شاهد| بعد انسحاب الجيش الأمريكي.. ما فرص تحقيق السلام في أفغانستان؟

- ‎فيعربي ودولي

بدأ الجيش الأمريكي انسحابه من قاعدتين في أفغانستان تنفيذًا لاتفاق السلام مع حركة طالبان. وقال متحدث عسكري أمريكي إن بلاده ستُبقي جميع الوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب ودعم القوات الأفغانية، يتزامن هذا مع التوصل إلى آلية تبادل الأسرى بين طالبان والحكومة الأفغانية.

كيف تُقيّم الأطراف الأفغانية بدء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد قرابة عقدين من الصراع؟ وما طبيعة التحديات التي توجه مساعي تحقيق سلام دائم في أفغانستان؟ وهل من آليات لمواجهتها؟.

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، بدأت عملية خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 13 ألف جندي إلى 8 آلاف و600 جندي وفق اتفاق السلام مع طالبان، كما أعلنت الحكومة الأفغانية عن التوصل إلى آلية لتبادل الأسرى مع طالبان مقابل تمديد فترة التهدئة بينهما. يأتي هذا في مناخ مضطرب أمنيًّا وسياسيًّا، حيث أعلن الرئيس الأفغاني “أشرف غني” ومنافسه عبد الله عبد الله عن فوزهما في الانتخابات الرئاسية.

وأكدت واشنطن أنها تبذل جهودا لحل هذا الخلاف، فكيف ستؤثر هذه التغيرات الأفغانية ومواقف قوى كبرى كالصين وروسيا على جهود تحقيق السلام في أفغانستان.

الجيش الأمريكي يبدأ الانسحاب من أفغانستان، فأي وقع لهذا النبأ عند الأفغان؟ وكيف هو صداه في محيطهم وفي العالم الذي راقب حربهم لنحو 20 عاما؟

المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان أكد تخفيض بلاده عدد قواتها في إطار تنفيذ اتفاق السالم الموقع بين واشنطن وحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

متن الاتفاق حدد منتصف شهر يوليو المقبل موعدا تكون عنده واشنطن قد سحبت نحو ثلث قواتها من 5 قواعد، وقد بدأت فعلا بإخلاء قاعدتين منها حسب وكالة الصحافة الفرنسية، وينتظر الجميع حسب اتفاق السلام انسحابا متناسبا لقوات التحالف.

لكن وبمعزل عن منطق الأرقام فإن أهم ما في الانسحاب أنه بدأ يعطي دفعة للأطراف الأفغانية لتنفيذ ما عليها، وكذلك تُمْسك واشنطن بيدها آلة قياس لردات فعل إقليمية ودولية لطالما كانت ضمن حدود التوقعات والمخاوف .

انسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان يعد أحد الأعمدة الأربعة الرئيسية التي يقوم عليها اتفاق الدوحة، ومنها أيضا إطلاق مفاوضات بين الحكومة وحركة طالبان.

الانسحاب والتفاوض يمكن القول إنهما يشكلان عماد الاتفاق وتحققهما رهن جملة مسائل متداخلة ومترابطة، منها مثلا مسألة إطلاق سراح 5 آلاف معتقل من حركة طالبان لدى الحكومة، خُمس هؤلاء فقط كمرحلة أولى تعهد الرئيس الأفغاني بإطلاق سراحهم في الموعد المحدد في تجاوب حكومي يشوبه التأجيل أو التنفيذ المشروط باستمرار التهدئة، إلا أنه أفضل من عدمه؛ فالرئيس الأفغاني أشرف غني رافقت مرسم تنصيبه مراسم موازية نصب فيها منافسه عبد الله عبد الله نفسه رئيسا، ما يعمق من الأزمة السياسية الخطيرة، والتي تسعى الولايات المتحدة إلى تطويقها عبر مبعوثها إلى أفغانستان.

العامل الداخلي بتعقيداته ليس إلا مستوى من مستويات عديدة، يواجهه اتفاق السلام الذي تضمن في جزئه الثالث سعي واشنطن لنيل اعتراف مجلس الأمن بهذا الاتفاق، وهي مهمة شاقة ويتربص بها بدل الفيتو الواحد اثنان، من روسيا الممتعضة من فيتو أمريكي رفع في وجهها قبل وقت قريب، وأيضا فيتو متوقع من الصين التي ترى في أفغانستان حلقة مهمة في شبكة المواصلات التي تربطها بأوروبا ضمن مشروع الحزام والطريق.

وعليه فإن موقع أفغانستان الجيوسياسي يستحضر كذلك حسابات جمهوريات آسيا الوسطى والهند وباكستان وإيران، فكل ذلك يلقي بلا شك بظلاله على الطريق الوعر الذي تخطو فيه أفغانستان إلى السلام بعيدا عن حروب خشنة إلى حروب ناعمة تتسارع فيها المصالح والمطامح داخليا وإقليميا ودوليا.