أزمات السلامة تضرب طائرات “مصر للطيران” بعد خروجها من قائمة أفضل 100 شركة…التمهيد للخصخصة أم فشل اللواءات؟

- ‎فيتقارير

 

 

تسبب عطل طارئ في طائرة تابعة لشركة مصر للطيران، من طراز بوينغ 737- 866، في عودتها إلى الهبوط بعد دقائق قليلة من إقلاعها من مطار برج العرب بالإسكندرية، وذلك يوم الجمعة 12 أبريل.

 

حيث أعلنت شركة مصر للطيران أن رحلتها رقم  MS4413، من طراز B737-800، كانت متجهة من مطار برج العرب إلى مطار جدة الدولي بدون ركاب، حيث كان من المقرر لها نقل المعتمرين بعد أدائهم مناسك العمرة، من مطار جدة إلى مطار برج العرب، وبعد إقلاعها بفترة وجيزة حدث عطل فني مفاجئ بأحد أنظمتها، ما ترتب عليه قيام قائد الرحلة بالعودة مرة أخرى إلى مطار برج العرب، وفقا لإجراءات السلامة والأمان.

 

وقامت مصر للطيران بتجهيز طائرة أخرى من طراز بوينغ B737-800، والتي أقلعت من مطار القاهرة إلى مطار جدة لنقل الركاب، وعددهم 140 راكبا، من مطار جدة، وقد وصلت الطائرة مطار برج العرب في تمام الساعة 12:30 ظهرا.

 

وكان قائد طائرة مصر للطيران، المتجهة من برج العرب إلى مدينة جدة بالسعودية، أرسل نداء استغاثة لأبراج المراقبة، والذي يشير إلى وجود مشكلة خطيرة على متن الطائرة، حيث تم إبلاغ جميع وحدات التحكم الأرضية للتتبع، بأن الطائرة لديها مشكلة خطيرة، ويجب تقديم المساعدة المناسبة لها.

 

ثم عادت الطائرة وقامت بعملية هبوط ناجحة داخل مطار برج العرب بالإسكندرية.

 

الخروج من قائمة أفضل 100 شركة

 

وكانت العديد من التقارير الإعلامية، تحدثت عن وجود توجه حكومي لخصخصة شركة مصر للطيران، وتحديدا إدارتها، في وقت خرجت فيه المؤسسة الحكومية مؤخرا من تصنيف أفضل 100 شركة طيران حول العالم، خصوصا مع تزايد مشاكل الشركة ومديوناتها التي وصلت لقرابة مليار دولار.

 

وكشف مصدر مسؤول في شؤون المطارات بوزارة الطيران المدني، في حديثه لوسائل إعلام عربية، عن بدء خصخصة قطاع الطيران في مصر، مشيرا إلى أن الأمر بدأ بخصخصة إدارة عدد من المطارات في مصر، ليتأتي لاحقا الدور على إدارة شركة مصر للطيران.

 

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مصادر حكومية، أن طرح 20 مطارا مصريا للخصخصة، أمر استراتيجي تهدف له الحكومة.

 

ورغم عدم صدور أي تصريح رسمي يرتبط بخصخصة “مصر للطيران” حتى اللحظة، إلا إن المصادر بوزارة الطيران المدني تشير إلى وجود هذا التوجه بالفعل، ويبقى مسألة التفاصيل، يأتي هذا في وقت تزايدت في الانتقادات الموجهة لشركة مصر للطيران خصوصا ما يتعلق بمستوى الخدمة ووقائع الفساد التي عصفت بالشركة مؤخرا، إلى جانب هجرة عدد كبير من الطيارين الماهرين الذين كانوا يعملون بها إلى الخارج.

 

وخرجت شركة مصر للطيران من تصنيف أفضل 100 شركة طيران على مستوى العالم، ومن قائمة أفضل 10 شركات طيران عربيا، لأول مرة بتاريخها، بعد أن كانت تُعد إحدى أبرز الهيئات الحكومية الناجحة على مدار عقود طويلة، وسط حديث عن حالة من التردي غير مسبوقة على مستوى الخدمات التي تقدمها.

 

يشار إلى  أن الشركة تعد مخزنا للواءات الجيش والشرطة المحالين للتقاعد، حيث يتمتعون بامتيازات مالية وإدارية كبيرة، تمكنهم من التحكم في مفاصل الشركة، وهو ما تسبب في هجرة أصحاب الخبرات الفنية والإدارية من الشركة واتجهوا للشركات الخاصة والأجنبية، ما فاقم من خسائر مصر للطيران.

 

يشار إلى أن العديد من قيادات الشركة، أكدوا أن قرار الخصخصة اتخذ بالفعل، لكن خطوات تنفيذه لم تبدأ عمليا، وذلك انتظارا لوضع آلية التنفيذ واختيار الشركات، التي ستدير مصر للطيران.

 

يشار إلى أنه في الفترة الأخيرة، تزايدت وقائع الفساد في الشركة وكثرت الشكاوى من مستوى الخدمة، وخروج العمالة الماهرة من الشركة لصالح الشركات الخليجية بعد تراجع قيمة الجنيه المصري في السنوات الثلاثة الأخيرة، كلها عوامل ساهمت في هذا التوجه نحو خصخصة شركة مصر للطيران.

 

ويأتي تراجع تصنيف شركة مصر للطيران، ثاني أقدم شركة طيران أفريقية، عقب وقائع فساد قادت أخيرا للقبض على عدد من موظفيها، بالإضافة إلى أنها كادت أن تتسبب في كارثة لفريق كرة القدم الأول في النادي الأهلي، أثناء رحلته الأخيرة إلى غانا، إثر تعطل الطائرة لاصطدامها بجسم صلب أثناء عملية إقلاعها.

 

كانت “مصر للطيران” تحتل العام الماضي المركز الـ95 في تصنيف شركة “سكاي تراكس” البريطانية لشركات الطيران التجارية، الذي يعتمد على نتائج استطلاعات من المسافرين الدوليين، وفق عناصر مثل وسائل الترفيه على الطائرة، وجودة مقاعدها، والطعام، وطاقم الضيافة، قبل أن يأتي التقرير الحديث في يونيو من العام الماضي، معلنا خروج الناقل الوطني المصري من قائمة أفضل 100 شركة طيران حول العالم.