المتربصون بتركيا.. هل خاب أملهم في تطبيق العقوبات الأمريكية؟

- ‎فيتقارير

طبّل الإعلام في مصر والإمارات والسعودية للعقوبات الأمريكية التي ستعصف بالرئيس أردوغان، ولكنهم انتظروها طويلا، وتعبت أيديهم وحناجرهم من التطبيل، بينما لم تتراجع تركيا عن شراء منظومة "إس400" الدفاعية، على الرغم من التهديدات الأمريكية، ووصلت الدفعة الأولى منها إلى العاصمة أنقرة على متن طائرات الشحن الروسية، ولم يحدث حتى الآن ما كان المحللون المتشائمون يتوقعونه من عقوبات وكوارث اقتصادية.

بل تراجعت حدة تصريحات المسؤولين الأمريكيين، في ظل التفهم الذي يبديه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأكيده أكثر من مرة أنه لا يلوم تركيا بسبب حصولها على المنظومة الروسية لتعزيز دفاعاتها الجوية؛ لأن إدارة أوباما رفضت بيع تركيا صواريخ باتريوت الأمريكية.

لم تتراجع أنقرة

وتجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذكر العقوبات التي هددت بها بلاده تركيا بسبب منظومة "إس400" الروسية، وقال إنه يتحدث مع المسؤولين في أنقرة، وأشار ترامب إلى أن الوضع الخاص بتركيا معقد للغاية، وإنه يتحدث مع المسؤولين.

وجاءت التصريحات التي أدلى بها ترامب للصحفيين خلال اجتماع للوزراء في البيت الأبيض، وعن شراء تركيا لطائرات "F35" الأمريكية، قال ترامب إن تركيا طلبت شراء أكثر من 100 طائرة إف-35 لكن لا يمكنها شراء المزيد بسبب حيازتها الآن منظومة دفاع جوي روسية.

وشدد ترامب على "العلاقات الجيدة" بين واشنطن وأنقرة رغم بدء الأخيرة بتسلم الشحنات الأولى من منظومة الصواريخ الروسية، وكان ترامب حمل إدارة سلفه، باراك أوباما، المسؤولية بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية بيع تركيا منظومة باتريوت؛ ما دفعها إلى الاتجاه نحو روسيا.

كان معظم المحللين والمتابعين للشأن التركي يتحدثون قبل أسابيع، بكثير من التشائم، عن العقوبات التي يمكن أن تفرضها الولايات المتحدة على تركيا، إن لم تتراجع أنقرة عن شراء منظومات "إس400" الدفاعية من روسيا.

كما أن المتربصين بتركيا كانوا ينتظرون تلك العقوبات بشغف، ويحلمون بنزولها على الاقتصاد التركي كصاعقة تدمره وتؤدي إلى خروج الشعب التركي إلى الشوارع والساحات في مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة.

لا للانقلاب

ومنذ أن قاد رجب طيب أردوغان حزب العدالة والتنمية عام 2002 وفوزه بالحكم في تركيا، أثبت أنه قائد نزيه ومحنك سياسيا، وذو شخصية كاريزمية، متفانيا ومخلصا لبلده ويحترم شعبه. وطالما تمتع القائد بالنزاهة والشرف وعدم استغلال منصبه السياسي ودوره القيادي في ظلم شعبه أو انتهاك حقوقه أو نهب ثروات بلاده  كلما نال تقدير شعبه ونال ثقته به.

طيب رجب أردوغان أثبت على مدى السنوات بأنه رجل يضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار، لذا حقق نجاحا ملموسا ومشهودا على المستوى الاقتصادي والسياسي، علاوة على المكانة الدولية التي حققتها تركيا بقيادته.

فبقدوم حزب العدالة والتنمية إلى الحكم ازدادت ثقة الشعب التركي بالحزب، وازدادت ثقة الشعب في انجازاته بقيادة أردوغان، فقد فاز حزب العدالة والتنمية في ثلاثة انتخابات نيابية، وفي ثلاثة انتخابات للمجالس المحلية، أردوغان نال ثقة شعبه في انتخابات ديمقراطية نزيهة، ونال ثقة برلمان بلده وحين حدث الانقلاب عليه كانت المعارضة بكل أحزابها أول المدافعين عنه، ووقفوا بجانبه ضد انقلاب عسكري دبرته جهات تركية معارضة لأردوغان وبتعاون مع استخبارات دولية.