د. حلمي القاعود يكتب: محمود العربي.. رجل تاجر مع الله!

- ‎فيمقالات

حدثني رفيق طفولتي وصديق الجيرة، قبل أربعة عقود تقريبا، عن الحاج محمود العربي الذي يعرفه مذ كان تاجراً بسيطاً في الموسكي بالقرب من الأزهر، بالقاهرة، وكيفية استقباله له في دكانته، عندما يسافر الصديق من قريتنا في شمال الدلتا إلى القاهرة، في الصباح الباكر يسأله العربي أولاً إن كان أفطر أم لا؟ ويطلب من مساعديه إحضار الإفطار والشاي، بينما يقوم العمال بتجهيز البضاعة التي دونها رفيق الطفولة في كشف، وفي أثناء الإفطار والشاي يتبادل الرجلان الحديث عن الأحوال، والسوق وغير ذلك من أمور يومية..

رفيق الطفولة يؤكد في لقاءاتنا وخاصة بعد أن صار الرجل شهبندر التجار، أن العربي لم يتغير، ظل في دكانته الأولى، يقدم له الإفطار والشاي قبل الحديث عن الأسعار والمنتجات، وبقي كما هو بسيطاً متواضعاً، ولم تتغبّش نظرته بعد فيض الأموال التي تكاثرت ونمت، ولا المصانع التي تعددت، وضمت عشرات الآلاف من العمال، ولا المنتجات التي يصدّرها لأكثر من عشرين دولة! ظل هو الرجل البسيط المتواضع الذي يحفظ كرامته.

التماس الربح

مات رفيقي وصديقي قبل عقد ونصف عقد تقريباً، والحاج محمود العربي يتمدد صناعياً وتجارياً، ويتناقل عنه الناس أخباراً طيبة، ومنهم ابن رفيقي وصديقي الراحل الذي فضل التجارة على الوظيفة الحكومية، فمنحه الحاج محمود توكيلاً لإحدى شركاته أو منتجاته، وأضحت قريتنا قبلة للتجار والأفراد الذين يبحثون في المنطقة عن منتجات العربي.

كانت هناك أوجه شبه بين الحاج محمود ورفيق الطفولة، فكلاهما كان مشغولاً بالسعي لالتماس الربح منذ الطفولة. بعرض بضاعة بسيطة على مصطبة الدار في العيدين، مثل البخت وضرب الحبش والزمامير والصواريخ والبالونات ونحوها.. كان الأطفال يفرحون بها ويشترونها بالملاليم أو القروش القليلة التي تمنح البائع ربحاً بسيطاً يشعره أنه حقق عملاً مفيداً..

وقف كلاهما في محل ليبيع، ويتعلم أصول التجارة. صديقي دخل مدرسة اللاسلكي وهو يتاجر ويقف في محل والده، وحصل على شهادته، وعين موظفاً في السنترال الحكومي، ولم تشغله وظيفته عن تجارته الخاصة التي نمت وكبرت إلى حد ما في الأجهزة الكهربية وغيرها، والحاج محمود وقف نشاطه على التجارة فقط، بعد أن انتقل إلى القاهرة ليعمل بائعاً في محل، ويتدرج في بيع الأدوات المكتبية، ثم بيع الأدوات الكهربية، وتتوسع تجارته ونشاطه إلى أفق ممتد وعائد كبير.

نماذج مضيئة

 حين أكتب اليوم عن تاجر، وليس عن أديب أو مفكر أو مثقف، أو سياسي، فإنني لا أخرج عن المنهج الذي التزمت به في تقديم النماذج المضيئة، إلى جانب النماذج الأخرى الجدلية والمثيرة، لأقدم لأبنائي وأحفادي من الشباب نماذج بشرية يجب الاحتذاء بها، وأخرى ينبغي الابتعاد عن سلوكها وقيمها.

