دلالات خطاب السيسي .. لن أتوقف عن حرقكم بالأسعار وثورة يناير “خطأ” وجيشنا أضعف من اسرائيل!

- ‎فيتقارير

كشف خطاب قائد الانقلاب الارتجالي الذي ألقاه بالندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة، عن توجهات سلطة الانقلاب مستقبلا فيما يخص موجات غلاء جديدة مقبلة، والاستمرار في تشويه ثورة 25 يناير والتملص منها، والقلق من تزايد انفضاض الشعب من حوله بعد كشفه (هتسيبوني لوحدي ولا إيه؟).

كما كشف استمرار السيسي في الكذب وادعاء بطولات عسكرية، معتمدا على ذاكرة المصريين التي تنسى حيث زعم أنه عاش هزيمة 67 بينما هو من مواليد نوفمبر 1954 أي كان عنده حينئذ 13 عاما وكان في المرحلة الاعدادية!

ويمكن رصد 5 دلالات لخطاب السيسي علي النحو التالي:

(أولا) موجة غلاء جديدة قادمة: حيث بشر قائد الانقلاب المصريين بمزيد من شظف العيش، وموجة غلاء قادمة بدعوى أن “الموارد لا بد أن تزيد لكي نستطيع تحقيق طلبات المئة مليون مواطن”، ومحاولة إعلان ما سيفعله بطريقة النفي بقوله: “أنا مش عايز أغلي الأسعار بس هي الحكاية كده هي الدنيا ماشية كدا”!؟.

ثم تأكيده علي استمراره في إلغاء الدعم (أي رفع الأسعار ضما) بقوله: “طول ما إحنا مكبلين بالدعم لأي حاجة في مصر عمر البلد دي ما هتحقق الأهداف اللي بتتمنوها.. مفيش حد في دول العالم المتقدم اللي عايزين نبقى زيه بيعمل كده ويقدم دعم”.

وكعادة الحاكم الفاشل العاجز عن تلبية احتياجات شعبه، بسبب مشاريعه الفاشلة، أرجع قائد الانقلاب الأزمات التي تعاني مصر إلي الزيادة السكانية الذي اعتبرها “تحديا كبيرا أمام الدولة”، وكرر تصريحات سابقة له بأنه لا يمكن للدولة تعليم كل المصريين والإنفاق عليهم بقوله: “لما يكون عندك 22 مليون بيتعلموا.. هيتعلموا كويس؟ هيلاقوا شغل وأنت بتضخ في سوق العمل كل عام مليون؟ إزاى طيب؟!”.

قلق من الغضب الشعبي

(ثانيا): القلق من الغضب الشعبي: حيث أبدى السيسي قلقه من انفضاض الشعب من حوله بعد انكشاف خداعة لهم وتحويل حياة المصريين لجحيم من الغلاء والقمع الأمني، بقوله “هتسيبوني لوحدي ولا إيه؟”، وهو ما كرره السيسي في عدة خطابات سابقة أيضا مثل خطابه في يناير 2018 الذي ظل يستعطف فيه المصريين ويكرر موضوع “حياته” كتير ويلمح إنه ممكن الأمر يوصل لقتله ومحاولة الظهور قوي وأن موضوع سامي عنان لا يفرق معه، وتهديده بأن ثورة شعبية جديدة ضده لن تحدث واستدعاؤه الخوف على أمن مصر وربط ذلك بوجوده وتخويف الشعب بالجيش ما يؤكد أن هناك شيئا ما يثير قلقه بشدة.

الهجوم على ثورة يناير

(ثالثا): كرر السيسي هجومه على ثورة يناير، زاعما أن ثورة يناير كانت خطأ من الشعب، بزعمه أنها “علاج خاطئ لتشخيص خاطئ”، وأن الثوار “قدموا للناس صورة على أن الأمور بتتغير، يعني نشيل ده ونجيب ده”، في استمرار واضح للسخرية من ثورة 25 يناير.

وكان قائد الانقلاب قد قال في بريل 2017 أن ثورة يناير “خدعة”، وكرر في خطابات لاحقه وصف الشباب الذين قاموا بها بأنهم تعرضوا للخداع وأنها أدت للفوضى التي تعاني منها مصر حاليا وتدهور الاقتصاد ليعفي نفسه ومشروعاته الفاشلة من ضرب اقتصاد مصر.

ويقوم إعلام الانقلاب منذ فترة بالاستمرار في تشويه ثورة يناير، واحتفت الصحف أمس بما جاء على لسان جزار ثورة يناير حبيب العادلي، ونقلت عنه “أخبار اليوم” قوله في شهادته بقضية الهروب من السجون واقتحام الحدود الشرقية إن: «25 يناير» مؤامرة و«اللي سماها ثورة غلطان”.

