فوازير “بلحة” في رمضان .. يحتجز “أسامة عسكر” بتهمة الفساد !!

- ‎فيأخبار

في هزلية جديدة لقائد الانقلاب المعروف بـ “بحلة” وبعد أن نهب هو وعصابته عشرات المليارات من منح الخليج ، بالإضافة لأموال صندوق “تحيا مصر” ، يحاول أن يعيش في دور “مكافح الفساد” حيث كشفت “أخبار” اللبنانية ، إن الجنرال عبد الفتاح السيسي اعتقل الفريق “أسامة رشدي عسكر” مساعد القائد العام للقوات المسلحة لشؤون تنمية سيناء ، على إثر تهم متعلقة بالفساد المالي ، مقررًا احتجازه في فندق المخابرات “الماسة” ، على غرار ما فعله ولي عهد السعودية محمد بن سلمان .

ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن “عسكر” موقوف في الفندق مع زوجته منذ أسابيع عدة ، ومختف بشكل كامل عن الأنظار .

وكشفت المصادر أن المفاوضات معه وصلت إلى مرحلة متقدمة في ظل عدم رغبته في التنازل عن كل الأموال، وضمان الخروج في شكل يليق به في الوقت نفسه.

ووفق المعلومات المتوافرة ، فإنَّ “عسكر” وضع أمواله في حسابات بالخارج، إضافة إلى حسابات لزوجته المحتجزة معه في الفندق في مكان بعيد عن الأماكن التي يتردد عليها النزلاء أو الزوار.

فضائية مصرية تؤكد .. تم الاعتقال

كانت قناة “مكملين” الفضائية ، قد أكدت فى وقت سابق اعتقال “عسكر” نقلاً عن ثلاثة مصادر عسكرية ، فقالت : إنَّ مساعد القائد العام للقوات المسلحة لشؤون تنمية سيناء، الفريق أسامة عسكر، رهن الاعتقال في الوقت الحالي أو قيد الإقامة الجبرية، على خلفية مواجهته اتهامات مالية تتراوح بين الاختلاس أو إهدار المال العام.

وكشفت المصادر العسكرية، التي لم يتم الإفصاح عن هويتها، لبرنامج “مصر النهاردة”، الذي يقدمه الإعلامي محمد ناصر، أن الفريق أسامة عسكر يقبع في الوقت الحالي فـي أحد السجون العسكرية، وأن حجم الأموال المُتهم فيها نحو 500 مليون جنيه.

ورَوَى ” ناصر”، وفقًا لما نقله عن مصادرهم العسكرية، أنَّ خيوط القضية تعود إلى نحو 5 أشهر، حيث تم اكتشاف شركة باسم نجل الفريق أسامة عسكر يبلغ رأس مالها نحو 50 مليون جنيه ( نحو 2.9مليون دولار)، وهو ما أثار الشكوك نظرًا لصغر سنه، حيث يبلغ من العمر 21 عامًا.

وتـابع : “مع تقدم التحقيقات، تم اكتشاف شركات أخرى لبعض أقارب الفريق عسكر تعمل في مجال توريدات مواد البناء إلى سيناء وتستخدم في مشروعات التنمية التي كان يُشرف عليها “عسكر” .

واستطرد قائلاً : انتقلت التحقيقات إلى الفريق أسامة عسكر، لكنها كانت في البداية بشكل ودي غير رسمي، وهنا تم اتهامه باختلاس أو إهدار نحو 500 مليون جنيه.

وأَلْمَحَ إلى أن جهات عليا طلبت من “عسكر” إرجاع المبلغ المالي في مقابل إغلاق ملف القضية، وهو ما لم يقبله “عسكر” الذي رفض التنازل عن كامل المبلغ أو جزء منه، بحسب ما طلبت منه تلك الجهات.

وأكد الإعلامى أنه تم التحفظ على الفريق أسامة عسكر وأفراد من أسرته في فندق “الماسة” التابع للقوات المسلحة، وذلك في محاولة للضغط عليه واسترجاع الأموال أو جزء منها، لكن مع إصرار “عسكر” على الرفض، تم تحويله إلى أحد السجون الحربية، مؤكدًا أنه يرتدي ملابس السجن في الوقت الحالي، ويواجه ضغوطًا متزايدة لإثنائه عن موقفه.

“صدقي صبحي” القادم

فى المقابل، ضمنّ الإعلامي والناشط السياسي محمد مجدي ، مقدم برنامج “من أمريكا” على قناة “الشرق” تأكيداته باعتقال “أسامة عسكر” ، وأنَّ القادم هو” صدقي صبحي، وزير دفاع الانقلاب الحالي .

وأضاف “مجدي” فى رسالة متلفزة عبر”يوتيوب” نشرت سابقًا ،أن خبر اعتقال الفريق عسكر له دلالات قوية وأن مايحدث خلف الجدران من تصفية السيسي لرجاله ، دليل على أن الدولة “هشة” للغاية من الداخل ، وأنَّ عصابة السيسي تسعى لإظهار أوجه جديدة يتم تفصيلها من جديد على “مقاس الانقلاب” وتحت طاعة السيسي نفسه.

وأكد أنَّه يجب – قبل أن يتخلص السيسي من صدقي صبحي – يجب أن يتخلص من رجاله أولاً وعلى رأسهم “الفريق أسامة عسكر”.