الحاج محمود العربي من النوع الأول، رجل بسيط، لم يكمل تعليمه (حفظ القرآن الكريم في الكتّاب، ووصل في مدرسة القرية إلى الصف الرابع الابتدائي) وخرج إلى الحياة ليواجه مصاعبها ومتاعبها، فهو ابن أسرة ريفية فقيرة، لم تملك سهماً واحداً في الأرض الزراعية، كان أبوه يستأجر أرضاً من الآخرين ويزرعها، ويساعده ابنه محمود في الزراعة منذ طفولته مع أخوته الآخرين.

كانت بساطة الرجل ونجاحه سر شعبيته التي عبر عنها جمهور المصريين حين يتحدثون عن الشراء من منتجاته التي تقدمها مصانعه وشركاته، ويفضلونها على غيرها.

شهبندر التجار

لقد رفض لقب "رجل أعمال"، ورأى أنه صفة ترفيهية على حد وصفه، واكتفى بلقب تاجر، ثم شهبندر التجار حين انتخب رئيساً للغرفة التجارية، يبدو أنه أحس بدلالة لقب رجل أعمال في الوجدان الاجتماعي، حيث ارتبط هذا اللقب بسلوكيات غير مقبولة من التجار الذين يسمون أنفسهم رجال أعمال، فكثير منهم ليس على المستوى الخلقي والإنساني، كل ما يهم الواحد منهم الكسب ولو كان حراماً، وحين تتكدس الثروة في يديه فإنه ينفقها في المتع الحسية  الزائلة، والمظهريات الفارغة، والاستمتاع بما حرم الله، والعيش في أبّهة شكلية لا ضرورة لها، وكثرة منهم تتهرب من الضرائب أو حق الدولة والمجتمع، بل إن بعضهم لم يدفع المليارات المستحقة على امبراطوريته التي موّلتها السلطة بالأراضي الرخيصة والتيسيرات المتنوعة والامتيازات المفتوحة، وكأن السلطة تتغاضى تحت لافتة تشجيع الاستثمار!

لم يلتفت هؤلاء إلى المجتمع وحقه عليهم بعيداً عن الضرائب المحدودة، فلم يطعموا فقيراً، ولم يفتحوا ملجأً، ولم يقيموا مستشفى، ولم يبنوا مدرسة، ولم يسهموا في تطوير جامعة، وما نسمعه عن اهتمامهم بالجامعة يتمثل في وقوفهم أو تبنيهم للطلاب الفاشلين أو المتمردين على الدين! ثم إنهم تمكنوا من رقاب الناس بما يفرضونه من أسعار ورسوم في احتكاراتهم لبعض الخدمات الهامشية التي لا تبني اقتصاداً حقيقياً أو تؤسس لمشروعات إنتاجية معمّرة، والمفارقة أنهم حين ينعطفون إلى النشاط الأهلي يوظفونه لخدمتهم بتكوين أندية كرة القدم، وشراء الأبواق والأتباع من خلال المهارج التي يقيمونها، والجوائز التي يخصصونها في المجال الفني والإعلامي والثقافي بالمعنى الدعائي الشكلي، ثم إنهم في نهاية المطاف استطاعوا أن يشكلوا مركز قوة ضارباً يؤثر على السياسياسة العامة، بل يتحكم أحياناً في إصدار القوانين التي تتيح لهم مزيداً من التمدد والفوقية والكسب الحرام تحت مظلة القانون!

