في خطوة سرية، كشف عنها نشطاء ومنصات تتبع الأخبار في مصر، وبعيدا عن أي ضجة إعلامية، قام زعيم البلطجية الأشهر بتاريخ مصر، صبري نخنوخ، الذي حصل على عفو رئاسي من الحكم بسجنه بتهمة قيادة تنظيم للبلطجية، بشراء إحدى أكبر شركات الأمن والحراسة في البلاد.
وذكر موقع “ذات مصر” أن نخنوخ اشترى “فالكون للأمن والحراسة” مقابل 3 ملايين جنيه فقط، بالإضافة إلى تحمل مديونية الشركة البالغة 120 مليون جنيه، واجتمع نخنوخ أمس الثلاثاء، مع قيادات شركة فالكون للأمن والحراسة بعد الاستحواذ عليها.
عصر البلطجة
فيما ذكرت منصة “مزيد” الإخبارية أن الشركة تعاقدت على تأمين السفارتين السعودية والكويتية بالقاهرة، وعدد كبير من البنوك والشركات.
و”نخنوخ” هو أبرز البلطجية الذين لمعت أسماؤهم بقوة خلال انتخابات مجلس الشعب عام 2010، ثم في أحداث الثورة، حيث لعب دورا كبيرا في عدم استقرار الأمن الداخلي خلال هذه الفترة.
وتولى “نخنوخ” تأجير بعض الكازينوهات في شارع الهرم، ومنطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، مستعينا بشبكة من البلطجية في حمايتها، وكان القيادي في جماعة الإخوان المعتقل حاليا “محمد البلتاجي”، هو السبب في القبض عليه، بعدما طالب على الهواء، من خلال أحد البرامج الفضائية، وزير الداخلية آنذاك، اللواء أحمد جمال الدين، بسرعة القبض عليه.
وبالفعل، في 23 أغسطس 2012، ألقت قوات الأمن ، القبض على “صبري نخنوخ” في قصره الفخم، والذي كان يعيش فيه بين خمسة أسود، وستة من الكلاب المفترسة، وبداخله كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة الخفيفة والثقيلة، وكميات مماثلة من المخدرات بأنواعها المختلفة، وصدر بحقه حكما بالسجن 28 عاما.
غير أنه وفي خطوة غير متوقعة، أصدر عبدالفتاح السيسي في منتصف مايو 2018، عفوا رئاسيا، بحق “نخنوخ”، ضمن 330 سجينا آخرين.
امتيازات فالكون
وبحسب موقع «البنك التجاري الدولي» الذي يمتلك 40% من أسهمها، تأسست شركة فالكون جروب عام 2006، وحققت نسب نمو قياسية حتى أصبحت إحدى كبرى الشركات التي تقدم خدمات أمنية متكاملة، حيث إنها تغطي 28 محافظة عبر 13 فرعا في جميع أنحاء الجمهورية، ويصل عدد العاملين بها إلى أكثر من 15 ألف موظف.
وتقدم الشركة أنشطتها الرئيسية من خلال عدة كيانات قانونية منفصلة في مجالات: الأمن، ونقل الأموال، والخدمات الفنية، والخدمات العامة وإدارة العقارات، ووفقا لموقع البنك فقد تطورت شركة فالكون لتصبح واحدة من أفضل شركات الأمن، كما حصلت على العديد من الجوائز العالمية، مثل: (جائزة نايت الممنوحة من اليونسكو عام 2013، وشهادة الأيزو 9002/2008 عام 2012، واعتمدت هيئة الأمم المتحدة شركة فالكون كالشركة الوحيدة التي تقدم خدمات أمنية في مصر عام 2009، إلى جانب شهادة الأيزو 9001/2001 عام 2008).
ومنذ عام 2014، ازدادت امتيازات الشركة وتعاقداتها التي وصلت إلى 2 مليار جنيه، وبروتوكولات التعاون الحكومية وشركات رجال الأعمال ومنشآت الإعلاميين، وكذلك افتتاح أول «كاش سنتر» في مصر، وتأمين مباريات كرة القدم وموقع مشروع قناة السويس، والحصول على تراخيص البندقية الخرطوش والتدخل السريع، الأمر الذي أدى لارتفاع أرباح الشركة إلى 20%.
مخاوف من تقنين العنف والبلطجة
وتشرف الشركة على أمن عدد من الجامعات المصرية، منها جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر وغيرها من الجامعات.
ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول سيطرة بلطجية نخنوخ على ساحات العمل الطلابي والأكاديمي، في ظروف تزداد فيه معدلات الغضب الشعبي، إثر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
ووفق ما يراه مراقبون تحركا استابقيا من قبل نظام السيسي للدفع بالبلطجية في مواجهة الشعب، بعيدا عن الأجهزة الرسمية، التي قد يأتي دورها لاحقا، لإحصاء الجثث أو الاعتقال أو غيره من الإجراءات.
خاصة وأن السيسي يصر على الاستمرار في سياساته القمعية ضد الشعب، وتعويم الجنيه وتخفيض الدعم وزيادة الضرائب والرسوم، بما يهدد بانفجار مجتمعي ، تخشاه الكثير من مؤسسات الدولة.