العالم والداعية ونائب الشعب.. رحيل الشيخ السيد عسكر صوت الحق والقوة

- ‎فيلن ننسى

عن عمر يناهز الـ89 عاما، رحل فضيلة الشيخ الإمام السيد عبد المقصود عسكر، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية سابقا، وعضو مجلس الشعب المصري 2012 عن الدائرة الأولى قسم شرطة طنطا محافظة الغربية، وعضو اللجنة الدينية بمجلس الشعب، وأحد أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.
ونعت جماعة الإخوان المسلمون الداعية المجاهد، وأبانت أنه عضو مجلس الشورى العام للجماعة والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، بين عامي 1996- 1999 وعضو مجلس الشعب المصري السابق، والذي وافته المنية اليوم الجمعة عن عمر يناهز 89 عاما (١٩٣٤م – ٢٠٢٣م ) قضى معظمها  في خدمة العلم والعمل الدعوي والسياسي والتربوي في صفوف جماعة الإخوان وتحت رايتها.
ولفتت الجماعة إلى أن عسكر شارك في العمل السياسي عبر عضوية مجلس الشعب عن الدائرة الأولى قسم شرطة طنطا بمحافظة الغربية، وهو أحد أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في دورة 2005، وعضو برلمان الثورة عام 2012م  ورئيس لجنة الشئون الدينية به.

 

المولد والنشأة

ولد الشيخ السيد عسكر في أسرة ريفية في قرية ميت الرخا بمركز زفتى محافظة الغربية، واهتم والده بتعليمه وأوكله إلى أحد المشايخ ليحفظ القرآن الكريم ويتعلم القراءة والكتابة منذ الصغر، ثم ألحقه بالتعليم الأزهري، ثم انتقل إلى الدراسة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ونال منها الشهادة العالية سنة 1959م ثم الشهادة العالمية مع إجازة التدريس بما يعادل الماجستير 1960م.

وعاصر الشيخ جانبا من حياته في عهد النظام الملكي، والاحتلال الإنجليزي لمصر في صدر شبابه، وعاصر استبداد ضباط ثورة يوليو 1952 بالأمور، وتنكيلهم بالإخوان المسلمين، وما شهدته مصر من مفاسد على أيديهم.

كما شارك في ثورة 25 يناير وكان في ميدان التحرير، ومن أقواله “الثورة المصرية من صنع الله ، احذروا من سرقة الثورة ، فتش عن المتضرر منها”.

وقد أسهمت كل هذه السنوات وما شهده من أحداث في خبرته الدعوية والسياسية، ولم ينعزل بالدعوة عن خدمة المجتمع ورعاية مصالحه والجهر بكلمة الحق دون خوف من بطش حاكم ظالم.

الشيخ والأزهر

وتخرج الشيخ السيد عسكر في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف عام 1959، وحاز الشهادة العالمية من نفس الكلية بما يعادل الماجستير عام 1960، مع إجازة التدريس في جامعة الأزهر.

وأشرف على الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة والنشر، وأشرف أيضا على  الإدارة العامة للمصحف والإدارة العامة للوافدين والإدارة العامة للبحوث.

وعمل نائبا لشيخ الأزهر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، كما عمل مديرا للدعوة والإعلام الديني بالأزهر من سنة 1992م إلى سنة 1996م، ثم وكيل وزارة الأوقاف، ثم الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية من سنة 1996 إلى سنة1999م.

وعمل عضوا بالهيئة الاجتماعية لعلماء الوعظ، وعضوا باللجنة النقابية للعاملين بالأزهر، وعضوا مؤسسا في الجمعية التربوية الإسلامية بالغربية، ورئيس مجلس إدارة الجمعية التربوية الإسلامية بالغربية، وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة، وعضوا مؤسسا بجبهة علماء الأزهر ووكيل مجلس إدارتها.

ومثَل الأزهر الشريف تمثيلا مشرفا في اجتماعات بالجامعة العربية ونقابة الأطباء ونقابة المهندسين وفي مؤتمرات بجامعتي طنطا وعين شمس، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وغيرها.

وعمل رئيسا لتحرير مجلة “نور الإسلام” التي تصدرها الإدارة العامة للدعوة والإعلام الديني في الفترة التي عمل فيها مديرا لتلك الإدارة.