تجارة مع الله

إن فساد أكثر رجال الأعمال، لم يعد خافياً على أحد من الناس، وكان محمود العربي يعلم ذلك جيداً، فآثر كما سبقت الإشارة لقب التاجر، وأعلن أنه يتاجر مع الله، فجعل تجارته مربوطة بقيم الدين والأخلاق والحق والمجتمع، فكيف بدأت رحلته في التجارة مع الله؟

لقد ولد في أسرة فقيرة بقرية أبو رقبة مركز أشمون منوفية، عام 1932م وكان والده مزارعًا بسيطاً يستأجر أرضاً محدودة ليزرعها مع أولاده، أرسله أبوه إلى "الكُتَّاب" وهو في سن الثالثة لحفظ القرآن الكريم، ولم يواصل التعليم بسبب ظروف الفقر ووفاة والده  وهو صغير، فترك المدرسة الابتدائية وهو في الصف الرابع كما سبقت الإشارة، وظهر لديه ميل للتجارة منذ صغره  فكان يبيع لعب الأطفال على مصطبة بيتهم بالقرية في العيد  وساعده أخوه الأكبر، الذي كان يعمل بالقاهرة، وعن تلك الفترة يقول العربي: “كنت أوفر مبلغ 30 أو 40 قرشًا سنويًا أعطيها لأخي لكي يأتي لي ببضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر، وكانت هذه البضاعة عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، وكنت أفترشها على “المصطبة” أمام منزلنا لأبيعها لأقراني وأكسب فيها حوالي 15 قرشًا، وبعد ذلك أعطى كل ما جمعته لأخي ليأتي لي ببضاعة مشابهة في عيد الأضحى، وبقيت على هذا المنوال حتى بلغت العاشرة، حيث أشار أخي على والدي أن أسافر إلى القاهرة للعمل بمصنع روائح وعطور، وكان ذلك في عام 1942م، وعملت به لمدة شهر واحد وتركته لأني لا أحب الأماكن المغلقة والعمل الروتيني”. انتقل العربي للعمل بمحل في حي الحسين براتب 120 قرشًا شهريًا، واستمر في المحل حتى 1949م ووصل راتبه إلى 320 قرشًا، بعدها فضل العمل في “محل جملة” بدلًا من المحل “القطاعي” لتنمية خبرته بالتجارة، وكان أول راتب يتقاضاه في المحل الجديد 4 جنيهات، وفى عام 1954م التحق بالخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات، واستأنف عمله في محل الجملة حتى أكمل   15 عامًا، ارتفع فيها راتبه إلى 27 جنيهًا، وكان مبلغًا كبيرًا آنذاك، حيث تمكن من دفع تكاليف الزواج التي كانت أربعين جنيها (23 شبكة+ 17 مهراً)، وكان جهازه عبارة عن مرتبة ومخدتين ولحاف!

مرحلة الاستقلال

وفي عام 1963م سعى العربي للاستقلال بنفسه في التجارة، لكن لم يكن لديه ما يبدأ به، ففكر مع زميل في العمل، أن يتشاركا مع شخص ثري، هما بالجهد والعمل، وهو بالمال، وكان رأس مال المشروع 5 آلاف جنيه، وهكذا أصبح لدى العربي أول محل بمنطقة “الموسكي” بالقاهرة، مازال يحتفظً به حتى الآن.

وتتكشف طبيعة الرجل الذي يتاجر مع الله وأخلاقه حين مرض زميله في الشركة بعد ثلاثة أيام من بدء العمل، واستمر مرضه لمدة عامين، أدار خلالهما المحل بمفرده ونمت تجارته بسرعة كبيرة، وحقق أرباحًا تفوق أرباح 10 محلات مجتمعة،  وظهر خلاف مع صاحب رأس المال الذي أراد إخراج الشريك المريض، فاعترض العربي، وتم فض الشركة، وأبقى العربي على شريكه المريض وأولاده اليتامى بعد رحيله، وقد تكفل برعاياتهم وتعليمهم حتى تخرجوا من التعليم، واشتري العربي وشريكه محلًا آخر، وعاد الشركاء القدامى ليعرضوا عليه محلهم مرة أخرى، وبذلك أصبح يمتلك محلين بدلًا من محل واحد ومعه أبناء شريكه الراحل، ثم جاء بإخوته جميعًا ليعملوا معه، فقد توسعت تجارته، ونجحت الشركة وحولها إلى “شركة مساهمة”.

