رد الانقلاب على مظاهرات “جوعتنا يا سيسي” في الإسكندرية بالاعتقال هل يمهد لثورة جياع بمصر؟

- ‎فييوميات الثورة

 

شهد يوم الجمعة الماضية مظاهرات غير مسبوقة بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية، ضد تفشي الجوع والغلاء بين ملايين المصريين، إثر سياسات الفشل الاقتصادي، التي يقرها المنقلب السيسي ونظامه العسكري، بعد أن فقد المصريون الصبر على الغلاء وباتت الأسر مكشوفة على الفقر والعجز الاقتصادي والمالي ، الذي يعيد مصر لأيام الشدة المستنصرية.

 

وشارك المئات  في تظاهرة بمنطقة الدخيلة غرب في الإسكندرية احتجاجا على ارتفاع الأسعار، حاملين لافتات كُتب عليها: “جوعتنا يا سيسي” و”ارحل يا عواد” و”الشعب والشرطة والجيش يد واحدة”.

 

وهتف المتظاهرون الذي كانوا يسيرون في أحد الشوارع المزدحمة بالسيارات والمارة: “لا إله إلا الله محمد رسول الله… والسيسي عدو الله”، و”سلمية… سلمية”.

 

وجاءت تظاهرات “جوعتنا”  قبل نحو أسبوعين  من واقعة تسلق أمين شرطة  لوحة إعلانية ضخمة بمنطقة سيدي جابر في الإسكندرية هاتفا أمام المارة: “السيسي خائن وعميل… أنا لست خائفا منك يا سيسي… فليسقط السيسي… فليسقط كل خائن وعميل” وهو ما ردت عليه السلطات بالاعتقال والضرب المبرح، وكانت نيابة أمن الدولة قد قررت حبس أمين الشرطة عبد الجواد محمد السهلمي (45 عاما)، الذي تعرض  للضرب المبرح من زملائه في جهاز الشرطة بعد الاستعانة بعربة إطفاء لإنزاله من أعلى اللوحة رغم إرادته، حيث تعرض للإخفاء القسري في مكان غير معلوم حتى ظهر أخيرا أمام نيابة أمن الدولة، التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات بتهمة إهانة رئيس الجمهورية.

 

إلى ذلك، أعلنت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أمس السبت، عن اعتقال الأمن  عشرات المواطنين في محافظة الإسكندرية، بسبب مشاركتهم في تظاهرة رافضة للغلاء وسوء الأحوال المعيشية بعهد عبد الفتاح السيسي، في منطقة الدخيلة التابعة لحي العجمي، غربي الإسكندرية.

 

وقالت الشبكة المصرية عبر صفحتها في فيسبوك: إنها “رصدت – بحسب مصادر قانونية – التحقيق مع عشرات المواطنين البسطاء في مقر جهاز الأمن الوطني في منطقة “أبيس” بالإسكندرية ممن أُلقي القبض عليهم ظهر الجمعة، إثر تنظيمهم تظاهرة عقب صلاة الجمعة تحت شعار جوعتنا يا سيسي”.

 

وأشارت إلى تفريق قوات الأمن التظاهرة المناوئة للسيسي، ونقل المقبوض عليهم إلى مقر جهاز الأمن الوطني بالإسكندرية لاستجوابهم، واتخاذ قرار بشأنهم؛ إما بإخلاء السبيل أو إحالة البعض منهم إلى النيابة للتحقيق معهم.

 

ودانت الشبكة الاعتقالات التي جرت بحق المتظاهرين السلميين، مؤكدة رفضها إحالة أي منهم إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معهم، في ظل معاناة ملايين المصريين من أوضاع معيشية صعبة وقاسية بفعل موجة التضخم والغلاء.

 

في غضون ذلك، تلقى النائب العام محمد شوقي عياد، السبت، بلاغات عن إخفاء قسري لـ17 مصريا منذ اعتقالهم الجمعة في محافظة الإسكندرية، بسبب مشاركتهم في تظاهرة رافضة للغلاء وسوء الأحوال المعيشية في عهد عبد الفتاح السيسي، في منطقة الدخيلة التابعة لحي العجمي.

 

وذكرت أسر المعتقلين أنهم اعتُقلوا الجمعة وتوجد لقطات وشهود عيان على قيام قوات الأمن باعتقالهم، إلا أنهم لم يظهروا في أقسام الشرطة ولا المقار الأمنية ولا في النيابة العامة المختصة، وهو ما دفعهم إلى تقديم بلاغات للنائب العام.

 

وحمّلت الأسر السلطات المصرية مسؤولية حياة ذويهم، وأي أخطار أو أمور غير قانونية قد يتعرضون لها.

pic.twitter.com/1cqLJS2yov

 

— AMR ABD ELHADY || عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) March 15, 2024

 

وتأتي مظاهرات “جوعتنا” لتكشف حجم معاناة ملايين المصريين مع الغلاء الفاحش الذي يواجهونه، وانهيار قيمة العملة المصرية، وعدم الرقابة على الأسعار، واستمرار الحكومة غير عابئة، في فرض سياسات الجباية غير المبررة من جيوب الشعب، سواء برفع أسعار الطاقة والوقود وإلغاء العلاج المجاني بالمستشفيات وغيرها من سياسات نهب أموال المصريين.

 

ويرى خبراء أن الانفجار قارب على الوقوع بمصر، مع سياسات النظام الفاشلة ، في الوقت الذي يتوسع فيه النظام في استعمال البطش الأمني كقوة لقهر المصريين وإسكاتهم،  وهو ما قد يكرر انتفاضة  الخبز، مجددا بمصر.