باق في الحكم ولن أغادر

وحرص عبد الفتاح السيسي علي نقل رسائل ضمنية بأنه باق في اغتصاب السلطة ولن يغادر حتى بعد انتهاء فترة اغتصابه الحكم الثانية، بقوله: “هوريكم دولة تانية في 30 يونيو 2020″، وهي خطة خداع مستمر فيها منذ الانقلاب بدعوة المصريين لتوقع المن والسلوى على يديه كل فترة ثم العودة لتكرار نفس الاسطوانة في كل مرة يفشل فيها نظامه ويتصاعد الغضب الشعبي ضده.

وحاول الرد ضمنا على السخرية منه على مواقع التواصل بانه “سيدخل بمصر في الحيط” بقوله: “أنا متابع مصر حتة حتة بكل تفاصيلها وكل ظروفها علشان لما أتكلم يكون عندي الإرادة للقرار اللي أخده علشان مدخلش مصر في الحيط”.

ويسعى قائد الانقلاب لتمديد رئاسته واغتصاب السلطة لما لا نهاية عبر تغيير الدستور، وفي سبيل ذلك سعى لتخويف المصريين من عدم نزولهم الاستفتاء على تعديل الدستور وإلا سيقوم بتغريمهم وتحويلهم للنيابة!

ونشرت صحيفة “الوطن” الموالية للانقلاب أن الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، انتهت من إنهاء حصر أسماء المتخلفين عن الإدلاء بأصواتهم في تمثيلية انتخابات الرئاسة عام 2018، تمهيداً لإرسالها إلى النيابة العامة لاتخاذ إجراءات تطبيق القانون، وتغريم كل من تخلف عن الإدلاء بصوته 500 جنيه؟

وهو ما يعني 35 مليون مواطن مقاطع x 500 ج = 17.5 مليار جنية، ما يعني أنها صفقة ضخمة للانقلاب، وجاء نشر الخبر في أعقاب توجيه السيسي الحكومة بدراسة أفكار جديدة لزيادة ايرادات الدولة!!

ويقدر عدد مقاطعي الانتخابات بـ 34 مليوناً و823 ألفاً و986 ناخباً، بحسب إحصائيات الهيئة، من بين الناخبين المقيدين بقاعدة البيانات، وعددهم 59 مليوناً و78 ألفاً و138 ناخباً، حضر منهم للتصويت 24 مليوناً و254 ألفاً و152 ناخباً، بنسبة مشاركة 41.05%.

لم يسبق أن تم تفعيل «غرامة المقاطعة» في أي استحقاقات انتخابية سابقة، حيث كان يتم الاكتفاء بإرسال كشوف المتخلفين عن التصويت للنيابة العامة، دون غرامة، لصعوبة استدعاء ملايين المواطنين للنيابة للاستماع لأقوالهم وإحالتهم للمحاكم.

الجيش المصري ضعيف!

الأغرب في خطاب قائد الانقلاب بين قادته العسكريين أنه سعي للتقليل من شأن الجيش المصري وإظهار أنه ضعيف، تارة بالحديث عن ضعف الجيش في حرب أكتوبر أمام قوة إسرائيل العسكرية ودخوله الحرب كـ “انتحار” !! لا عن عقيدة وقناعة بالنصر.

ففي مقارنته بين القوات بين مصر وإسرائيل في حرب أكتوبر، قال “الجيش المصري نزل ينتحر” في هذه الحرب، وإنها “لم تكن لصالح الجيش المصري، إلا أننا تمكنا من تحقيق النصر”، قائلا: “فيه ناس سألونا ماكملتوش ليه لحد خط الحدود، بس إحنا كدولة قدراتنا ماكانتش أكبر من كدا””.

وحين تحدث عن قدرة الجيش المصري على تكرار تغلبه على إسرائيل في أي وقت، أرجع ذلك للخسائر التي تكبدتها اسرائيل ورغبتها في عدم تكرارها، وليس لقدرة الجيش علي الانتصار، في محاولة لإبعاد فكرة قيام حرب أخري مع العدو الصهيوني مستقبلا بعدما قام السيسي بتغيير العقيدة العسكرية للجيش من محاربة العدو الصهيوني إلي محاربة التيار الاسلامي.

وهو ما قاله بصورة غير مباشرة بقوله: “الأول العدو كان واضح لكن دلوقتي لا بقى معانا وجوانا واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو داخلنا، يعيش يقتلنا ويبني نفسه بهدمنا”، أي أنه أبدل في خطاب عدو مصر من إسرائيل إلي “مصريين” في الداخل في إشارة الي التيار الاسلامي ومعارضي الانقلاب.

وبدأ قائد الانقلاب حديثه بقوله: “أنا من الجيل اللي عاش المرحلتين (يقصد هزيمة 67 وانتصار 73) وفاكرهم بدقة شديدة، علشان كدا ماحضرتش كلمة، أنا هتكلم كإنسان”!.

وزعم: “أنا عشت تجربة هزيمة 67، فاكر كل التفاصيل، كل مقال اتكتب، ومرارة الهزيمة اللي عاشتها مصر، ودلوقتي إحنا عايشين معركة ليها مرارة”!! رغم أنه كان في سن 13 عاما وفي المرحلة الإعدادية !!