قال مراقبون إنه استعدادا لمعركة مرتقبة بين شرق وغرب ليبيا وصلت فرقاطة روسية لميناء الحريقة النفطي (طبرق) تحمل معدات عسكرية لمرتزقة “فاجنر” المساندة لميليشيات حفتر والتي تتخذ من مطارات شرق ليبيا مقرا لها.
وعبر ممثل الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن عن قلق بلاده من أنشطة مجموعة فاجنر المدعومة من روسيا وهي مجموعة إجرامية لا تبالي بسيادة ليبيا والدول المجاورة لها.
وأضاف ممثل الولايات المتحدة الأمريكية بمجلس الأمن: “من المهم وضع ميزانية موحدة في ليبيا وضمان الاستقرار”.
وقالت ممثلة بريطانيا إن “الانتهاكات الفاضحة لحظر الأسلحة على ليبيـا أمر بالغ الخطورة بما في ذلك تقديم روسيا مركبات عسكرية لجيش حفتر في 4 و8 أبريل الجاري”.
واتهمت مندوبة بريطانيا روسيا بخرق حظر الأسلحة على ليبيـا بتقديم عربات مسلحة لقوات حفتر الأيام الماضية.
ونقلت القوات الروسية كمية غير مسبوقة لمعدات مدفعية وذخائر من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري إلى ميناء طبرق بشرق ليبيا، كما لم يتم التعرف على نوع المعدات المدفعية ولا كميتها!
إحلال وتبديل
وأفادت وكالة نوفا الإيطالية الخميس 18 أبريل نقلاً عن مصدر أمني ليبي، أن موسكو تقوم بنقل مرتزقة فاجنر الروس من قاعدة براك الشاطئ جنوب ليبيا إلى دول أفريقية أخرى. وذكرت الوكالة أن روسيا تستبدل هؤلاء المرتزقة بجنود رسميين تابعين لوزارة الدفاع الروسية.
ووفقاً للمصدر، هبطت طائرة شحن روسية قبل أيام في قاعدة براك الشاطئ وعلى متنها عشرات الجنود الروس الذين سيطروا على القاعدة. مشيرا إلى أن الطائرة نقلت أيضاً معدات عسكرية وأسلحة وأنظمة دفاع جوي، قبل أن تتجه نحو قاعدة الجفرة وسط ليبيا.
وبحسب نوفا؛ لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم سحب جميع مرتزقة فاجنر من ليبيا، لكن المصدر الأمني أشار إلى أن هذه قد تكون “الدفعة” الأخيرة المتبقية في البلاد.
يأتي هذا التحرك في الوقت الذي عقد فيه السفير الروسي لدى ليبيا، حيدر حقين، اجتماعاً في بنغازي مع خالد حفتر، بعد أيام قليلة من وصول أسلحة ومعدات عسكرية روسية إلى ميناء طبرق شرقي ليبيا.
ونشر الحساب الرسمي للسفارة الروسية شرق ليبيا، الخميس عبر @LibyaRussian عن لقاء سفير لقاءات مع رئيس أركان الوحدات الأمنية لما اسماه “الجيش الوطني الليبي” اللواء ركن خالد حفتر ومدير مكتب القائد العام للجيش الوطني الليبي وعضو اللجنة العسكرية 5+5 الفريق خيري التميمي.
صحف بريطانية
وقالت صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية: إن “الكرملين يتقدم في جميع أنحاء القارة الإفريقية بدعم من خليفة حفتر” مضيفة أن “روسيا تستغل حفتر لإنشاء جسر وحلقة تواصل قوية بينها وبين قارة إفريقيا من خلال تعزيز وجودها العسكري”.
وأوضحت أن “البحرية الروسية استغلت انشغال العالم بالحرب في غزة والتهديدات الإيرانية، وقامت بشحن آلاف الأطنان من الأسلحة إلى ليبيا”.
وأوضحت أن “فرقاطات بحرية روسية تصل إلى ميناء طبرق، منذ 8 أبريل الماضي، والفرقاطة الواحدة، أفرغت ما يصل إلى 6 آلاف طن من المعدات العسكرية في الأراضي الليبية”.
وأبانت أن شحنات الأسلحة الروسية الجديدة تتزامن مع قرار موسكو إدخال القوات الروسية النظامية في إفريقيا كبديل لمرتزقة فاجنر .
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة السفن الحربية الروسية، تتزامن أيضًا مع وصول مدربين عسكريين روس إلى النيجر، بعد قرار المجلس العسكري الحاكم إنهاء العلاقات طويلة الأمد مع أمريكا، ومع إقامة موسكو علاقات قوية مع قادة الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو.
عميل مزدوج
صحيفة الصنداي تايمز أكدت على معلومة عمالة حفتر للاستخبارات وقالت: “.. التحالف بين حفتر وموسكو يُعد ضربة قوية لواشنطن، خاصة أن الأول كان أحد العناصر التابعة للاستخبارات الأمريكية”.
جلال حرشاوي الباحث المتخصص في الشؤون الليبية أكد على المعلومة قائلا: “الأمريكان مترددون في التصدي لحفتر أو تهديده، لأنهم يدركون أن مصالحهم مرتبطة بوجوده”.
وأضاف أن أعداد القوات النظامية الروسية ازدادت في الفترة الأخيرة بقاعدة براك الشاطئ إلى حوالي 400 عنصر، كما منحهم حفتر ميناء طبرق.
وتابع: “روسيا تستهدف تعزيز وجودها البحري في ميناء طبرق، كي تصبح قناة لها في جميع أنحاء إفريقيا”.
وفي تحليل نشرته صحيفة The Times، أوضح حرشاوي @JMJalel_H الخبير في معهد الخدمات الملكية المتحدة، أن تعميق الوجود العسكري الروسي في ليبيا دلالته عدم إخفاء روسيا دعمها العسكري لليبيا، حيث تستغل التعاون الكبير مع عائلة حفتر لتسهيل إرسال الإمدادات العسكرية. يأتي هذا الدعم في إطار سعي موسكو لتعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، مستغلة الفراغات الناتجة عن تحولات السياسة الدولية.
وأضاف حرشاوي، “في الدبلوماسية، تضع الحوافز، وتتحدث عن العواقب السلبية لعدم التعاون. لا أعتقد أن الأميركيين فعلوا ذلك مع حفتر؛ لقد كانوا مترددين للغاية في اتخاذ موقف صارم، وربما تأثروا بالإمارات العربية المتحدة، التي ترعى القائد الليبي. مثل هذا النهج الناعم كان محكوما عليه بالفشل”، وفقا للتايمز.
إطلالة سيف القذافي
ورأت أطراف أن هذا التطور مرتبط بعقود عسكرية مع روسيا وأن الممول لها (عائلة القذافي) وأن العتاد الحربي الذي وصل شرق ليبيا بطلب من سيف القذافي!
واستند أصحاب هذه الرؤية إلى ما رشح عن لقاء بعض القوى الاجتماعية والعسكرية والأمنية بالزنتان خلال عرض عسكري مُهيب لإعلان دعمهم لترشح سيف الاسلام القذافي للانتخابات الرئاسية.
وفي بيان قالت إن سيف الإسلام يحظى بتأييد ودعم شعبي كبير ولديه مؤهلات قيادية والتزام وطني صادق وخبرة سياسية واسعة.
وأضافت أنهم لن يسمحوا ل”الأطراف المحلية والدولية” أن تحول بينه وبين حقه كمواطن ليبي في الترشح للانتخابات وتقدم الصفوف لخدمة بلاده!