ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 73 صحفيا في غزة منذ بداية العدوان الصهيوني الأخير في 7 أكتوبر بعد استشهاد المصور الصحفي عبد الله درويش بفضائية الأقصى، والصحفي منتصر مصطفى الصواف مدير وكالة الأناضول في غزة.
واستشهد الصحفيان الجمعة، بمدينة غزة، إثر قصف صهيوني غادر، وكان منتصر قد نجا في العدوان الذي سبق الهدنة من مذبحة ارتكبها العدو حين قصف بيت عائلته، فاستشهد العشرات، نحو 45 شهيدا منهم والدُه ووالدتُه.
وقال فلسطينيون: إن “الصحفي الشهيد منتصر الصواف أصيب خلال العدوان وارتقت عائلته شهداء وواصل عمله في التغطية الميدانية، إلى أن أصيب اليوم مرة أخرى وارتقى شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة”.
ومن جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الضحايا الصحفيين إلى 73 صحفيا بعد استشهاد “الصواف”.
وقال المكتب الإعلامي: إن “اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين يهدف لطمس الحقيقة ومحاولة لإرهاب وتخويف الصحفيين لثنيهم عن القيام بواجبهم”.
https://twitter.com/ZeroFox56283538/status/1730596663792742822
وفي 19 نوفمبر الماضي، استشهد الصحفي والكاتب، مصطفى الصوّاف، والد منتصر شهيد الجمعة 1 ديسمبر، ونحو 30 من أفراد عائلته في قصف صهيوني جبان على منزلهم، بحي التفاح، شرقي مدينة غزة، وكان من بين الشهداء زوجته واثنان من أبنائه وأطفالهما، كما أُصيب ابنه، منتصر وقتئذ بجروح في عينه.
والشهيد مصطفى الصواف أحد أشهر الإعلاميين والمحلّلين الفلسطينيين، وله مئات الكتابات والمقابلات الرصينة المتعلقة بمعركة الأمة مع العدو الصهيوني.
استهداف الصحفيين
وقال مراقبون وهيئات فلسطينية: إن “جيش الاحتلال قتل صحفيين خلال الـ6 أسابيع الماضية بمقدار يفوق من استهدفتهم خلال20 سنة ماضية”.
وقالت لجنة حماية الصحفيين الدولية: إنها “لم توثق قتل صحفيين بهذا العدد منذ بدأت رصد وتسجيل جرائم قتل الصحفيين عام 1992”.
وفي الضفة الغربية، قال نادي الأسير: إن “الاحتلال اعتقل نحو 42 صحفيا وصحفية بعد 7 أكتوبر الماضي، وأبقى على اعتقال 32 صحفيا منهم، بينهم الصحفية ميرفت العزة، إضافة إلى الصحفية سمية جوابرة التي تخضع للحبس المنزلي”.
ووفق ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين فإن المسؤولون الإسرائيليون كاذبون، حيث يعلنون أنهم لم يتعمدوا قتل المدنيين أو الصحفيين، لكن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة.
وتوصلت الاستنتاجات الأولية لـ”مراسلون بلا حدود” عبر التحقيق الجاري في إحدى حوادث قتل الصحفيين إلى أن الصحفيين لم يكونوا ضحايا جانبيين لعمليات إطلاق النار، بل كانوا أهدافا، وذلك بناء على أدلة الفيديو وشهادات الشهود.
ودعت منظمة “مراسلون بلا حدود” المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في استشهاد ثمانية صحفيين فلسطينيين، تقول إنهم “قُتلوا في القصف الإسرائيلي على المناطق المدنية في قطاع غزة”.
وأثارت الدعوى التدمير المتعمد، الكُلي أو الجزئي، لمباني أكثر من 50 وسيلة إعلامية في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومن جانب آخر، دان الاتحاد الدولي للصحفيين ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل، قتل إسرائيل للصحفيين في قطاع غزة. وطالب في بيان، بإجراء تحقيق فوري بشأن مقتل الصحفيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 46 يوما.
رسائل تضامن
وتضمن البيان أسماء وتواريخ وأماكن وفاة 62 صحفيا فقدوا أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية حتى الثلاثاء الماضي، بحسب ما أكد ذلك المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مشيرا إلى أنهم استهدفوا بشكل مباشر بصواريخ الاحتلال، أو جراء هدم منازلهم فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم.
الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) أشار إلى أن 600 ألف صحفي حول العالم، والكثير من أعضاء الاتحاد أرسلوا معه رسائل تضامن مع الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، رافضين ما يتعرض له الصحفيون في غزة، منوها إلى أن مهمته هي الوقوف إلى جانب الصحفيين الفلسطينيين، والتضامن معهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ودعا حكومات العالم إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية الصحفيين، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، ومنع إفلاتهم من العقاب، من أجل توفير الأمن والحماية وحرية التعبير للصحفيين.
وطالب أمين عام الاتحاد الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بقرار مجلس الأمن 222، الذي ينص على حماية الصحفيين والمدنيين، وضمان حماية العاملين في مجال الإعلام، وحقهم في حرية التعبير والرأي والنشر والحياة، وكذلك احترام القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين والصحفيين.