضحيتها أكثر من ١٠ آلاف مسلم بينهم نساء وأطفال خلال ٦ ساعات فقط، وذلك بعد أن احتلت الهند كشمير في ١٩٤٨ وفعلت بها وأهلها الأفاعيل منها مجزرة الأطفال الحُفّاظ،  حيث جمع الهنود الهندوس ٣٥٠٠ طفل مسلم من حفظة كتاب الله في مكان واحد وأمام أهلهم  ذبحوهم.