تحول تجاري

كانت تجارة العربي تقوم أساسًا على الأدوات المكتبية والمدرسية، ولكن الحكومة قررت في الستينيات صرف المستلزمات المدرسية للتلاميذ بالمجان، وهو ما يعني أن تجارة العربي لم يعد لها وجود، فاستعاض عنها بتجارة الأجهزة الكهربية، خاصة أجهزة التليفزيون والراديو والكاسيت.

وحوّل العربي تجارته بالكامل إلى الأجهزة الكهربائية في منتصف السبعينيات مع انطلاق سياسة “الانفتاح الاقتصادي”، وفكر في الحصول على توكيل لإحدى الشركات العالمية، لكن وجود الأدوات المكتبية في محلاته كان يقف حائلًا دون ذلك، إلى أن تعرف على أحد اليابانيين الدارسين “بالجامعة الأمريكية” بالقاهرة، وكان دائم التردد على محلاته، وكان هذا الشخص الياباني يعمل لدى شركة “توشيبا” اليابانية، فكتب تقريرًا لشركته، أكد فيه أن العربي هو أصلح من يمثل توشيبا في مصر، فوافقت الشركة على منحه التوكيل.

أول مصنع

وفي عام 1975م زار العربي اليابان، ورأى مصانع الشركة التي حصل على توكيلها، وبكى لأن بلاده ليس فيها مثل هذه المصانع! فطلب من المسئولين فيها إنشاء مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية في مصر وهو ما تم فعلًا، وكان لديه أرض في طريق مصر- إسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر، على أن يكون المكون المحلي من الإنتاج 40% رفع لاحقًا إلى 60% ثم 65% حتى وصل إلى 95%، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة “توشيبا العربي” عام 1978م. وفي 1982 تم بناء مجمع صناعي في بنها.

وعلى مدار العقود التالية زادت شراكاته مع شركات يابانية مصنعة للأجهزة الإلكترونية وغيرها ليصبح وكيلاً لعلاماتها التجارية مثل سوني، سيكو، إن إي سي، وهيتاشي. وفي الوقت الحالي، وصلت مبيعات "مجموعة العربي" أكثر من 400 منتج في 22 دولة، وتتكون شبكة التوزيع والخدمات للمجموعة من أكثر من 2800 مركز بيع وأكثر من 180 مركزا لخدمات ما بعد البيع. وتجاوزت مبيعات مجموعة شركات العربي 10 مليارات جنيه في عام 2016م، وفقاً لآخر الأرقام التي أعلنتها المجموعة.

مضيعة للوقت

في عام 1980م انتخب محمود العربي عضوًا بمجلس إدارة “غرفة القاهرة”، واختير أمينًا للصندوق، ثم انتخب رئيسًا “لاتحاد الغرف التجارية” عام 1995م، وظل رئيسًا له على مدار 12 عامًا. وطلب منه أحد محافظي القاهرة الترشح لعضوية مجلس الشعب، ولكنه رفض بإصرار، وكرر المحافظ الذي تلاه المحاولة، وضغط عليه بقوة من أجل الترشح، فقبل مكرها، ونجح نائباً عن دائرة في وسط القاهرة (السيدة زينب وقصر النيل). وعقب انتهاء فترة النيابة رفض تكرار التجربة لإيمانه أنها مضيعة للوقت، وأنه ليس رجل سياسة ولا يصلح لها.  

