لأول مرة منذ 38 سنة.. طيران الصهاينة يضرب مواقع عسكرية في العراق

- ‎فيعربي ودولي

نفذت القوات الجوية للاحتلال الصهيوني غارة جوية بطائرات إف-35 آي على معسكر لقوات التعبئة الشعبية في محافظة صلاح الدين. قتل فيها 6 من عناصر من حزب الله ودمرت صواريخه الباليستية من طراز فاتح-110، بحسب إعلام سعودي منها قناة العربية.

وقالت خلية الاعلام الأمني إن معسكر الشهداء في منطقة آمرلي التابع للحشد الشعبي تعرض فجر اليوم في تمام الساعة الواحدة وخمسين دقيقة والساعة الثانية وعشرين دقيقة إلى قصف برمانة ألقتها طائرة قالوا إنها مسيرة مجهولة وأدى القصف إلى جرح اثنين.

ويعتبر القصف هو الأول منذ 38 عاما منذ قصف الكيان الصهيوني المفاعل النووي العراقي في 1981، وعلى حد قول الباحث الأكاديمي نائل الشافعي: “لأول مرة من 38 سنة، الطيران الإسرائيلي يغير على العراق بمقاتلات، إف-35 أو مسيرة، في الثانية فجراً بتوقيت بغداد، على موقع لقوات الحشد الشعبي في شرق محافظة صلاح الدين. ومزاعم بقتل ستة أفراد من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله (العراقي أم اللبناني؟) وتدمير صواريخ فاتح-110 بالستية”.

الحشد “الشعبي”

من جانبها نشرت وسائل إعلام عربية مقاطع فيديو تظهر النيران وهي تشتعل في المعسكر الذي قالت إنه “يضم صواريخ بالستية تابعة للحرس الثوري الإيراني”.

لكن النائب وعضو لجنة الأمن والدفاع مهدي تقي، أشار إلى “مقتل عنصر من الحشد الشعبي وإصابة اثنين آخرين”، فيما أشار إلى أن “المعسكر يضم قوات الحشد التركماني والعشائري من أبناء المنطقة فقط”.

بدوره رفض المتحدث باسم كتائب حزب الله في العراق، محمد محي، “تقديم أي تعليق عن المعلومات التي وردت بشأن وجود مقاتلين تابعين للحرس الثوري وحزب الله اللبناني داخل المعسكر الذي طاله الهجوم”،

وفي السياق، أكد الأمين العام لمجلس العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، ثائر البياتي، إن “المعسكر كان يضم صواريخ باليستية تم نقلها من إيران مؤخراً، فضلا عن عناصر من حزب الله والحرس الثوري”.

وأوضح البياتي في تصريح صحفي، أن “القصف استهدف منشآت حيوية في المعسكر، وأدى الى قتل عناصر من حزب الله والحرس الثوري”.

وقال نائب مدير العمليات الإعلامية في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” إن واشنطن ومن خلال القيادة الوسطى الامريكية “تتقصى المعلومات” بشأن الهجوم الجوي الذي تعرض له موقع لميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

الاجتماع الثلاثي

ويأتي القصف الذي استأنفه الاحتلال الصهيوني للعراق، كجزء من التفاهمات غير المعلنة أثناء الاجتماع الثلاثي بين مستشاري الأمن القومي، الأمريكي جون بولتون، والصهيوني مئير بن شبات، والروسي نيقولاي باتروشيف، في مدينة القدس أواخر الشهر الماضي.

وقال الإعلام العبري إن واشنطن والكيان الصهيوني طلبا من روسيا وقف نفوذ إيران في العراق ولبنان، في إطار أي تسوية مستقبلية للحرب السورية.

وقالت القناة الـ13 الصهيونية إن مسؤول رفيع في البيت الأبيض أعلن أن الصهاينة شددوا أثناء اللقاء على أن خروج إيران من سوريا بحد ذاته ” لن يحل شيئا إذا كانت المشكلة الإيرانية قد انتقلت ببساطة إلى لبنان أو العراق”.

