أصدرت المحكمة الابتدائية بسلطة النظام المنقلب على الشرعية بتونس، حكما بالسجن 3 سنوات على المفكر الإسلامي ورئيس مجلس النواب الأسبق ورئيس حركة النهضة الشيخ الثمانيني راشد الغنوشي، 82 عاما، بزعم تلقي حركته دعما خارجيا أجنبيا، وهو ما رده محامو الدفاع، وبينوا أنه افتراء جديد من السلطة الانقلابية ووريثة فساد واستبداد حكم المخلوع زين العابدين بن علي، للخلاص من أقوى الأصوات المعارضة بالبلاد وحزب النهضة الذي يرأسه.
واعتقلت السلطات التونسية أكثر من 20 شخصية سياسية في 2023، من بينهم الغنوشي، واتهمت بعضهم بالتآمر ضد أمن الدولة.
وطال الحكم على زعيم حركة النهضة التونسية الغنوشي صهره وزير الخارجية السابق رفيق عبدالسلام بوشلاكة بالسجن 3 سنوات في القضية ذاتها.
كان الغنوشي سجينا سياسيا وعاش خارج البلاد قبل ثورة 2011، وكان رئيسا للبرلمان منذ انتخابات 2019 حتى علق الرئيس التونسي قيس سعيّد عمل البرلمان في 2021.
واعتقلت الشرطة أكثر من 20 شخصية سياسية هذا العام، من بينهم الغنوشي، واتهمت بعضهم بالتآمر ضد أمن الدولة.
ووصف الكاتب والمفكر الفلسطيني د. إبراهيم حمامي، الحكم على الغنوشي باستغلال النظام المنقلب في تونس للأحداث في غزة، للنيل من خصومه بالمعارضة وفي مقدمتهم الشيخ الثمانيني راشد الغنوشي.
وكتب “حمامي”، عبر (اكس)، “.. تيس سعيد يستغل انشغال العالم لتمرير جرائمه بحق خصومه في تونس…”.
ورغم إعلان “وكالة الأنباء التونسية” أن الحكم بالحبس 3 سنوات للشيخ راشد الغنوشي كان تهمة حصوله على “تبرعات أجنبية في إطار حملة انتخابية” إلا أنه لدى اعتقاله قبل 290 يوما، كانت بسبب تصريحات وُصفت بالتحريضية، واستنكرت عدة منظمات وهيئات حقوقية اعتقاله واعتبرته تحرك يستهدف تحييد أكبر حزب سياسي في البلاد.
الحقوقي هيثم أبوخليل وعبر (اكس) قال: “قضاء ساكسونيا في تونس.. يحكم على زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بالسجن 3 سنوات بتهمة ملفقة ومضحكة!”.
أما الحقوقي والكاتب التونسي حسن بلفقيه @BelfkihHC فقال: “تونس الخضراء التي كنا نتغنى بطريقها السليم نحو الديموقراطية ،هاهي عادت مجددا للسقوط في يد طاغية آخر ،الحكم على راشد الغنوشي 3 سنوات،لكن الشعب التونسي سيعود مجدداً ويبسط سيطرته،انسوا الغنوشي من يكون نحن ضد سجن المعارضين من الأساس كمبدأ.”.
أما الكاتبة إقبال جميلي فكتبت عبر @jmili_ikbel للغنوشي “أعلم أنك رجل صبور للغاية، وجودك في السجن هو أمر مؤسف للتونسيين ولكل من يهتمون بالديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم”.. تهنئة الكاتب والجامعي نوح فيلدمان، لرئيس البرلمان الشرعي المعتقل #راشد_الغنوشي بمناسبة عيد ميلاده الـ82 داخل سجون الانقلاب.. #غنوشي_لست_وحدك”.
وولد راشد الغنوشي الخريجي في 22 يونيو 1941 بالحامة وهو سياسي ورجل دولة وحقوقي ومفكر إسلامي تونسي.
ومنذ بداية مسيرته السياسية في 1969، تعرض الغنوشي للاعتقال والتعذيب في الثمانينات، وحكم بالإعدام مرتين في التسعينات، مما أجبره على البقاء في المنفى في لندن لمدة 21 سنة بين 1989 و2011، عندما عاد لبلاده إثر نجاح الثورة التونسية.
ويعتبر راشد الغنوشي من أهم المفكرين المعاصرين في أوساط الإسلام السياسي، ومجددا في مواضيع الحريات والعلاقة بين الديمقراطية والإسلام، وله باعٌ طويل في الكتابات الفكرية حيث نشر أكثر من عشرين كتابا.
ولعب راشد الغنوشي دورا محوريا في فترة الانتقال الديمقراطي في تونس بعد الثورة، خاصة أثناء الترويكا، ثم في فترة التوافق التي جمعته بالرئيس الباجي قائد السبسي.