أزمة الخيارات بنقابة الصحفيين

- ‎فيأخبار

كتب أحمدي البنهاوي:

رغم اكتمال الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، اليوم، فإن عدد الصحفيين الذين حضروا الانتخابات اليوم يؤشر انصرافًا من جانب الصحفيين النقابيين – والذين يمثلون 25% من جملة الصحفيين الممتهنين للصحافة وغير المسجلين نقابيًا – وهو ما يعتبر تصويتًا بالامتناع والرفض لكل الخيارات المطروحة.

 

ويبرز في المشهد الانتخابي تفتت الصحفيين تجاه الايدولوجيا بعكس ما يستبشر به البعض من تحول النقابة إلى موقع خدمي للصحفيين وداعم لقضاياهم، فعبد الفتاح فايد مدير مكتب قناة الجزيرة السابق بالقاهرة، كتب تحليلاً عبر حسابه على "فيس بوك" يشير فيه إلى أن تيارات داخل المشهد الانتخابي: "..سواء الذين يريدون النقابة في بيت الطاعة الحكومي بشكل فج وصريح، أو الذين يحققون ذات الهدف وهم يرفعون شعارات كاذبة عن كرامة المهنة والنقابة وقد سمحوا باهانة المهنة والنقابة.. سواء الذين فرقوا وحدة الصحفيين بالدعوة إلى ما أسموه تصحيح مسار.. أو الذين فرغوا غضبهم وحققوا هدف الأمن بفض جمعيتهم العمومية الطارئة ردا على جريمة اقتحام النقابة واعتقال الصحفيين المعتصمين بمقرها..".

 

ووصف "فايد" الحالة الصحفية بأنها "ولادة متعثرة" قائلاً: "..حتى وان انعقدت "يقصد الجمعية العمومية" فهي تصويت سلبي على مجلس لم يجروء حتى على إصدار بيان واحد يدين إغلاق مؤسسات اعلامية واعتقال الكثير من زملاء المهنة والزج بهم في غياهب السجون دون ذنب وبتهم جنائية يعلمون جميعًا أنها ملفقة وبمحاكمات لم تتوفر لها المعايير القضائية الواجبة..".

 

وختم تغريدته بتوجيه التحية لـ"عشرات الصحفيين المصريين خلف القضبان بتهم ملفقة ومحاكمات مسيسة.."

 

 أحلاهما مرّ 

وفي تعليقه على تغريدة لأحد الصحفيين قال الإعلامي حازم غراب: "بل الأفضل لك لو كنت حاضرًا الامتناع عن تأيييد قلاش وخصمه. قلاش أيد السفاح في البداية ثم لما وقع في شر عمله حاول عتاب السفاح والتزلف له قائلاً بالحرف: "لقد أيدناك في مواجهة الإرهاب" قلاش كقومجي يمتلئ صدره بغل وكراهية لفصيل كبير نفع الناس نقابيًا ومجتمعيًا لا يستحق دعايتك شبه المباشرة له بهذا البوست ..".

 

غير أن الصحفي أحمد عطوان رأى أن الفعل الانتخابي اليوم لصالح قلاش هو من باب عصر الليمون المشابه لما حدث في عهد الرئيس مرسي، وقال: "لأن قلاش يواجه مرشح السيسي مباشرة وربما مواقفه الاخيرة مع الانقلاب العسكرى اضطرارًا للجمعية العمومية وتعرضه للحبس والغرامة تقول انه فى الخندق الاخر للسيسي وعصابته، أما عبد المحسن سلامة فإنه يجهرون بانه مرشح العسكر ويدعمونه بكل الطرق..". 

 

خالي الدسم 

ولم تبرز ملفات القبض التعسفي بحق الصحفيين او حبس الصحفيين واعتقالهم او اقتحام النقابة في برنامج عبد المحسن سلامة، فيما برزت على استحياء في برنامج يحيى قلاش، ولم ينتبه لها إلا القليل من مرشحي مقاعد المجلس، وهو ما حاولت أسر الصحفيين التذكير به اليوم؛ حيث نظمت أسر بعض الصحفيين وقفة على سلالم النقابة لتذكير الصحفيين بأن لهم زملاء يقبعون خلف القضبان منذ سنوات دون تهمة حقيقية أو ذنب سوى اختلافهم في الرأي مع الانقلاب وقادته. 

  

ابتزاز مادي 

ويخضع الصحفيون في ظل الأنظمة القمعية إلى ابتزاز مواقفهم بزيادة "بدل التكنولوجيا"، غير أن أهمية البدل زادت في ظل التضخم القائم في الأسعار واحتياج الصحفيين الضروري لتحسين أوضاعهم المادية، وضربًا على هذا الوتر صرح عبدالمحسن سلامة، الذي يعتبره الصحفيون ممثل النظام، بأنه اتفق مع وزير المالية الانقلاب على زيادة البدل بنسبة هي الأكبر في تاريخ النقابة.

 

وبعيد ًا عن آراء البعض بأن هذا الوعد تحديدا يعني ضعف فرص نجاح من لوح به، وآراء آخرين بأن أي زيادة أو ميزة تعلنها الحكومة بشكل رسمي هي حق للصحفيين، ومنحت حكومة مبارك جلال عارف –المحسوب على على التيار القومي – زيادة البدل رغم أن منافسه صلاح منتصر قد وعد به.

 

في حين يرى أصحاب الرأي أن النقابة تقع بين أصحاب شعارات جوفاء، وآخرون يتقنون الوعود الصماء.