وحسب القناة، أبلغ المستشاران الأمريكي والصهيوني نظيرهما الروسي بطلبهما أن يتضمن أي اتفاق بشأن مستقبل سوريا تفكيك مصانع الصواريخ الدقيقة التي تطورها إيران لـ”حزب الله” في لبنان، ووقف إمداد طهران للفصائل الموالية لها في العراق بصواريخ بعيدة المدى قد تطال إسرائيل، على حد قولهما.

وأكدت القناة أن الخطوة الأولى التي طلب الجانب الأمريكي من روسيا اتخاذها في هذا السبيل هي إزالة جميع الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الإيرانيون في سوريا، مثل الصواريخ طويلة المدى.

النفوذ الايراني

وفي إطار الحشد الامريكي ضد إيران، في كل من العراق واليمن، باتت مواقع حزب الله في لبنان والعراق تثير القلق الصهيوني الامريكي، بعدما أوضح الكيان عدم رغبته في أن تكون ايران في سوريا.

ويقول مسئولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعتقد أن فصائل مسلحة على صلة بإيران في العراق زادت في الفترة الأخيرة مراقبتها للقوات والقواعد الأمريكية في البلاد باستخدام طائرات مسيرة متاحة تجاريا.

ويأتي الكشف عن ذلك في وقت تصاعدت فيه التوترات مع إيران، ويلقي الضوء على الطرق العديدة التي تعتمد بها طهران والقوات التي تدعمها على الطائرات المسيرة في أماكن مثل اليمن وسوريا ومضيق هرمز والعراق.

وقال مسئول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إنه إلى جانب مهام الاستطلاع، يمكن للطائرات المسيرة الإيرانية أن تسقط ذخيرة أو حتى أن تنفذ “طلعة انتحارية حيث يتم تزويدها بالمتفجرات وتوجيهها إلى هدف ما”.

وأضاف مسئول ثان إن الزيادة الأخيرة في عمليات المراقبة أمر مقلق، لكنه أقر بأن الفصائل المرتبطة بإيران في العراق لديها تاريخ من مراقبة الأمريكيين.

تحذيرات أمريكية

وذكرت رويترز في وقت سابق أن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات بشكل غير مباشر لإيران، قائلة إنها ستعتبر أي هجوم ينفذه وكلاء طهران من المنظمات الموجودة بالعراق على قوات أميركية، هجوما من إيران نفسها.

وأُطلقت قذائف مورتر وصواريخ في الأسابيع القليلة الماضية على قواعد في العراق توجد بها قوات أميركية دون أن يسفر ذلك عن إصابة جنود أميركيين. ولم يربط المسئولون الأمريكيون بين هذه الهجمات وزيادة عمليات المراقبة.

وبدأت الفصائل العراقية المرتبطة بإيران استخدام الطائرات المسيرة في عامي 2014 و2015 خلال المعارك لاستعادة مناطق من قبضة داعش، وذلك حسبما أفاد أعضاء في هذه الفصائل ومسئولون أمنيون بالعراق.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان على علم بأنشطة الفصائل إنها تلقت تدريبا على استخدام الطائرات المسيرة على يد أعضاء في الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من طهران.

وقال أحد المسؤولين “مجاميع الميليشيا الرئيسية تمتلك القدرة على تنفيذ الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة. هل سيقومون باستهداف مصالح أميركية؟ ذلك لم يحصل بعد”.

وأضاف “هم يقومون باستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون (المورتر) في هجمات محدودة جدا ضد المصالح الأمريكية في العراق بهدف إرسال رسالة وليس المحاولة بالتسبب بأضرار. استخدام طائرات مسيرة تحمل متفجرات هو أمر وارد متى ما ساءت العلاقة بين طهران وواشنطن”.