لقد خدم الناس بأكثر مما يخدمهم أي عضو نيابي، فقد كان بإمكان أي أحد أن يلتقية يومياً في الفترة من الثالثة عصراً، حتى العاشرة مساء، وأنشأ جمعية خيرية تقوم بالاستجابة لطلبات الفقراء والمرضى والمدارس والمستشفيات، وتساعد الجمعيات الخيرية الأخرى، وكان يذهب بنفسه ليضع الأجهزة المختلفة والمكيفات التي تحتاجها الجهات الطالبة، ويوجه إليهم الشكر، وسط دهشة الحاضرين، إنه الرجل الذي تحول من عامل إلى صاحب عمل وتاجر مع الله، ولم ينس حق الشريك ولا حق الفقير فكان في ماله حق معلوم للسائل والمحروم، وتحول من رجل تجارة إلى رجل صناعة، وهمّه أن يفتح أكبر قدر من البيوت بزيادة عدد العاملين معه، وانتقل نشاطه إلى أماكن آخرى تجاوزت الموسكي إلى جزيرة بدران وغيرها، وبنى المصانع في بنها ثم توسع وشغل الجزء الأكبر من المنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية ..

نخبة معاونة

ولم يكن الرجل يتحرك بوحي قراراته المنفردة، وخاصة في العمل وما يتعلق بالناحية الفنية والاجتماعية، فقد عاونه في مسيرته نخبة من أهل الثقة وأهل الخبرة يتقدمهم أخوه الحاج محمد العربي ومجموعة من الرجال المخلصين للشركة أسهموا في خدمة الشركة وتنميتها وازدهارها.

وفي قريته أبو رقبة، ومدينة أشمون وقراها، ترك الرجل آثارا تدل على عطائه وسخائه مع أهله والفقراء والمحتاجين والطلاب، فأقام المدارس والمساجد وزودها باحتياجاتها الكهربية وغيرها، وخصص مطعماً مجانياً مفتوحاً على مدار الساعة للسائقين والعمال الذين يأتون إلى مصانعه، فيدخل الجائع لتناول الطعام دون أن يسأله أحد من أنت؟ أو تتبع من؟

مقولة مهمة

ويكفي أنه صاحب مقولة العامل يعمل معي، وليس عندي. والفقراء شركاؤنا، وهذه المقولة جعلت العمال الذين تجاوز عددهم عشرات الآلاف يشعرون أن مصانع مجموعة العربي، هي مصانعهم قبل أن تكون مصانعه، فهو الذي يتابعهم ويسأل عن أحوالهم الاجتماعية، ويساعد في الأفراح، ويواسي في الأحزان، ويقف مع المأزوم حتى يتجاوز أزمته (أسقط نظرية ماركس!)، سأل مرة أحد المهندسين الممتازين عن مرتبه فذكره له، وحين اطلع على ملفه وجد أن المرتب لم يزد من سنوات مع كفاءة صاحبه، فاستدعاه، وخصص له مكافأة فورية، وطلب من الحسابات، رفع راتبه مذ توقف عند رقم معين، ليتساوى بمن هم في كفاءته، وقد سار أبناؤه على منهجه في العمل والتعامل مع العمال والوكلاء والعطاء، حقق التاجر مع الله نجاحاً كبيراً، لم تحققه شركات أخرى، فقد امتلكت المجموعة قرابة عشرين شركة تنتج أجهزة متنوعة وتقوم بصناعات متعددة ونشاطات مختلفة،  

حصل الحاج محمود العربي على أرفع وسام ياباني (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور الياباني أكيهيتو في مايو 2009م لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية وقد قام بتسليمه الوسام هيروفومي ناكاسوني.  

وفاته

توفي يوم الخميس 9 سبتمبر 2021 ميلاديًّا، الموافق 2 صفر 1443 هجريًّا، عن عمر ناهز 89 عامًا، وشيعته الآلاف في مسقط رأسه في مشهد رهيب، وبكاه الفقراء والعمال والموظفون ومن عرفوه وسمعوا به، فهو الرجل الذي تاجر مع الله، ورفض أن يتعامل مع العدو الصهيوني لأنه حسب قوله:"يذبح أبنائي!". ولا يجد غضاضة في الاعتراف بنشأته الفقيرة، ولم يعرف رفاهية الطعام فيأكل ما هو متاح لأنه حلال.