مبعوث أمريكي: حفتر عدو للديمقراطية ويرفض أي حكومة مدنية

- ‎فيتقارير

حذر المبعوث الأمريكي الأمريكي السابق لليبيا جوناثان واينر من الدعم الذي يقدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف المعادي للإسلام للجنرال المتقاعد في ليبيا خليفة حفتر؛ مؤكدا أن الأخير يرفض أي تمثيل ديمقراطي في ليبيا، في حين انتقد السيناتور آدم شيف دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحفتر.

وأوضح واينر في تغريدة على حسابه في “تويتر” أن حفتر عبر له في اجتماعين عام 2016 عن رفضه أي تمثيل ديمقراطي في ليبيا، وأنه لم يكن على استعداد لإخضاع نفسه إلى أي حكومة مدنية أو أي شخص آخر، وأضاف أن حفتر قال إنه سيحكم ليبيا بمرسوم حتى تكون جاهزة للديمقراطية في وقت لاحق.

من جهته، انتقد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي آدم شيف دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحفتر الذي وصفه بـ”الجنرال المستبد”.

وقال شيف في تغريدة على تويتر: إن ترامب أيد الجنرال حفتر في ليبيا “وهو مستبد يهاجم حكومة تدعمها الأمم المتحدة”.

وأضاف أن ذلك يتشابه مع رفضه عقوبات كوريا الشمالية قبل أسابيع، قائلاً إن قرار ترامب يتناقض مع تصريحات إدارته.

وكان البيت الأبيض قد أعلن قبل يومين أن ترامب تحدث هاتفيا مع حفتر يوم الإثنين الماضي، مضيفًا أن الحديث بينهما تناول “الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا”.

وجاء في بيان البيت الأبيض أن ترامب “أقر بدور المشير (حفتر) الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر”.

وبينما كانت بريطانيا تقدم مشروع قرار لوقف إطلاق النار ينتقد الهجوم على العاصمة، تحدث الرئيس ترامب في اليوم نفسه إلى حفتر عن “رؤية مشتركة” لمستقبل ديمقراطي لليبيا، كما قال البيت الأبيض.

هذا الدعم الواضح لحفتر على حساب رئيس الحكومة المعترف بها دوليا فايز السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به سلطة شرعية وحيدة في ليبيا، أرفق بإشادة “بالدور المهم للمشير حفتر في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا”، بحسب بيان البيت الأبيض.

ويرى خبراء أن إشادة ترامب بحفتر دليل على دعم أمريكي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على طرابلس.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته بحسب شبكة الجزيرة: إن الدعم الأميركي يسمح بفهم سبب اندفاع “حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية” بشكل أفضل.

وأشار دبلوماسيون آخرون إلى أنه رغم الصعوبات العسكرية وانزلاق الجبهة، يواصل حفتر التأكيد أن “بإمكانه الانتصار” بعد مرور 15 يوما على بدء حملته.

وقال دبلوماسي آخر: إن الدعم الذي عبرت عنه واشنطن الجمعة “يوضح الأمور” في الأمم المتحدة أيضا؛ حيث حاولت بريطانيا لخمسة أيام من دون جدوى التوصل إلى قرار يدعو لوقف لإطلاق النار ودخول غير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال.

وفي موقف غريب خلال المشاورات، وقفت روسيا والولايات المتحدة في صف واحد للمطالبة “ببعض الوقت”، أو التأكيد أنهما “ليستا مستعدتين لقرار، دون توضيح سبب ذلك لشركائهما”.

وفي الوقت نفسه على الأرض، كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة يطلق تحذيرات من اتساع رقعة النزاع، ويطالب برد عاجل.

وقال دبلوماسيون: إن حفتر ما كان ليطلق هجومه من دون ضوء أخضر من داعميه، معتبرين أن الخروج من “المأزق” الحالي مرتبط إلى حد كبير بهم.

وفي الأمم المتحدة، وضعت بريطانيا مشروع قرارها جانبا، وإن كانت دول – مثل ألمانيا التي عبرت عن “خيبة أملها” – تأمل في أن يتم تبنيه الأسبوع المقبل.

وكان هجوم حفتر تزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا للدفع نحو مؤتمر للمصالحة الوطنية، وشكل “انتكاسة” حقيقية له.

واضطر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لإلغاء هذا المؤتمر، وقد انتقد بقسوة حفتر وذهب إلى حد وصف هجومه “بالانقلاب”.

وتشن مليشيات حفتر المسلحة منذ 4 أبريل الحالي عدوانا على العاصمة طرابلس، وذلك في وقت كانت الأمم المتحدة تستعد فيه لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية بين يومي 14 و16 من الشهر الجاري ضمن خريطة طريق أممية لإيجاد حل للأزمة الليبية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق اليوم سقوط 220 قتيلا و1066 جريحا، إضافة إلى نزوح أكثر من 18 ألف شخص منذ بدء الهجوم على طرابلس.