ربط بمحاولة اغتيال “صبحي”

وربط ناشطون عبر الإنترنت، ماحدث للفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ،عقب محاولة اغتياله قبل نحو 5 أشهر، من قبل عناصر إرهابية مسلحة أثناء جولة تفقدية لعناصر القوات المسلحة والشرطة المتمركزة بقطاعات التأمين بنطاق شمال سيناء ، بما حدث مؤخرًا مع أسامة عسكر .

إقالة الفريق “محمود حجازي”

كان المنقلب السيسي ، قد أقال في 28 / 10 / 2017 صهره الفريق “محمود حجازي” من رئاسة أركان الجيش، وتعيين الفريق “محمد فريد حجازي” بدلا منه.

وتضمن القرار تعيين رئيس الأركان المقال مستشارًا لرئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات.

وكان اللواء “محمد فريد حجازي” الذي تمت ترقيته إلى رتبة الفريق، يتولى منصب أمين عام وزارة الدفاع وأمين سر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما تولى قيادة الجيش الثاني الميداني سابقا.

أما اللواء “محمود حجازي” (المقال) فتولى من قبل منصب قائد الجيش الثاني الميداني ومدير المخابرات الحربية قبل أن يتولى منصبه كرئيس للأركان.

اعتقال “سامي عنان”

ولم يكتف السيسي بمن حوله من رجال الانقلاب، بل طالت يداه الفريق سامي عنان – أستاذه في القوات المسلحة – على إثر إعلان الأخير ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية وإعلانه فيمقطع فيديو بثه للمصريين “أيها الشعب السيد في الوطن السيد”.

سر المادة “234” التي ترعب السيسي

عقب الانقلاب العسكري حشد السيسي ورجاله وعلى رأسهم رفيق درب الانقلاب صدقي صبحي ، كل الموالين لهم ليكتبوا دستور يتوافق مع رغبة العسكر، ولا يعارض مصالحهم، وهم كفيلون بتنفيذه من خلال رجالهم المتواجدين داخل مؤسسات الدولة.

وتم تنقيح أوامر العسكر في صيغة أسموها “الدستور” وتم الحشد له بكل الإمكانيات الضخمة التي يمتلكونها، ليكون الحاكم للبلاد، وقبل كل ذلك وللطمأنينة ، قام السيسي بتحصين مركز وزير الدفاع، لضمان النصيب الأكبر من الكعكة، ولكن خروجه عن المسار وطمعه في اعتلاء منصب الرئاسة شتت العسكر من الداخل وثاروا بينهم، وخرجت العديد من الشائعات التي لم نتأكد منها في ذلك الوقت . وخرج السيسي من المجلس العسكري الذى يقود الإمبراطورية، بتقديم استقالته وتولى صدقي صبحي المنصب، وأصبح هو القائد ، على الأقل للفريق الذي يتبعه ، ضامنًا بقاءه في المنصب، بنص المادة 234، التي طبخها السيسي ورجاله بعناية شديدة حتى لا يُطعن عليها، والتي أصبحت أكبر العقبات التي تقف أمامه للإطاحة بصبحي رفيق انقلابه ، والذي أصبح فيما بعد عدوه الذي قد يطيح به في أي وقت .

عوالم خفية

يقول أستاذ القانون الدستوري بجامعة المنوفية، فؤاد عبدالنبي ، في تصريحات صحفية، أن تلميح السيسي إلى تعديلات دستورية غريب للغاية، ولكنه فى نفس الوقت يفتح الباب على أشياء عدة، منها “تعديل المادة 234 التى تنص على تعيين وزير الدفاع لدورتين رئاسيتين كاملتين، لأنها تتعارض مع كل النصوص الدستورية التى تمنح “السيسي” مدة 4 سنوات فقط والنواب 5 سنوات” وهذا ما يجعل مقاليد الأمور بيد الفريق صدقي صبحي دون غيره. وأضاف عبدالنبي قائلاً: أنَّ هذه المادة وُضعت لاعتبارات خاصة من أجل السيسي، حين كان وزيرًا للدفاع، وحال تعديل الدستور ستكون أولى المواد المطلوب تغييرها، مؤكدًا أنَّ ذلك سيؤدي إلى صدام بين المؤسستين العسكرية والرئاسية.

من هو “عسكر”

“عسكر” من مواليد محافظة الدقهلية عام 1957، تخرج في الكلية الحربية (الدفعة رقم 70) ، بالنسبة لحالته الاجتماعية متزوج وله ثلاثة أبناء.

وفي غضون ذلك فقد كان الفريق أسامة عسكر قائدًا للجيش الثالث الميداني وقت الانقلاب الذي نفذه السيسي على الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013 ، ثم رُقي إلى رتبة فريق في يناير 2015، وتسلم قيادة القوات الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب، وترك منصبه في ديسمبر 2016 إثر قرار السيسي بتعيينه مساعدًا لوزير الدفاع لشؤون تنمية سيناء.

وعقب الإطاحة بـ “عسكر” من منصبيه السابقين (قائد الجيش الثالث الميداني وقائد القوات الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب)، اختفى بعيدًا عن الأنظار، ولم يكن له أي ظهور سوى في مناسبات قليلة جدًا، كان آخرها في 29 يونيو 2017، حيث شارك في تشييع جثمان قائد المنطقة الشمالية العسكرية، اللواء محمد لطفي يوسف، والذي لقي مصرعه في حادث تصادم .