وسافر الشيخ إلى اليمن للقيام بالدعوة الإسلامية مع القوات المسلحة سنة 1964 – 1965م، ثم مبعوث الأزهر في لبنان لمدة عامين في السبعينيات، ولمدة عامين آخرين في الثمانينات.

وكان الشيخ مبعوثا للأزهر في أمريكا الشمالية في شهر رمضان لمدة تسع سنوات ابتداء من 1987م، ومثل الأزهر في مؤتمر الدعوة الإسلامية في كوالالمبور نائبا عن شيخ الأزهر وذلك لمدة سبعة أيام في شهر فبراير 1993م.

 

جهوده نائبا
وكان من أبرز مطالب نائب طنطا الشرعي وعضو شورى الإخوان العام، المطالبة بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، وانتقاد بناء الجدار العازل على الحدود المصرية الفلسطينية، والمطالبة بإقالة وزير الأوقاف وإدانة أن يكون وكيل الأوقاف الأول لواء بالداخلية في 2005، والتصدي للمؤامرة على الأزهر وانتقاص ميزانية الأزهر، والتصدي للانتقاص من المناهج الأزهرية؛ مما أدى إلى ظهور جيل من الخريجين الأزهريين لا يحفظ القرآن، والتضامن مع مشكلات عمال طنطا انتقد غياب النزاهة والشفافية عند عقد بيع شركة الكتان بالغربية، وفضح نظام الخصخصة التي تقوم بها الحكومة، والمطالبة بإقالة الحكومة عام 2008 وقال “إنني أتهم الحكومة بأنها لا تملك خطة واعية لحل المشكلات؛ ولذلك فلا بد أن ترحل تلك الحكومة”.

وعلى مستوى حب أهل دائرته، ترشح لمجلس الشعب على قائمة التحالف الإسلامي 1987م وبالرغم من نجاحه إلا أن النتيجة زُورت في اليوم التالي.

وكان عضوا بمجلس الشعب عن الدائرة الأولى قسم شرطة طنطا محافظة الغربية 2005.

وهو أحد أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين 2005، 2010 .

وفي عام 2010 ترشح إلا أن الانتخابات تم تزويرها. 

وبعد الثورة كان عضوا بمجلس الشعب 2012، ورئيس لجنة الشئون الدينية به.

محاصرة مكتب الشيخ 

وفي إطار خطة مليشيات البلاك بلوك في إرباك المشهد المصري قام البلطجية بالتحريض والاعتداء على منازل ومقار الإخوان؛ كما حاصروا مكتب الشيخ السيد عسكر بطنطا وهاجموه.

https://www.facebook.com/100002873916690/videos/148548125250984/?__cft__[0]=AZUVVmJja7g1aRF9BkiELwWN1vWQQ0lAT6412_pSigW33HFMutFQfw_zvRn9NGK8FLpBTMaMs_ncxxqJxkUKrHSYfELl72U9BPV3LH-LDWR0fOhwadk9A_kWnlelMSjkSdM&__tn__=-UK-R

 

ولمطالبته بالإصلاح، سبق أن اعتقل “عسكر” عدة مرات في عهد المخلوع مبارك ومنها في شهر مايو عام 2005م، بسبب مشاركته في مظاهرة العلماء أمام مسجد المحافظة بطنطا احتجاجا على جريمة إهانة المصحف الشريف على يد الأمريكيين.

وسبق أن حوله مبارك ضمن مجموعة الخمسين من قيادات الإخوان المسلمين الذين حوكموا أمام المحاكم العسكرية 1995م وكان الغرض من الاعتقال منعهم من الترشح في مجلس الشعب في تلك السنة.
 

إرثه العلمي
ومات شيخنا الذي عاصر الملمات المبكيات التي وقعت بمصر، من عدوان 1956 ونكسة 5 يونيو 1967 ثم حرب 6 أكتوبر 1973، وفترة الارتباك في آخر عهد السادات ، والعقود المظلمة في عهد مبارك.
ولذلك كان من أبرز مؤلفاته كتاب (آثار المعاصي والذنوب في هلاك الأفراد والشعوب) إضافة إلى ما يزيد عن 15 مؤلفا في مجال الدعوة الإسلامية، من أبرزها، بستان الدعاة، سبل الفلاح، طريق النجاة، صيحة الحق، المختار من فضائل القرآن للإمام ابن كثير.